توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هو أو الفوضي

  مصر اليوم -

هو أو الفوضي

بقلم : يوسف القعيد

دونالد ترامب يترنح. دخل البيت الأبيض محاطاً بالذهول وعدم التصديق والدهشة. من أجبروا أنفسهم علي القبول به قالوا أفضل من منافسته هيلاري كلينتون. لم نكن نعرف عنه أي شيء. ولكن ما نعرفه عنها يفزعنا ويخيفنا.

لم يرحب به أحد داخل أمريكا. واعتبر الإعلام الأمريكي دخوله البيت الأبيض كارثة. وخارج أمريكا قال البعض لننتظر ونري. وها هو يقترب من نهايته تذكرنا بنهاية بيل كلينتون وفضيحته الشخصية. وهكذا فإن هيلاري كلينتون تصلح لأن تكون خيطاً يربط بين حكاية زوجها بيل ومنافسها دونالد.

ترامب يترنح، يرفض أن يقترب من رقصة الوداع قبل أن يذهب إلي الأمم المتحدة في سبتمبر ليعلن أن صفقة القرن أساس سياسة أمريكا في الصراع العربي الإسرائيلي.

وإن كان العدو الصهيوني قد خرج للدنيا لحظة اغتصابه لفلسطين. كان لأمريكا رئيس اعترف بدولة العدو قبل أن تُعلن قيامها. فها هو رئيس آخر يفعل للعدو ما لم يجرؤ رئيس أمريكي من قبله - وربما من بعده - سلم القدس للعدو التي شكلت لُب الصراع العربي الصهيوني لتصبح عاصمة أبدية للدولة الصهيونية المعتدية والمغتصبة لفلسطين.

أعلن ترامب أكثر من مرة أنه سيحل جميع مشاكل العدو الصهيوني في أيامه القادمة. ولأن الحال العربي لا يسر عدواً ولا حبيباً. والحال الفلسطيني الداخلي مثله. لذلك فإن الاحتمالات المتوقعة تبدو مخيفة لتمرير المخطط. حتي لو رحل ترامب سيأتي إلي قلب البيت الأبيض من يحقق للعدو مشروعه الاستعماري والاقتصادي. ونحن لا نملك سوي الجلوس في مقاعد المتفرجين. يبدو أن قدر جيلنا وربما الأجيال التي قد تأتي بعدنا اسمه: أمريكا.

أمريكا عنوان المخاطر ودليل الفزع والعدو الذي لا يقل عداوة عن العدو الصهيوني. فإن كان الصهاينة أعداء الماضي والحاضر. فربما قد تُصبح أمريكا عدو المستقبل. هل هذه أمريكا التي لولا أدباؤها في منتصف القرن الماضي ما عرفنا طريقنا إلي الكتابة؟ هل هي أمريكا أرنست هيمنجواي، ووليام فوكنر، وجون شتاينبيك؟.

أم أنها أمريكا الأخري التي كتب عنها من تعاملوا معها من كتابنا، وقدموا لها صورة لم ننتبه لها في حينه؟ زكي نجيب محمود في كتابه: أيام في أمريكا. محمود السعدني: أمريكا يا ويكا. كامل زهيري: ممنوع الهمس. وعادل حمودة: أمريكا الجنة والنار.

هذا غير أمريكا التي تبدت في أدبنا المعاصر ابتداء من قصيدة عبد الرحمن الشرقاوي: رسالة من أب مصري إلي هاري ترومان. وهاري ترومان هو الذي اعترف بدولة العدو قبل أن تقوم. صورة أمريكا في الرواية المصرية والعربية، وفي القصة القصيرة، وفي القصيدة الشعرية. لا نجد فيها ما يجعلنا نأمل أن يهتدي هؤلاء الناس بالصواب في يوم من الأيام.

الأحكام العامة علي الشعوب خطأ. ولا يمكن اعتبار أمريكا كتلة من الجحيم. لأن فيها أصواتا عاقلة. حاولت أن تتوقف وأن تنبه وأن تقول لا. وكتابتهم معروفة ومعلنة ومترجمة.

قال لي كامل زهيري: أمريكا تحرص علي أن يبدو كل ما فيها أكبر من حجمه الطبيعي بعشرات أو مئات المرات.

وها هو ترامب وهو يترنح يقف ويقول بأعلي صوته:

- أنا أو الفوضي.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هو أو الفوضي هو أو الفوضي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon