توقيت القاهرة المحلي 09:23:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

بقلم : مي عزام

(1)

«الجمهور عايز كده»، إجابة حاضرة وجاهزة للرد على كل من يتساءل عن تدنى مستوى الفن المصرى على وجه العموم، وكأن الجمهور شريحة واحدة لا تباين بينها فى المستوى الثقافى والفكرى، فى حال كانت العبارة صحيحة فعلى المنتجين إذن تقديم منتج مناسب لكل نوعية من الجمهور، التعامل مع الجمهور على اعتبار أنه شريحة واحدة، وكأنه قطيع، غير مناسب وغير منطقى.

(2)

كانت مصر تتميز بإنتاج المسلسلات الدينية التاريخية فى رمضان، كانت هذه المسلسلات تعرض على شاشة التليفزيونات العربية وتلاقى ترحيبا وتقديرا كبيرا، ولا أعرف لماذا توقفنا عن هذا الإنتاج المميز؟، الفراغ الذى خلفناه احتلته سوريا وإيران. هذه المسلسلات كانت جزءا من طقوس رمضان الروحية التى تربى عليها جيلى، مازال صوت ياسمين الخيام يرن فى أذنى وهى تشدو بتتر مسلسل «محمد رسول الله». السير الذاتية للنابغين من المصريين: أم كلثوم، قاسم أمين وطه حسين وغيرهم كانت مسلسلات ناجحة، لماذا توقفنا عن إنتاجها، لدينا اثنان من الحائزين على نوبل: نجيب محفوظ وأحمد زويل ألا يستحقان أن نقدمهما كقدوة لشباب اليوم بدل «الأسطورة» و«البرنس»!!.

أتذكر مسلسل «ليالى الحلمية»، وغيره من مسلسلات الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة التى كانت تعبر عن المصريين بأطيافهم المختلفة، كان أبطالها يتحدثون بلساننا ويعيشون مثلنا وقيمهم نابعة من تجربتهم فى الحياة، حينها كانت الشوارع تخلو من المارة فى وقت إذاعة المسلسل.

(3)

أعجبنى مسلسل «الاختيار» لأنه حطم أكذوبة «الجمهور عايز كده»، فهو الأول من حيث المشاهدة، رغم أنه ليس مسلسلا كوميديا، ولا تظهر فيه نجمات شابات فاتنات، ولا ينقلك إلى حياة القصور والفيلات الفاخرة، كما أنه لا يدور فى حارة شعبية ويقدم مفردات يغازل بها جمهور الترسو، نجاح «الاختيار» يعود إلى أن أبطاله شبهنا، اعتمد المسلسل على ثنائية الخير والشر، حب الإنسان للخير والبطولة والإيثار، وكراهيته للشر والأذى، المسلسل قدم بطلا كقدوة، ومن عوامل نجاحه أيضا، إنتاجه الضخم الذى ساهم فى ظهور المعارك بين أبناء القوات المسلحة والإرهابيين وكأنها محاكاة للواقع، وهو ما أثار دهشة المشاهدين وإعجابهم وأنا منهم.

(4)

قدم «الاختيار» عملا فنيا جيدا يرسخ قيم البطولة والتضحية والإيثار والانتماء للوطن، فى حين قدم مسلسل «ب 100 وش» مجموعة من القيم والسلوكيات السلبية التى لا يليق ظهورها على الشاشة فى رمضان، والأخطر أنها فى إطار كوميدى، وهو ما سيجعل تقليد المراهقين والشباب لها موضة، ولا أفهم حرص مخرج العمل على ظهور أبطال مسلسله وهم يتجرعون الخمور حتى الثمالة فى معظم الحلقات التى شاهدتها، ولماذا إذن كانت الحملة على أغانى المهرجانات واتهامها بأنها تروج لشرب الحشيش والخمور!!، والعجيب أنه لم يخرج علينا أحد من نقابة المهن التمثيلية ينتقد هذا السلوك المشين. لست بصدد حكم أخلاقى على عمل فنى، لكننى بصدد الحديث عما يجوز لمصر أن تذيعه فى رمضان وما لا يجوز، مصر الأزهر يجب أن تكون قدوة لغيرها من الدول الإسلامية، وعلينا أن نعيد لرمضان وقاره وطقوسه الروحية، ولمصر قوتها الناعمة بما تقدمه من أعمال فنية ممتعة وفى نفس الوقت تحمل فى طياتها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة وصورتنا عن أنفسنا، التى نريد تأصيلها فى الداخل وتصديرها للخارج.

(5)

الجمهور لا يريد الغث الرخيص التافه والسفيه، الجمهور يبحث عن التسلية والمتعة وهذا لا يتعارض مع الجمال والرقى والقيم، الأعمال الدرامية التى تحمل قيما أخلاقية تأثيرها يفوق كل ما نلقنه لأولادنا عن الأخلاق فى البيت والمدرسة والصواب والخطأ، وهى تساعد فى تحديد هوية المجتمع المصرى وخاصة ونحن فى مرحلة سيولة أخلاقية على مستوى العالم كله. وهنا أتساءل عن دور وزارة الثقافة ولماذا استرجعنا وزارة الإعلام!؟، إذا كان شعار الجمهور عايز كده سيظل مرفوعا فى الدراما المصرية.

كل عام وأنتم بخير.. ورمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمهور مش عايز كده الجمهور مش عايز كده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon