توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

بقلم - يوسف القعيد

أكتب عما جري لمحافظ المنوفية من زاوية الطريقة التي تدار بها مقدرات مصر الآن. تفاصيل كثيرة لن أتطرق لها، ليست لديَّ معلومات من الداخل حول ما جري لكني أقدم قراءتي للوقائع من بعيد التي تنطلق من حرصي علي محاولة الاطمئنان »أو القلق»‬ علي أمور بلدي وطريقة تصريفها، خصوصاً في مواجهة سرطان بلا نهاية اسمه: الفساد.

أهمية ما جري لمحافظ المنوفية أنه كان قبل ساعات من زيارة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمنوفية، لمدينة السادات لافتتاح مشروعات إنتاجية جديدة، سواء في مدينة السادات أو في أماكن أخري من المنوفية تم افتتاحها عن طريق الفيديو كونفرانس.. ليست المرة الأولي التي يهتم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنتاج وبالعمل وافتتاح المصانع وتعبيد الطرق، كل هذا يأتي تحت عنوان مبدئي هو تسيير حياة الناس وجعلها ممكنة ومتاحة، ومحاولة حل مشاكل حياتهم اليومية، حتي لو لم يتقدموا بشكاوي مما يعانون منه، وهو منهج في العمل الوطني عمره الآن يوشك أن يقترب من أربعة سنوات، هي فترة الولاية الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي.

زيارة الرئيس لا تنبت فجأة، ولا تتضح في لحظة خاطفة، تسبقها استعدادات كثيرة، ربما طالت بعض الوقت، ولا يذهب بال أحد إلي الإجراءات الأمنية التي تصاحب هذه الزيارات. لكني أقصد الاستعدادات والاطمئنان للمشروعات التي يفتتحها الرئيس، والتأكد من جدواها وأهميتها بالنسبة لحياة الناس اليومية، وهو الهم الأول والاهتمام الذي يسبق غيره من اهتمامات الرئيس السيسي، ويكفي أن نعرف الجهد الذي قام به اللواء محسن عبد النبي، رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لتغطية الحدث إعلامياً وصحفياً، والجهد الخارق الذي قام به.. تمت الزيارة 15 يناير، يوم ذكري مرور قرن علي ميلاد جمال عبد الناصر، حرص الرئيس رغم برنامجه المزدحم ورحلته الطويلة إلي المنوفية »‬80 كيلو مترا» أن يوجه رسالة للمصريين، أهم ما جاء فيها فكرة التأكيد علي المنهج والدرب والطريق، والاستمرار فيما بدأ في مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. قبل الزيارة بـ 48 ساعة تحركت الرقابة الإدارية واتجهت للمنوفية وأحضرت محافظ المنوفية بعد مواجهته في مكتبه بالوقائع التي لديها والوثائق التي معها والتسجيلات التي بحوزتها، الأذونات التي تحملها من النيابة، مما يؤكد سلامة الإجراءات من الناحيتين القانونية والدستورية.. كانت التهمة التي توصلت إليها الرقابة الإدارية التي يقودها الوزير محمد عرفان بمهارة ويخرج من إنجاز إلي نجاح. حصول المحافظ علي رشوة 2 مليون جنيه لتسهيل استيلاء رجلي أعمال علي قطعة أرض بمدينة السادات قيمتها 20 مليون جنيه، تمت الإجراءات التي تثبت تورطه وسيره في إجراءات تقاضي الرشوة من الألف إلي الياء.

لا يعنيني أنه كان يستعد لزواج ثالث في حياته، وأنه كان محتاجاً لأموال ليؤسس بيت الزوجة الثالثة، فالفساد لا يحتاج لمبرر، وقرار قبول رشوة لا يمكن أن تحيط به أي ملابسات، فلا يوجد مبرر واحد أمام أي موظف عام في الحصول علي رشوة مهما كانت الظروف التي يمر بها.. كان افتتاح المشروعات صباح الإثنين، وصباح الأحد اليوم السابق كان المحافظ يتفقد الخيمة التي سيقام فيها الافتتاح في الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لمحافظة المنوفية، وبعد أن تفقد الموقف عاد إلي منزله وتم استدعاؤه بعدها إلي مقر الرقابة الإدارية في القاهرة للتحقيق معه ومواجهته بالتهم المنسوبة إليه.. ولاحقاً ألقت الرقابة الإدارية القبض علي رجل أعمال بمدينة السادات، ورجل أعمال آخر إلي جانب القبض علي صحفي شهير بمحافظة المنوفية، تجمعه علاقة وثيقة بالمحافظ، وسبب القبض عليه التدخل لتسهيل عملية الرشوة.. إعجابي بذهاب الرئيس إلي المنوفية برغم هذه القضية المدوية يعني أنه لا يربط بين واقعة فساد محافظ وزيارته للمحافظة، ولا يؤجل افتتاحاته لمشروعات تقام من أجل الناس لتحاسب الدولة محافظاً فاسداً، وعمليات القبض عليه أو التحقيق معه لم تؤجل لما بعد زيارة الرئيس، حتي لو من باب المواءمة السياسية، سارت الزيارة في طريقها، وتمت عمليات المتابعة والملاحقة والقبض علي المحافظ، علي الرغم من التواكب الزمني الذي كان يمكن أن يدفع أي مسئول لتأجيل أحد الأمرين: إما إرجاء القبض علي المحافظ لما بعد الزيارة، أو تأجيل الزيارة، لكن هذه قضية، وتلك أخري، أو كما يقولون هذه نقرة وتلك نقرة أخري.

ألا تعد هذه الحادثة مؤشراً لمصر الولاية الثانية، والجديد الذي يمكن أن يفاجئنا به الرئيس خلال هذه الولاية. حيوا معي رئيس مصر الذي يعرف الطريق إلي ما تريده مصر، ويمضي فيه ولا ينظر لأي أمور أخري سواه.

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث في مصر الآن يحدث في مصر الآن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon