توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغريدات الكراهية

  مصر اليوم -

تغريدات الكراهية

بقلم: خولة مطر

تلتقى فى كل مقهى بعيدا كان أم قريبا.. فى حى شعبى أو تراثى أو فى شوارع مكتظة عبر البحار.. فى كل اللقاءات الحوار يبدأ وينتهى بجملة لا يمكن إلا أن تكون تعبيرا عن إحباط الكثير من العرب وليس النخبة فقط.. نحن نغرق فى بحار الكراهية والجهل أم هو الجهل الذى يجعل الأرض خصبة للكراهية؟؟ كلاهما متشابهان.. لم تعد الكراهية عبارة عن ثأر يتحدث عنه البعض فى المناطق النائية بل أصبحت الكراهية «حداثية» جدا تنتشر سريعا كالوباء، تدخل بين التغريدة والأخرى تحلق فى ملايين متابعة ثم تختبئ تحت الجلد لا يبدو أنها واضحة للرأى أو المستمع أو المتابع ولكنها هناك تقفز فى وجوهنا كلما انفتح حديث بعيد أو قريب من نفس الموضوع..

***
لو تحدثت عن الحروب سيقال لك نفس العبارة «سنة أو شيعة» لو قلت التطرف طاردوك بنفس العبارة لو سئلت عن خطيب تقدم لابنة أخيك رفع جميع أفراد العائلة صوتهم ليقولوا قبل أى شىء «شيعى أو سنى» وحتى عندما يقبل أحدهم بالآخر لا يختفى الغمز واللمز..

***
تنتشر الكراهية دون أن ندركها، يكرر بعضهم قبل أن يبدأ حديثه «أنا مش طائفى بس..». ويكمل بكلمات لا تنم إلا عن طائفية مغيته وكراهية لا تشبهنا لا تقترب من ماضينا ولا تلامس آباءنا وآجدادنا وبيوتنا العتيقة حيث لا أحد يعرف مذهب جيرانه سوى أم حسن وأم محمد وأم عمر!!!
***
يقولون له أنت تدافع عنهم فحتما أنت شيعى وعندما يردد وما المشكلة فى ذلك يأتى الجواب «اه كنا عارفين إنك شيعى».. يجلس أولئك خلف الأسئلة يحورونها ويتناولونها بأبعاد من هنا وهناك ثم يقولون له «أنت سنى؟؟» فيردد وما أهمية ذلك فى عملنا هذا فنحن نعمل على خدمة البشر «صح؟؟» أينما كانوا وكيفما كانت أجناسهم ودياناتهم.. تبرق الأعين له وينفض الجمع سريعا..

***
تمثيلية اسمها «الطائفة الكريمة» كلما كرروها، يقول هو «انقلبت معدتى وكدت أن أستفرغ» فهو يدرك وكثيرون بل ملايين مثله أن ما هى سوى تعبير عن طائفية مغيته متأصلة جدا..

***
فيما يتحسر المتحسرون وكثير منا هم على أيام كانت ويرددون «يحلو أيام الأول» يركزون هم أنفسهم على هواتفهم «الذكية» وينقلون تغريدات لعشرات بل مئات وما هى إلا لحظات ويغرد كل سرب الغربان ليعيدوا نشر الكراهية التى باطنها الجهل حتما أو الخبث والمصالح.. يدرك الجميع أن الجيوش لم تعد تلك التقليدية بالأسلحة الثقيلة من دبابات وحاملات جنود وطيارات وصواريخ «ذكية» ولكنها أحيانا تصيب الأصدقاء!! بل أصبحت الجيوش الأكثر خطورة هى تلك التى تجلس فى الغرف المكتظة بشباب وشابات همهم أن ينشروا رسائل الكذب والحقد والكراهية.

معظمها لا تخدم أوطانهم ولا حتى مستقبل أولادهم ولكنهم المرتزقة الجدد!!!

***
ما أكثر الرسائل اليومية التى ما إن تستلمها من صديق أو صديقة حتى تنهال عليك من كل المعارف فتدرك كم حجم الجهل أو التجهيل الذى نغرق فيه، كم نحن على أتم استعداد لإيجاد أو خلق الأعداء وإشهار السيوف وسحب الخناجر من أغمادها.. فقط للدفاع عن الدين والطائفة.. لا يدرك بعضهم أن كثيرا من خطابات الكراهية التى يروجون لها وهم حملات الشهادات ومدعو الثقافة والمعرفة هى لا تختلف كثيرا عن خطابات البغدادى ذاك الذى ظهر فجأة وهو أكثر العرب قدرة على اختراق الحدود المغلقة فى أوجه العرب أيضا.. هو العربى الوحيد القادر على الانتقال من الموصل إلى الرقة ومن دير الزور إلى طرابلس فيما يقف العلماء والكتاب والشعراء عند أبواب القنصليات والسفارات لساعات بحثا عن تأشيرة تسمح بمشاركتهم فى مهرجان ثقافى أو شعرى أو علمى تنظمه نفس الدولة التى تمنع التأشيرات على العرب فقط وتفتح أبوابها مشرعة على كل القادمين من كل حدب وصوب!!!

***
تغريدات الكراهية جعلت الكثيرين يقولون كنا أكثر أمنا وسعادة وراحة بال دون هذه التكنولوجيا أو ربما هى كالكبريت بإمكانك أن تحرق به مزرعة أو أن تشعل نار لتدفئ بيتك.. اختاروا أية تغريدات وعلم تريدون.. ذاك الذى ينقلكم إلى مصاف شعوب العالم أو الآخر الذى يبقيكم دوما كما يعتقد الكثيرون بدو بخيام وجمال ونساء سبايا وجوارى وحريم!!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغريدات الكراهية تغريدات الكراهية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon