بقلم : يوسف القعيد
كانت أمي، مبروكة إسماعيل حسانين حمادة ـ يرحمها الله رحمة واسعة ـ تقول: البركة في البكور. وكانت تحكي أن من يسبقه الفجر لا يجد رزقه. فالأرزاق توزع لحظة الفجر. فجر الخميس الماضي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتفقد محور روض الفرج ومشروع المتحف الكبير وهضبة الأهرام. قال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس تابع عددًا من المشروعات. شملت المرحلة الثانية من محور روض الفرج الممتدة من تقاطع الطريق الدائري مع الوراق حتي منطقة المظلات بشبرا علي الكورنيش.
الطريق الجديد ربما كان من أضخم المشروعات الكبري التي تعد واحدة من علامات الخريطة التنموية. ويتم إنجازه وفقاً للمواصفات العالمية. ويمثل شريان حياة جديدًا في مصر بطول 600 كيلو متر بمدينة فرانة حتي الضبعة علي البحر المتوسط.
المسافة البسيطة من الطريق التي زارها الرئيس وتابعها جزء من كل. يربط أطراف مصر ببعضها من أقصي الشرق حتي آخر الغرب من الناحية الأخري. وكلمة شريان حياة دقيقة. فالطرق ليست أماكن تجري فيها السيارات. لكنها مهاد للحضارة. وهي التي ميزت العصر الحديث عن العصور القديمة عندما كان الإنسان يواجه أقداره منفرداً ومن خلال طرق ممكن أن تسبب له الرعب.
المتحف الكبير حكاية أخري. وعلينا ألا ننسي أنه يوفر عمالة يومية تصل إلي ثمانية آلاف فرد يومياً. وربما كانت مثل هذه المشروعات أكبر رد عملي وفعلي علي البطالة. فالتاريخ قائم علي التحدي والاستجابة. البطالة مشكلة كبري نعاني منها. لكن الكلام عنها لن يقدم ولا يؤخر. والبكاء علي المتعطلين سيزيد إحساسهم بالبؤس. أما الحل الأفضل أن تكون هناك مشروعات وراء مشروعات يعملون فيها.
ليست حالة سهولة في استخدام اللغة. ولا جري وراء فخاخها عندما أقول أن متحف الحضارة أكبر متحف في تاريخ الحضارة الإنسانية. وأن مصر حريصة علي ضمان إدارته وتشغيله وفقاً للمعايير العالمية. ثم إن الاهتمام بالمتحف لابد أن يبدأ من الأماكن المحيطة به. ومساحة المتحف 500 ألف متر منها ما يقرب من 168 ألف متر مربع عرض متحفي لـ 100 ألف قطعة أثرية. فضلاً عن احتواء المتحف الكبير علي عدد من المتاحف الفرعية والمكتبات وفصول الحرف والفنون وقاعات المحاكاة وصالة عرض مؤقت للتبادل الثقافي مع مختلف الحضارات ومركز متكامل للمؤتمرات والساحات الخارجية والمتضمنة الحدائق والمناطق الخدمية وموقف السيارات.
هضبة الأهرام كانت حكاياتها حزينة بالماضي. والرئيس السيسي تفقد مشروعاً متكاملاً لتطوير الهضبة. وهدف المشروع تحسين الخدمات لزائري الأهرامات وتطوير منظومة الإضاءة والتأمين الإليكتروني لها. مما يعمل علي استعادة المنطقة الأثرية لرونقها بالشكل الذي يليق بمصر.
والتطوير سيشمل نقل مدخل الهضبة إلي طريق الفيوم بالإضافة لاستحداث مركز للزوار لخدمة السائحين ومنطقة خدمية ومكتب للاستعلامات ومباني إدارية بهدف نشر الوعي الثقافي. وبهضبة الأهرامات رأينا الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يصافح السياح الذين يحرصون علي زيارة هذه الأماكن قبل شروق النهار ليروا ما لا عين رأت من قبل.
قال الرئيس مصر معنية بانتهاء المشروعات في توقيتاتها. وتنفيذها بأفضل معايير الجودة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع