بقلم : يوسف القعيد
إنه حلم الرئيس عبد الفتاح السيسي. كيف نصل بمصر الخالية من فيروس سي؟ بعد أن اقترب من أن يكون وباء يفتك بأكباد المصريين وقلوبهم وأعمارهم وحياتهم. وعندما أعلن عنه بنفسه، انصرفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان للمشروع. كما لو كان عملها الأساسي في الوزارة. لا أقول إنها أهملت غيره. ولكنه أصبح الهم الأول والهم الأخير. ونداء الرئيس قوبل باستجابة شعبية فاقت خيالي. مما أكد لي أن المرض خطير وأنه كان لابد من مواجهته. وأننا تأخرنا كثيراً في هذه المواجهة.
لا أضيف أي جديد عندما أكتب عن فيروس سي. ويكفي أن لي ثلاثة أشقاء يصغرونني رحلوا عن الدنيا في عز شبابهم بسبب هذا المرض اللعين. وهم أشقائي: جابر، رجب، وفتحي - يرحمهم الله رحمة واسعة - لم تكن الدنيا قد تقدمت. ولم يكن العلاج قد حقق طفرات. وهزمهم المرض قبل أن يكون معروفاً كما هو معروف الآن. ورحلوا وترك كل واحد منهم أسرة كانت ومازالت وستظل في أمس الحاجة إليهم. وهل هناك ما هو أقسي من رحيل عائل الأسرة وأطفالها يخطون خطوات حياتهم الأولي؟.
لذلك أحيا بهذا الهاجس. ولهذا فرحت وحدثت لي نشوة عندما قام الدكتور جمال شيحة عضو مجلس النواب، زميلي المعين مثلي بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعمل فحص شامل لفيروس سي لكل أعضاء المجلس والعاملين في المجلس. بشكل مجاني.
ذهبت إليه فوراً، كان قد أحضر الأطباء الذين يقومون بالفحص الشامل من أحد عشر مستشفي يمتلكها في بر مصر. المستشفي الرئيسي في شربين بالقرب من المنصورة. وقد سافرت إليه وقضيت يوماً هناك. ورأيت وعاصرت وعشت صراعا من أجل صحة المصريين وحمايتهم من هذا المرض.
الآن أصبحت لديه فروع في أسوان، وسوهاج، وبني سويف، والسادس من أكتوبر، وبسيون، ومنوف وغيرها. بل إن الفروع وصلت إلي أحد عشر فرعاً في ربوع وأنحاء بر مصر.
أكتب هذا بمناسبة ما نقرأه ونسمعه عن علاج فيروس سي المجاني. ولابد أن يكون مجانياً. لكني منزعج من الطوابير الطويلة. تستوقفني الناس في الشارع. خاصة الفقراء منهم ليسألوا عن الوسيلة التي يمكن أن يجروا بها هذا الفحص المهم. وأصبحت أسمع قصصاً وحكايات عن الذي وقف ساعات في طابور. وعن الذي قضي يوماً كاملاً ولم يصل لنتيجة.
بل إن الذي أسعده حظه وزمانه وأجري الفحص. وثبت أنه مريض - لا قدر الله ولا كان - لا يجد العلاج بسهولة. ويمر بصعوبات غير عادية من أجل تعاطي العلاج. ربما لا يقدر بعد تناول العلاج علي إجراء الكشف مرة أخري.
أنا لا أمارس ما نقوم به أحياناً ويصفه المثل الشعبي أنهم لم يجدوا في الورد عيباً فقالوا له يا احمر الخدين. أكتب هذا من أجل أن يكتمل المشروع. والكمال لله وحده. لأننا لو نجحنا فيه، نكون قد حمينا مصر من خطر يتفوق علي خطر البلهارسيا في النصف الأول من القرن العشرين.
أعلن الرئيس السيسي أن المشروع مستمر حتي 2020. وشكراً له.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع