توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تابعوا بولندا

  مصر اليوم -

تابعوا بولندا

بقلم: سمير عطا الله

أوائل الثمانينات، ذهبت إلى مقر «الموند» في بولفار الإيطاليين لإجراء مقابلة مع أندريه فونتين، آخر رؤساء التحرير التاريخيين، وكانت معي الزميلة نايلة عبد الخالق. حذرنا أشهر صحافيي فرنسا، آنذاك، من أن وقته لا يسمح بأكثر من نصف ساعة. وقلت له معترضاً: ماذا يمكن للمرء أن يبحث مع أندريه فونتين في نصف ساعة؟ وكنت على حق؛ طويلاً امتدت المقابلة.
أردت أن أسمع من فرنسي في مقام (أو اطلاع) وزير خارجية عن قضايانا وبلادنا، لكنني فوجئت به يتحدث عن بولندا. أنا أسأل عن المنطقة، وهو يتحدث عن بولندا: أشياء كثيرة تتوقف على ما يحصل هناك الآن. وعلى النتائج يتوقف، ربما، اتجاه العالم! بكل سذاجة اعترضت، وكأنه يضيع وقتي: هل تقصد ذلك البلد الصغير صاحب التاريخ الحزين في أوروبا الشرقية؟ أجاب المسيو فونتين وقد أدرك مدى جهلي: في ذلك البلد الصغير بدأت الحرب العالمية الثانية، والآن تدور فيه حرب ضد الشيوعية، مصيرها سوف يتقرر هناك.
هذا ما حدث بعد سنوات قليلة. عامل كهرباء بسيط يربح الحرب على كارل ماركس، ويصبح ليخ فاونسا رئيس بولندا وزميلاً لرؤساء العالم. ظلت كلمات الصحافي الفرنسي الكبير في ذاكرتي، وتعلمت من كلامه أنني لا أعرف شيئاً عن أوروبا في العمق، وأنني لا أقرأ افتتاحياته بالوعي الكافي. تاريخ الأمم ومساراتها ومصائرها لا يُقرأ في أكشاك الصحف.
من أجل معرفة أعمق لفرنسا وأوروبا والعالم، عدت إلى قراءة مذكرات أندريه مالرو، وزير الثقافة في حكومة ديغول، المقاتل في صفوف المقاومة، الرجل الذي أثار حسد إرنست همنغواي في كتاباته عن الحرب.
في فصل من المذكرات، نجد أندريه مالرو (1940) في فندق في مدينة كورسي: «لم يكن في إمكان العاملات الابتعاد عن الراديو. كن جميعاً متقدمات في السن. وذات يوم، مررت باثنتين منهن على السلم، فلاحظت أن الدموع تملأ أخاديدهنّ الحزينة. هكذا، عرفت أن الجيش الألماني دخل إلى بولندا».
لو أنني قرأت مذكرات مالرو قبل مقابلة فونتين، لأدركت ماذا كان يعني في مركزية بولندا في أوروبا. ومن يومها، تعلمت أن أقرأ كتبه باهتمام أكبر، وأن أعيد قراءة مالرو بمتعة فوق الفائقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تابعوا بولندا تابعوا بولندا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon