توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتب وندوات

  مصر اليوم -

كتب وندوات

بقلم - يوسف القعيد

 تثير معرض الكتب فى خيالى أمرين: الكتب والندوات. فى قديم الزمان عندما كنا فى الشباب الذى ولى ولن يعود. كنا نذهب لنحضر ندوات الأساتذة الكبار والمعلمين الأوائل. وبعد أن ولى زمانهم ترددنا على ما يقوله المجايلون فى ندواتهم. وأصبنا بداء الأنا. وقاك الله شر الأنا وما يمكن أن تجره عليك. أصبحنا فى مربع النرجسية. لا أخجل من الاعتراف بها. والاعتراف سيد الأدلة. أصبحنا نذهب إلى المعرض عندما تكون لدينا ندوة أو لقاء أو حفل توقيع نتحدث فيه. لا تقل لى أن حفلات التوقيع تكون للتوقيع فقط. حولوها مؤخراً لندوات. مع أن من يحضرون يكون هدفهم الحصول على نسخة من الكتاب موقعة بيد المؤلف. جميع الحاضرين لم يقرأوا الكتاب. جاءوا بهدف الحصول عليه. لاحظت على حفلات التوقيع فى الفترة الأخيرة خلوها من الحضور. لدرجة أن بعض دور النشر. نقلتها من أجنحة الدار سواء أجنحة العرض أو أجنحة البيع إلى أماكن مخصصة للندوات. وهدف الحفلات البيع، وربما لا يستمع الجمهور لما يقال. فأفراده يحضرون متصورين أنهم قد يحصلون على نسخ من العمل هدايا. وعندما يكتشفون البيع والشراء يتسللون. ومعهم آلاف الأعذار. فالأزمة المالية خانقة، وأسعار الكتب خصوصاً التى تأتى من خارج مصر لا يقدر عليها أحد.

حفلتان من حفلات التوقيع كانتا مخصصتين لكتابين عن المرحوم الأستاذ هيكل. حضرت واحدة، ولم أتمكن من حضور الثانية. التوقيع الذى لم أحضره كان لكتاب عبد الله السناوي: أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز. كنت حريصاً على أن أكون هناك من أجل الغائب الحاضر الأستاذ هيكل والمؤلف. لكن ظروفاً منعتنى من ذلك.

كتاب خالد عبد الهادي: علامات على طريق طويل.. هيكل لمحات إنسانية. نشره مركز الأهرام للترجمة والنشر. وخالد عبد الهادى له حكاية مع الأستاذ هيكل. توجها بالكتاب الذى حكى فيه ما يمكن أن يحكيه وقال ما يجوز قوله عن تجربة هيكل من خلال علاقته الشخصية والإنسانية به.

هل أمارس حقى أو حقى المغتصب - وأكتب عن ندوتين حضرتهما متحدثاً بالطبع؟ أليس فى هذا أنانية؟ أعترف. ألم يقولوا فى قريتنا: خلق الإنسان من طمع. وأن البنى آدم لا يملأ عينيه إلا التراب. الندوة الأولى كانت عن نجيب محفوظ بمناسبة مرور 30 سنة على حصوله على جائزة نوبل، التى حصل عليها 12 أكتوبر 1988، كانت فى القاعة الرئيسية. وفى اليوم الأول بعد الافتتاح. وكان الحضور كثيفاً.

شارك فى الندوة الدكتورة أمانى فؤاد، الناقدة الأدبية المعروفة. والدكتور خيرى دومة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة. والدكتور رضا عطية، الباحث والناقد الشاب وصاحب كتاب نقدى عن محفوظ. ليس هدفى استعراض ما قلته ولا ما قاله الزملاء ولا حتى تساؤلات الحضور التى أثارت دهشتي. فيبدو أن التواصل الإنسانى أصبح عزيز المنال. لأن من يأتون من آخر الدنيا ويجلسون لحضور ندوة ولهم الشكر على هذا تشغل كل منهم قضية ما أو هم من الهموم يجعله عندما يتكلم ربما يأتى كلامه فى أبعد مكان عما يقوله المتحدثون. وهى قضية تؤرقني. لأنها تشير لغياب التواصل الإنسانى والتحاور الفكرى فى حياتنا.

الندوة الثانية كانت عن عبد الناصر، حسب العنوان كان من المفترض الحديث عن قوة مصر الناعمة فى زمن عبد الناصر باعتبار أن القوة الناعمة أحد عناوين المعرض وكان من المفترض أن يدور الكلام على الإعلام فى زمن عبد الناصر. ولكن ما نخطط له أمر وما يحدث فى الواقع قد يكون أمراً آخر. لا أعرف كيف جرى الكلام عن الثقافة فى الفترة الناصرية. ولا عن المثقفين فى الزمن اليوليوي.

شارك فى الندوة الدكتور مجدى زعبل، أمين احتفالية قرن على ميلاد عبد الناصر. ومحمد الخولي، عاصر عبد الناصر وعمل معه. والكاتب الصحفى محمد الشافعي، المهتم بالشأن العام ويتوقف طويلاً أمام تجربة عبد الناصر.

ضبطت نفسى متلبساً بالرفض والغضب وعدم الراحة عندما تحدث الجمهور مركزاً على ما يتصورون أنه سلبيات التجربة الناصرية. هل يندرج ذلك تحت عنوان ردود الأفعال؟ على ما قلناه وانطلق من رؤية ما نحب أن نراه فى التجربة. وعندما نفاجأ برد فعل من الجماهير لا بد أن ندرك أنه الصواب. ولا نناقشه ولا ننزعج منه. ولكن نتعامل معه كحقيقة واقعة.

إهتمامى بما قيل عن تجربة الحريات فى الزمن الناصري، وعن حقوق الإنسان فى تلك الأيام. وعن الوحدة مع سوريا. وعن انفصال السودان. دهشت لأن من تحدثوا لم يكونوا من المعمرين أمثالي. بل كانوا من شباب الشباب. صغار السن. والشابات بينهم أكثر من الشباب. رأيت أن مجرد اهتمام الأجيال الطالعة التى لم تعاصر عبد الناصر بتجربته يعتبر إنجازاً وأى إنجاز.

يبقى الكتاب، خير جليس فى الزمان. مطارد الوحدة ورغم أنه ورق مطبوع. إلا أن الدفء النفسى الذى يشيعه لديَّ لا يساويه أى دفء آخر يمكن أن يجده الإنسان فى صقيع الوحدة وفى صمت محاورة الذات عندما يخلو الإنسان إلى نفسه هارباً من الآخرين. ليس لأن أحد فلاسفة الوجودية قال: الجحيم هو الآخرون. ولكن لأسباب أخرى كثيرة لا أحب أن ألهث وراءها حتى لا يتوه منى الأمر.

سأكتب عناوين الكتب فقط، معترفاً أنه تقصير فادح مني. وإن كانت فى العمر بقية قد أعود لها مرة أخرى لأشرك القارئ معى فى لذة الاستمتاع بالقراءة. أول الكتب: صوت الإمام.. الخطاب الدينى من السياق إلى التلقي، للدكتور أحمد زايد. آخر عنقود فى شجرة علماء الاجتماع فى مصر الآن. وكتاب: أغرب القضايا، لبهاء الدين أبو شقة. الوفدى والبرلمانى والمحامى الذى يتعامل مع الدنيا من أرضية الدفاع عن الآخرين. كان كتاب بهاء أبو شقة حلقات فى الراديو بنفس العنوان. ومن الأردن جاءنى كتاب: رسائلنا ليست مكاتيب. بين مؤنس الرزاز وإلياس فركوح. قدمه فيصل دراج. عن دار أزمنة، أهم دور النشر العربية. وصاحبها الروائى إلياس فركوح. هاتفنى لن يحضر المعرض لارتفاع كلفة الاشتراك ومشكلات تعويم الجنيه وقلة ما يباع من الكتب.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتب وندوات كتب وندوات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon