توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثأر

  مصر اليوم -

الثأر

بقلم: سمير عطا الله

خرجت ألمانيا واليابان ركاماً من الحرب العالمية الثانية. حطام، بلا كرامة، وشعوبٌ رؤوسها في الأرض. يحتلها الأميركيون عسكرياً، ويحكمونها سياسياً، ويتخذون عنها القرارات السيادية. وكان على ألمانيا أن تشهد الآلاف من نسائها يتزوجن - بسبب الحاجة - الجنود الأميركيين، وعشرات، أو مئات الآلاف، يخضعن لاغتصاب الجنود السوفيات.
ما العمل؟ يجب أن تصبح هذه الدول المهزومة والمحطمة أهم من الدول المنتصرة. قررت ألمانيا واليابان أن تتركا أميركا والاتحاد السوفياتي يغرقان في سباق التسلح، ولم تعد تصنع من السلاح سوى مسدسات الشرطة. خلال سنوات، عادت ألمانيا (الغربية) واليابان من أغنى دول الأرض. ولم يعد عاراً أن تتزوج الأميركية ألمانياً، بل شرفاً. وبدل الأسلحة والغواصات، انصرفت اليابان إلى صناعة السيارات والبرادات.
سيطرت اليابان على صناعة السيارات حول العالم، بينما ظل الاتحاد السوفياتي عاجزاً عن إنتاج سيارة لا تتجمد تحت أول ثلجة. ووصل السوفيات إلى الفضاء، أما الألمان فصنعوا أفضل عربات تسير على الأرض. وكانت ألمانيا الغربية تتمتع بأعلى مستوى معيشة في العالم، بينما حققت ألمانيا الشرقية أعلى - وأقتم - مستوى مخابرات في العالم. بعد نصف قرن من «الستاسي» اكتشف الشرقيون أن أرشيفهم لا يساوي برمّته نكلة واحدة. وانهار أقسى نظام مخابراتي في العالم مثلما انهار جدار برلين، طوبة طوبة. وتكفلت ألمانيا الغربية 500 مليار مارك تكاليف الوحدة. وفوقها دفعت عشرات المليارات لمساعدة الروس في تجنب انهيار مريع.
من دون سلاح واحد، تفوقت اليابان وألمانيا على الذين هزموها بالقنابل النووية. تكدّس روسيا الآن أخطر أنواع الأسلحة، وما تزال ألمانيا واليابان على أسلحة الشرطة. وتصنِّع كوريا الشمالية أكثر أنواع الأسلحة تقدماً، فيما لا يزال الزعيم المحبوب يشتري سياراته «الرولز رويس» سراً بالتهريب.
أكبر انتصارات العالم اليوم هي الصين واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا. السلاح آخر الوسائل، قوة الصين في صناعتها، وقوة ألمانيا وقوة كوريا الجنوبية وقوة اليابان، كذلك. شعوب تتمتع بأرفع مستويات المعيشة وضمانات المستقبل. وإيران تهدد كل دولة ناجحة بالصواريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثأر الثأر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon