توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى العظم

  مصر اليوم -

حتى العظم

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لم أعرف في حياتي شعباً أكثر تواضعاً من اللبنانيين. أيام الحرب الأهلية كانت الصحافة على الجانبين، تربط عودة السلم بانتهاء الصراع الأميركي السوفياتي، وتشكيل حكومة واحدة يحل القضية الفلسطينية. ومنذ بدء محادثات فيينا، والمحللون السياسيون يربطون تشكيل الحكومة بالانفراج النووي. وكانت أنباء الاتفاق تتوزع: التاريخ المزدوج حلت، التاريخ المفرد لم تحل. وبما أنني عتيق في هذه المهنة فلم أكلف نفسي لحظة متابعة أخبار الاتفاق، مدركاً - استناداً إلى السوابق - أن إيران سوف تمعن في «جرجرة» أميركا حتى اللحظة الأخيرة، التي قد تأتي وقد لا تأتي. وكلما وقف ناطق رسمي ما، في فيينا أو في البيت الأبيض، وبشر باللحظة الوشيكة، قلت في نفسي، بعدت.
المماطلة فن إيراني قديم. وكلما بعدت كتب المحللون أو قالوا على التلفزيونات، إن تشكيل حكومة الجمهورية اللبنانية قد تأخر. ليس بسبب الإمبراطورية النمساوية، بل لسبب ما في الإمبراطورية اللبنانية، من قضايا ملحة: وزارة أو وزارتان، تبديل وزير المهجرين أو وزير الاقتصاد، تبقى حقيبة الطاقة بأيدي العونيين أو تعطى لوزير من الخوارج؟
الزميل الأكثر معرفة في شؤون لبنان، سركيس نعوم، كتب أن كل الصراع الحالي حول الحكومة ورئيس الجمهورية، هو حول الحقائب والمناصب: العونيون يريدون 20 منصباً على الأقل، أولها حاكمية البنك المركزي. مناصب «الكازينو»، وقيادة الجيش، وإدارات أخرى، والناس المساكين على قناعة بأن الخلاف هو مصير لبنان وموته البطيء وانتشاله من المستنقع المقرف الذي يغرق فيه.
لا يخفي السياسيون هذه الحفرة الوسيعة من الانحطاط. وما دامت المسألة حصصاً وقصصاً وصغائر فليكن هذا حال الجميع. البلد في أسوأ حالة اقتصادية واجتماعية وحياتية في تاريخه، والسياسيون جميعاً يلهثون وراء مقعد أو وظيفة. لم تسؤ الأخلاق مرة كما هي اليوم. ولم تتدهور صورة لبنان كما هي اليوم. ولم ينحط الحوار الوطني كما هو الآن. ولم يحدث أن صارت الهوة في مثل هذه الرداءة والخطورة بين الناس والسلطة. وكل هذا الفجور معلن لا حياء فيه.
كيف يبدو المشهد اللبناني للعالم؟ يبدو بلداً مفلساً مريضاً لم يبقَ منه سوى الهيكل العظمي، والسياسيون يتناوشون حول حصتهم فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى العظم حتى العظم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon