توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المئوية

  مصر اليوم -

المئوية

بقلم - سمير عطا الله

اليوم مئوية جمال عبد الناصر. مصر تتذكر وتترحم. العرب يتذكرون ويتساءلون: هل كان رجلاً أم وعداً، أم أنه أيقظ الوعود وغاب مبكراً؟ وعد عبد الناصر بالنصر، ووعد بالوحدة الكبرى، ووعد بإزالة الاستعمار، ووعد بالسد العالي، ووعد بتحرير فلسطين، ووعد بالاشتراكية.

كان خطيباً ساحراً، يقدم وعده بصورة مقنعة ومشوقة، وطبعاً صادقة. على المرء أن يسعى إلى الخير جهده، وما عليه أن تتم الرغائب، قال الشاعر. وما كان على الوعود أن تتحقق ما دامت النيات صادقة، لذلك خرجت الناس تطالبه بالعودة عن الاستقالة، رغم تبنيه مسؤولية النكسة. وحمّلت الناس سوريا مسؤولية الانفصال المدمر لكل حلم بالوحدة، وليس سلوك الجانب المصري.

أقام عبد الناصر مع الجماهير العربية علاقة مبنية على الحلم، لا على الحساب. شاهده الناس يخسر حرب 1956، لكنه يطرد الاستعمار البريطاني. وشاهدوه يخسر حروبه العربية، لكنه يبني السد العالي. وشاهدوه يحارب جميع العالم العربي: سوريا والعراق والمغرب وتونس والأردن والسعودية، على اختلاف الأنظمة، جمهورية وملكية وقومية واشتراكية. ومع ذلك، اعتبر أهم رائد للوحدة. أثقلت الاشتراكية في تقشفها على المصريين، فحولوا الأمر إلى نكات، وقبلوا الوعد بالغد الأفضل. الواقع لم يكن مهماً كثيراً. وضع اليمين واليسار في السجون، واتهمهما معاً بالعداء للحرية. ويوم غاب، خرج خمسة ملايين مصري في وداعه. لقد تركهم مبكراً، وأخلف بشروط العقد. وعدهم بأنه سوف يظل بينهم في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، يساررهم في أمور الأمة، ويروي لهم ماذا حدث مع الجزع إيدن، وكيف يتآمر عبد الكريم قاسم، وماذا كتب له الملك حسين. لقد غاب الرجل الذي نقل شؤون الحكم والدولة والكرامة والأحلام والامبريالية إلى الشارع والصعيد ومصانع حلوان.

من قال له إنهم سوف يحاسبونه ذات يوم؟ فقد خسر سيناء مرتين، لكن المهم أنه بقي، وخسر معركة الغذاء، واعتبروا ذل الطوابير مزحة. وفقدوا حرياتهم وأحزابهم، لكنهم وجدوا في خطبه السلوى والسلوان. أعطى عبد الناصر المصريين حلماً دائماً. كل يوم كان يقدم لهم حلماً جديداً. وكانوا يتقبلون الحلم والخيبة بالحماس نفسه. لا وقت للحساب والتدقيق. جاءهم في مرحلة تحمل علامات وآثار الاستعمار، ثم رأوا زعيمهم جالساً بين نهرو وتيتو رافعاً راية عدم الانحياز. من يمكن أن يستبدل بالحلم الحقيقة؟

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المئوية المئوية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon