توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يومٌ من العزلة

  مصر اليوم -

يومٌ من العزلة

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

اعتدنا، حفظكم الله، انقطاع الكهرباء والماء والدواء والقمح الأوكراني وحليب الأطفال، وأشياء كثيرة من سلع الحياة التي ألفها البشر، كالوقود أحياناً، وسيارات النظافة... أعتقد أن هذا ما يسميه الراسخون في العلم وهواة التسميات العويصة مثل التفكيكية، «ما قبل الحداثة»، باعتبار أننا لسنا في الحداثة، ولا فيما بعد الحداثة. وحتى الآن كان كل شيء مكروهاً ومقبولاً، مقارنةً بما حلّ بغيرنا من مسؤولين عتاة، وجنرالات والعياذ بالله.

لم يكن أحد منّا يعتقد أننا سوف نصل إلى يوم نصبح فيه أيضاً بلا إنترنت. فجأة عدنا إلى ما قبل الحداثة. أولاً، لا سبيل لإرسال المقال من لدنّا إلى لدنّكم. ثانياً، كنا نفيق وأول ما نفعلهُ نقرأ صحيفتنا على الإنترنت. وصار علينا الآن أن نذهب لشرائها من عند بائع الصحف من «ساحة البرج»، وكنا إذا أردنا البحث عن التاريخ أو ترجمة كلمة أو مرادفة تنجينا من ضعف التكرار، فما علينا سوى كبسة «غوغل» وتهبط عليك لغات الأرض. والآن عدنا إلى القاموس نبحث فيه على طريقة الأوّلين، وبالكاد نعثر فيه على معنى كلمة واحدة. وأي مزيد في حاجة إلى موسوعة.

هل كان لا بد من هذه المحنة، كي نعرف ماذا يقصد نقادنا الأعزاء عندما يلفتون قراءهم إلى الفارق بين «ما قبل الحداثة» وما بعدها؟ أو بين «التفكيكية» ونقيضها؟ ولست أعرف ما هو. جُلُّ ما أعرف أن البشر عاشوا منذ هوميروس وأرسطو وابن فضلان من دون جاك دريدا وتفكيكيّته. وقد قررتُ أن أفعل الشيء نفسه. أي أن أبقى مع هوميروس، وبلاش أخينا دريدا ده. ولم يتغير في الأمر شيء. لكنّ يوماً واحداً من دون إنترنت تغيّرت الدنيا بنا من عصر إلى عصر. بل سوف أقول إلى ما قبل الحداثة، ولو أنني لا أعرف ماذا تعني؟ كما لا أعرف ما النقطة الفاصلة بين الحداثة وما قبلها؟ وهل هي واحدة في جميع الثقافات؟ وهل مهم أن يكون لبنان أول بلد في الشرق عرف الكومبيوتر، وهو اليوم البلد الوحيد الذي من دون إنترنت؟ أظهرت التجارب المخبرية أن الإنسان يمكن أن يعتاد كل شيء. من المناخ شديد القساوة حراً أو برداً، إلى الأنظمة المفقرة والحكومات البليدة. أما الإنترنت فيبدو أن من الصعب الحياة من دونه، في الحداثة أو فيما بعدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يومٌ من العزلة يومٌ من العزلة



GMT 20:59 2023 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليتك بقيت صامتا لكن أفضل !!

GMT 04:28 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الخطر والألق

GMT 04:25 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

GMT 04:23 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خنادق الخوف العالية

GMT 04:17 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon