توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تابعوا بولندا

  مصر اليوم -

تابعوا بولندا

بقلم: سمير عطا الله

أوائل الثمانينات، ذهبت إلى مقر «الموند» في بولفار الإيطاليين لإجراء مقابلة مع أندريه فونتين، آخر رؤساء التحرير التاريخيين، وكانت معي الزميلة نايلة عبد الخالق. حذرنا أشهر صحافيي فرنسا، آنذاك، من أن وقته لا يسمح بأكثر من نصف ساعة. وقلت له معترضاً: ماذا يمكن للمرء أن يبحث مع أندريه فونتين في نصف ساعة؟ وكنت على حق؛ طويلاً امتدت المقابلة.
أردت أن أسمع من فرنسي في مقام (أو اطلاع) وزير خارجية عن قضايانا وبلادنا، لكنني فوجئت به يتحدث عن بولندا. أنا أسأل عن المنطقة، وهو يتحدث عن بولندا: أشياء كثيرة تتوقف على ما يحصل هناك الآن. وعلى النتائج يتوقف، ربما، اتجاه العالم! بكل سذاجة اعترضت، وكأنه يضيع وقتي: هل تقصد ذلك البلد الصغير صاحب التاريخ الحزين في أوروبا الشرقية؟ أجاب المسيو فونتين وقد أدرك مدى جهلي: في ذلك البلد الصغير بدأت الحرب العالمية الثانية، والآن تدور فيه حرب ضد الشيوعية، مصيرها سوف يتقرر هناك.
هذا ما حدث بعد سنوات قليلة. عامل كهرباء بسيط يربح الحرب على كارل ماركس، ويصبح ليخ فاونسا رئيس بولندا وزميلاً لرؤساء العالم. ظلت كلمات الصحافي الفرنسي الكبير في ذاكرتي، وتعلمت من كلامه أنني لا أعرف شيئاً عن أوروبا في العمق، وأنني لا أقرأ افتتاحياته بالوعي الكافي. تاريخ الأمم ومساراتها ومصائرها لا يُقرأ في أكشاك الصحف.
من أجل معرفة أعمق لفرنسا وأوروبا والعالم، عدت إلى قراءة مذكرات أندريه مالرو، وزير الثقافة في حكومة ديغول، المقاتل في صفوف المقاومة، الرجل الذي أثار حسد إرنست همنغواي في كتاباته عن الحرب.
في فصل من المذكرات، نجد أندريه مالرو (1940) في فندق في مدينة كورسي: «لم يكن في إمكان العاملات الابتعاد عن الراديو. كن جميعاً متقدمات في السن. وذات يوم، مررت باثنتين منهن على السلم، فلاحظت أن الدموع تملأ أخاديدهنّ الحزينة. هكذا، عرفت أن الجيش الألماني دخل إلى بولندا».
لو أنني قرأت مذكرات مالرو قبل مقابلة فونتين، لأدركت ماذا كان يعني في مركزية بولندا في أوروبا. ومن يومها، تعلمت أن أقرأ كتبه باهتمام أكبر، وأن أعيد قراءة مالرو بمتعة فوق الفائقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تابعوا بولندا تابعوا بولندا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon