بقلم : يوسف القعيد
أعترف أنني في السنوات الثلاث الأخيرة أولي اهتماماً خاصاً لأخبار برلمانات العالم. سواء في الإعلام الورقي أو المسموع أو المرئي. ولا يخفي السبب علي كل من يستخدم عقله في تناول أمور الحياة. أصحو علي الأخبار، وأنام علي صوتها. وتميز أذني نبرات من يقرأون نشرات الأخبار. ربما يعود هذا لسنوات عملي الصحفية. وربما أيضاً لأن نجيب محفوظ كان عندما يراني يبدأ بسؤال: إيه الأخبار؟ توقفت طويلاً أمام الخبر الوارد إلينا من إسبانيا بسحب البرلمان الإسباني الثقة من الحكومة الإسبانية.
قالت تفاصيل الخبر بالحرف: سحب البرلمان الإسباني اليوم الجمعة ـ يقصد يوم الجمعة الماضية، أي من أسبوع ـ الثقة من رئيس الحكومة ماريانو راخوي، وعين محله الزعيم الاشتراكي، بيدرو سانشيز. وأصبح زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز رئيسا لوزراء إسبانيا، بعد الإطاحة بماريانو راخوي، الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، في تصويت بحجب الثقة أجري بسبب قضية فساد.
وعند التصويت علي سحب الثقة من الحكومة. أيد 180 عضواً مشروع حجب الثقة الذي دعا إليه سانشيز، بينما عارضه 169 نائبا وامتنع نائب عن التصويت. وكان راخوي الذي حكم البلاد منذ ست سنوات حتي إدانة حزبه بالفساد، أقر بهزيمته في البرلمان قبل التصويت علي مذكرة لحجب الثقة عن حكومته.
سألت من يتابعون الشأن الإسباني أو الذين قُدِّر لهم أو كُتِّب عليهم أن يعيشوا في إسبانيا فترات من الوقت:
- هل هي المرة الأولي التي يسحب البرلمان الثقة من الحكومة في إسبانيا؟.
ولأن عناقيد الدهشة تأتي مع بعضها. عرفت أنها المرة الرابعة التي يقوم البرلمان الإسباني بسحب الثقة من الحكومة الإسبانية في تاريخ إسبانيا الحديث. مرتان منهما وقعتا في ثمانينيات القرن الماضي. تسبقها مرة، وهذه التي جرت مؤخراً تعد الرابعة. وأن سحب الثقة الأخير سببه فساد في الحزب الحاكم الذي تم اختياره لحكم البلاد. ولمواجهة هذا الفساد تم سحب الثقة من حزب الأغلبية. وإسناد تشكيل الحكومة لحزب الأقلية في نفس البرلمان.
نحن في زمن الصورة. وأنا أتابع صوتا وصورة. حزنت علي بلادي عندما رأيت رئيس الوزراء المكلف شاباً في مقتبل العمر. ربما كان ابني أحمد ـ الذي اختار كندا للحياة فيها رغماً عن أنفي ـ أكبر منه في السن. إنها البلاد القادرة علي تجديد شبابها كل فترة. وإنها البلاد التي لا تقول أن حكمة الشيوخ أهم من اندفاع الشباب. فلولا الشباب ما كنا نعيش ما نعيشه اليوم من منجزات عظيمة ومشاكل كبري.
الديمقراطية ممارسة يومية. وليست كتابة نذاكرها.
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع