توقيت القاهرة المحلي 08:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية أسبوع منزوعة البشر!!!

  مصر اليوم -

نهاية أسبوع منزوعة البشر

بقلم: خولة مطر

السم أقوى فى الكلمة منه فى ذاك السائل أو الدخان الذى ملأ فضاء المدن المزدحمة.. هناك حملة شاسعة تحولت هى الأخرى إلى شكل من أشكال لعب الترويج التجارية.. أو هوس التخلص من السموم فى الجسم بحكم أن كل ما نأكله ونستنشقه ونشربه يحمل كميات من السموم التى تأتى بالعديد من الأمراض أو تتسبب حتى فى أشكال مختلفة من الأوجاع والتشوهات حتى النفسية منها!!!

***
تحولت تلك الجملة الشهيرة «لتخليص جسمك من السموم» شعارا على منتجات متنوعة من العصائر والمأكولات إلى مواد التجميل والمواد المرطبة للجسم وغيرها.. الكل يعمل على تخليص جسمه من سموم هى نتاج حتمى عندما يصبح الربح هو الهدف الأول لجميع الصناعيين وغيرهم وعندما تتحمل دول وشعوب غير صناعية آثار التكلفة الباهظة لما تقوم به ما يسمى بالدول الكبرى.. فمعظم التلوث الذى تعيشه الشعوب الفقيرة فى جنوب الأرض هو نتاج تلك المتطورة والصناعية فى شماله..

***
وكثرت المصحات التى هى الأخرى تروج لقدرتها الكاملة على تخليص البشر من تراكمات كل تلك الملوثات فى فترة زمنية محدودة ولكن بتكلفة باهظة جدا لتصبح هى الأخرى حكرا على طبقة بعينها!! وأصبح تخلص الأجسام من السموم فائدة جديدة لفوائد السفر المتعددة فهناك سفر للراحة وآخر للصحة والتطبب ومرة لأخذ الأطفال لدزنى ومرة للشواطئ فى الصيف وما بينهم سفر بهدف تخليص الجسم من سموم طعام وماء حتى ما يسمى منه بمياه معدنية ما لبثنا وأن اكتشفنا أنه الآخر ملوث وقد يكون ماء بئر عادى وليس معدنيا أبدا أبدا!!

***
هذه المحاولات المستميتة لتنظيف الجسم من ترسبات من الملوثات والمواد الحافظة... إلخ.. ألا يكون من الأجدى أن تصاحبها عملية من تخليص العقل والروح والنفس من تلوث البشر من البشر؟؟ ألا يجدر أن تكون هناك مراكز متخصصة لكى يغسل المرء روحه من كثرة النفاق والكذب والمؤامرات والمراوغات والغش وغيرها؟؟ ألا يجوز أن يحتاج الإنسان أينما كان فى زمن أصبح فيه الكذب صفة يحمد عليها الفرد لأنه بذلك «فاهم الحياة أكثر» أو أنها «تعرف تاخد ما تريده» أو تحت أى ذرائع وتبريرات؟

***
يكثر الحديث عن الحاجة فى إجازة نهاية الأسبوع للابتعاد عن ضجيج المدن حيث ندين الضوضاء التى نخلقها نحن ولكن ندعى أن سببها التحضر والمدنية وتكثر العربات فى الطرقات بعوادمها القاتلة والازدحام فى الشوارع.. كل هذه عوالم واقعية جدا وبالتأكيد تؤثر على الجهاز العصبى حتى للأكثر قدرة على التكيف أو حتى عند عشاق المدن والضجيج.. ولكن علينا أن نفكر مليا فى عطلة نهاية أسبوع منزوعة من البشر المسببين للتلوث والسموم الروحية والعقلية.. عندما تعيش أيام عملك أو حتى بين رفقة تعايشت بجد مع هذه المرحلة المتطورة من تاريخ البشرية كما يدعون مرحلة توصف بأنها طفرة الذكاء الصناعى والابتكار والتكنولوجيا المتطورة وهى نفسها التى تلازمت مع انحدار فى الأخلاق والقيم والمحبة والوفاء وغيرها من الصفات التى ركنت فى أرفف الكتب أو على جدران المتاحف مع الديناصورات التى انقرضت وكثير من المخلوقات الكونية التى انخفضت أعدادها بسبب البشر.. نفس البشر.

***
شىء ما يدعو للتعمق أكثر فى معنى التخلص من السموم ومفهومها، شىء ما يدعو للتفكير العميق فى الحلقة المفرغة التى تبدأ وتنتهى عند نفس «المشتبه بهم» فهم يصنعون ثم يلوثون ثم يعودون ليطرحوا أدوية للعلاج من آثار التلوث وفى كل مراحل هذه الدائرة هم الرابحون حتما.. هم الناشرون لثقافات غريبة على الكثير من المجتمعات بل على كل البشرية.. هم المستفيدون من خلق الأنفس الضعيفة ومن القضاء على كثير من الصفات التى كانت يوما تعد هى القيم المثلى.. هم أنفسهم من يجدر أن تخصص مصحات للتخلص من السموم التى ينشرونها فى المجتمعات!!!

***
تردد هى السبت والأحد لى أنا، أنا فقط لا أريد أن أرى شخصا أو أن أسمع صوتا عبر الهاتف أو أن أقرأ رسالة على وسائل التواصل مليئة بالكذب أو النفاق أو التملق أو الكراهية وهى صفة أخرى أصبحت ربما ملازمة للمدنية والحضارة كما يفهمها البشر الآن.. بمعنى أن تكون متحضرا هو أن تكون منزوع العواطف والرحمة وأن تحول قلبك إلى حاسبة للمصالح على أساسها توجهه، أى قلبك، ليحب ويكره أو يتملق أو ينافق.. هناك حاجة حقيقية للتخلص من سموم البشر حتما قبل سموم الأطعمة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية أسبوع منزوعة البشر نهاية أسبوع منزوعة البشر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon