توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة على الغطرسة

  مصر اليوم -

انتفاضة على الغطرسة

بقلم-سمير عطا الله

انقسم اللبنانيون في الساعات الماضية إلى قسمين: واحد في الشوارع، وآخر أمام أجهزة التلفزيون، لكنهما كانا فريقاً واحداً في الإجماع على أن البلد لم يشهد في تاريخه المستقل وضعاً اقتصادياً وسياسياً ونقدياً واجتماعياً، أسوأ مما هو اليوم. قبل ثلاثة أيام احتفل حزب التيار الوطني الحر بإحدى مناسباته المعروفة. وفي الاحتفال، ألقى رئيسه جبران باسيل خطاباً لعلعياً هدد فيه خصومه بأنه سيقلب الطاولة في وجوههم. فإذا بالطاولة والكراسي والمقاعد تنقلب في وجه السلطة السياسية. وبدا بكل وضوح، أن مظاهرات عفوية يقوم بها أناس يشكون البطالة والفساد وهجرة الشباب المريعة والغلاء المتوحش، والركود وانعدام الفرص، واستهانة السلطة بنداءات الاستغاثة وازدراء الحكم لأصوات الفقراء والبسطاء.
في مثل هذا الخنّاق أقام وزير مأدبة عشاء كلفت وزارته 450 ألف دولار. وفي مثل هذا التردي، خطر لوزير آخر أن يفرض ضريبة إضافية على «واتساب»، باعتبارها خدمة مجانية نادرة. ومعروف أن الوزير المذكور واحد من كبار أثرياء البلد. وأن اسمه يتداول أحياناً بين المستفيدين الكبار من أموال الدولة وعرق الناس. وكما قالت العرب كانت ضريبة «واتساب» القشة التي قصمت ظهر البعير، المكسور الظهر أصلاً بأحمال معيشية لا عدّ ولا حصر.
تتعاطى السلطة السياسة مع الناس بعجرفة مقيتة. كان لا بد من أن توصل إلى هذا الانفجار. ففي بلد معتم بالظلام، مظلوم بالرغيف، مذلول بأقساط المدارس وخراب الطرقات، لا تجد هذه السلطة ما تعد به الناس سوى قلب الطاولات وإشعال الحرائق السياسية، وإلغاء كل قوة سياسية أخرى، وتهديد الإعلام بالإسكات، وتمنين الناس بأشياء غيبية مثل إصدار القوانين أو إجراء التشكيلات الفارغة. وقد منّن أحد الوزراء السابقين من حديثي النعمة الشعب اللبناني، من أنه لم يعرف حكماً بطولياً كمثل هذا الحكم منذ 72 عاماً، أي منذ الاستقلال. وبحركة من بُنصره الصغير ألغى هذا الإنسان من تاريخنا رجالاً مثل رياض الصلح، وبشارة الخوري، وصائب سلام، وفؤاد شهاب، وكميل شمعون، وكمال جنبلاط، وريمون إده.
أفاق أولئك المكابرون أمس ليَروا لبنان واقفاً في وجوههم يعدد لهم كل ما يُزيل ادّعاءات الكبرياء والغطرسة وتفاهة العجرفة الفارغة. تحدث المتألمون عن الجوع والفقر والبطالة وانعدام الخدمات على أنواعها. وقالوا للسلطة إن الخِطب الفارغة لا تطعم خبزاً، ولا تفتح مدرسة، ولا توفر قسطاً. وأعربوا عن آرائهم الحقيقية في موكب وزير يضم عشرين سيارة في حالات التواضع والقناعة. وصرخوا في وجه هذا الفجور الذي لا يتوقف عند شيء. وهتفوا ضد تواطؤ أهل السلطة سواء عن منفعة أو عن حياء، وأبلغوا العالم أجمع أن لبنان يعيش في حالة انهيار كارثية لا يمكن أن تغطيها بعد اليوم الفصاحة النحوية التي لا تُصرف في أي مكان شأنها شأن العملة المزورة والوعد الزائف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة على الغطرسة انتفاضة على الغطرسة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon