توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المئوية

  مصر اليوم -

المئوية

بقلم - سمير عطا الله

اليوم مئوية جمال عبد الناصر. مصر تتذكر وتترحم. العرب يتذكرون ويتساءلون: هل كان رجلاً أم وعداً، أم أنه أيقظ الوعود وغاب مبكراً؟ وعد عبد الناصر بالنصر، ووعد بالوحدة الكبرى، ووعد بإزالة الاستعمار، ووعد بالسد العالي، ووعد بتحرير فلسطين، ووعد بالاشتراكية.

كان خطيباً ساحراً، يقدم وعده بصورة مقنعة ومشوقة، وطبعاً صادقة. على المرء أن يسعى إلى الخير جهده، وما عليه أن تتم الرغائب، قال الشاعر. وما كان على الوعود أن تتحقق ما دامت النيات صادقة، لذلك خرجت الناس تطالبه بالعودة عن الاستقالة، رغم تبنيه مسؤولية النكسة. وحمّلت الناس سوريا مسؤولية الانفصال المدمر لكل حلم بالوحدة، وليس سلوك الجانب المصري.

أقام عبد الناصر مع الجماهير العربية علاقة مبنية على الحلم، لا على الحساب. شاهده الناس يخسر حرب 1956، لكنه يطرد الاستعمار البريطاني. وشاهدوه يخسر حروبه العربية، لكنه يبني السد العالي. وشاهدوه يحارب جميع العالم العربي: سوريا والعراق والمغرب وتونس والأردن والسعودية، على اختلاف الأنظمة، جمهورية وملكية وقومية واشتراكية. ومع ذلك، اعتبر أهم رائد للوحدة. أثقلت الاشتراكية في تقشفها على المصريين، فحولوا الأمر إلى نكات، وقبلوا الوعد بالغد الأفضل. الواقع لم يكن مهماً كثيراً. وضع اليمين واليسار في السجون، واتهمهما معاً بالعداء للحرية. ويوم غاب، خرج خمسة ملايين مصري في وداعه. لقد تركهم مبكراً، وأخلف بشروط العقد. وعدهم بأنه سوف يظل بينهم في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، يساررهم في أمور الأمة، ويروي لهم ماذا حدث مع الجزع إيدن، وكيف يتآمر عبد الكريم قاسم، وماذا كتب له الملك حسين. لقد غاب الرجل الذي نقل شؤون الحكم والدولة والكرامة والأحلام والامبريالية إلى الشارع والصعيد ومصانع حلوان.

من قال له إنهم سوف يحاسبونه ذات يوم؟ فقد خسر سيناء مرتين، لكن المهم أنه بقي، وخسر معركة الغذاء، واعتبروا ذل الطوابير مزحة. وفقدوا حرياتهم وأحزابهم، لكنهم وجدوا في خطبه السلوى والسلوان. أعطى عبد الناصر المصريين حلماً دائماً. كل يوم كان يقدم لهم حلماً جديداً. وكانوا يتقبلون الحلم والخيبة بالحماس نفسه. لا وقت للحساب والتدقيق. جاءهم في مرحلة تحمل علامات وآثار الاستعمار، ثم رأوا زعيمهم جالساً بين نهرو وتيتو رافعاً راية عدم الانحياز. من يمكن أن يستبدل بالحلم الحقيقة؟

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المئوية المئوية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon