توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هو أو الفوضي

  مصر اليوم -

هو أو الفوضي

بقلم : يوسف القعيد

دونالد ترامب يترنح. دخل البيت الأبيض محاطاً بالذهول وعدم التصديق والدهشة. من أجبروا أنفسهم علي القبول به قالوا أفضل من منافسته هيلاري كلينتون. لم نكن نعرف عنه أي شيء. ولكن ما نعرفه عنها يفزعنا ويخيفنا.

لم يرحب به أحد داخل أمريكا. واعتبر الإعلام الأمريكي دخوله البيت الأبيض كارثة. وخارج أمريكا قال البعض لننتظر ونري. وها هو يقترب من نهايته تذكرنا بنهاية بيل كلينتون وفضيحته الشخصية. وهكذا فإن هيلاري كلينتون تصلح لأن تكون خيطاً يربط بين حكاية زوجها بيل ومنافسها دونالد.

ترامب يترنح، يرفض أن يقترب من رقصة الوداع قبل أن يذهب إلي الأمم المتحدة في سبتمبر ليعلن أن صفقة القرن أساس سياسة أمريكا في الصراع العربي الإسرائيلي.

وإن كان العدو الصهيوني قد خرج للدنيا لحظة اغتصابه لفلسطين. كان لأمريكا رئيس اعترف بدولة العدو قبل أن تُعلن قيامها. فها هو رئيس آخر يفعل للعدو ما لم يجرؤ رئيس أمريكي من قبله - وربما من بعده - سلم القدس للعدو التي شكلت لُب الصراع العربي الصهيوني لتصبح عاصمة أبدية للدولة الصهيونية المعتدية والمغتصبة لفلسطين.

أعلن ترامب أكثر من مرة أنه سيحل جميع مشاكل العدو الصهيوني في أيامه القادمة. ولأن الحال العربي لا يسر عدواً ولا حبيباً. والحال الفلسطيني الداخلي مثله. لذلك فإن الاحتمالات المتوقعة تبدو مخيفة لتمرير المخطط. حتي لو رحل ترامب سيأتي إلي قلب البيت الأبيض من يحقق للعدو مشروعه الاستعماري والاقتصادي. ونحن لا نملك سوي الجلوس في مقاعد المتفرجين. يبدو أن قدر جيلنا وربما الأجيال التي قد تأتي بعدنا اسمه: أمريكا.

أمريكا عنوان المخاطر ودليل الفزع والعدو الذي لا يقل عداوة عن العدو الصهيوني. فإن كان الصهاينة أعداء الماضي والحاضر. فربما قد تُصبح أمريكا عدو المستقبل. هل هذه أمريكا التي لولا أدباؤها في منتصف القرن الماضي ما عرفنا طريقنا إلي الكتابة؟ هل هي أمريكا أرنست هيمنجواي، ووليام فوكنر، وجون شتاينبيك؟.

أم أنها أمريكا الأخري التي كتب عنها من تعاملوا معها من كتابنا، وقدموا لها صورة لم ننتبه لها في حينه؟ زكي نجيب محمود في كتابه: أيام في أمريكا. محمود السعدني: أمريكا يا ويكا. كامل زهيري: ممنوع الهمس. وعادل حمودة: أمريكا الجنة والنار.

هذا غير أمريكا التي تبدت في أدبنا المعاصر ابتداء من قصيدة عبد الرحمن الشرقاوي: رسالة من أب مصري إلي هاري ترومان. وهاري ترومان هو الذي اعترف بدولة العدو قبل أن تقوم. صورة أمريكا في الرواية المصرية والعربية، وفي القصة القصيرة، وفي القصيدة الشعرية. لا نجد فيها ما يجعلنا نأمل أن يهتدي هؤلاء الناس بالصواب في يوم من الأيام.

الأحكام العامة علي الشعوب خطأ. ولا يمكن اعتبار أمريكا كتلة من الجحيم. لأن فيها أصواتا عاقلة. حاولت أن تتوقف وأن تنبه وأن تقول لا. وكتابتهم معروفة ومعلنة ومترجمة.

قال لي كامل زهيري: أمريكا تحرص علي أن يبدو كل ما فيها أكبر من حجمه الطبيعي بعشرات أو مئات المرات.

وها هو ترامب وهو يترنح يقف ويقول بأعلي صوته:

- أنا أو الفوضي.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هو أو الفوضي هو أو الفوضي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon