توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

  مصر اليوم -

الجمهور مش عايز كده

بقلم : مي عزام

(1)

«الجمهور عايز كده»، إجابة حاضرة وجاهزة للرد على كل من يتساءل عن تدنى مستوى الفن المصرى على وجه العموم، وكأن الجمهور شريحة واحدة لا تباين بينها فى المستوى الثقافى والفكرى، فى حال كانت العبارة صحيحة فعلى المنتجين إذن تقديم منتج مناسب لكل نوعية من الجمهور، التعامل مع الجمهور على اعتبار أنه شريحة واحدة، وكأنه قطيع، غير مناسب وغير منطقى.

(2)

كانت مصر تتميز بإنتاج المسلسلات الدينية التاريخية فى رمضان، كانت هذه المسلسلات تعرض على شاشة التليفزيونات العربية وتلاقى ترحيبا وتقديرا كبيرا، ولا أعرف لماذا توقفنا عن هذا الإنتاج المميز؟، الفراغ الذى خلفناه احتلته سوريا وإيران. هذه المسلسلات كانت جزءا من طقوس رمضان الروحية التى تربى عليها جيلى، مازال صوت ياسمين الخيام يرن فى أذنى وهى تشدو بتتر مسلسل «محمد رسول الله». السير الذاتية للنابغين من المصريين: أم كلثوم، قاسم أمين وطه حسين وغيرهم كانت مسلسلات ناجحة، لماذا توقفنا عن إنتاجها، لدينا اثنان من الحائزين على نوبل: نجيب محفوظ وأحمد زويل ألا يستحقان أن نقدمهما كقدوة لشباب اليوم بدل «الأسطورة» و«البرنس»!!.

أتذكر مسلسل «ليالى الحلمية»، وغيره من مسلسلات الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة التى كانت تعبر عن المصريين بأطيافهم المختلفة، كان أبطالها يتحدثون بلساننا ويعيشون مثلنا وقيمهم نابعة من تجربتهم فى الحياة، حينها كانت الشوارع تخلو من المارة فى وقت إذاعة المسلسل.

(3)

أعجبنى مسلسل «الاختيار» لأنه حطم أكذوبة «الجمهور عايز كده»، فهو الأول من حيث المشاهدة، رغم أنه ليس مسلسلا كوميديا، ولا تظهر فيه نجمات شابات فاتنات، ولا ينقلك إلى حياة القصور والفيلات الفاخرة، كما أنه لا يدور فى حارة شعبية ويقدم مفردات يغازل بها جمهور الترسو، نجاح «الاختيار» يعود إلى أن أبطاله شبهنا، اعتمد المسلسل على ثنائية الخير والشر، حب الإنسان للخير والبطولة والإيثار، وكراهيته للشر والأذى، المسلسل قدم بطلا كقدوة، ومن عوامل نجاحه أيضا، إنتاجه الضخم الذى ساهم فى ظهور المعارك بين أبناء القوات المسلحة والإرهابيين وكأنها محاكاة للواقع، وهو ما أثار دهشة المشاهدين وإعجابهم وأنا منهم.

(4)

قدم «الاختيار» عملا فنيا جيدا يرسخ قيم البطولة والتضحية والإيثار والانتماء للوطن، فى حين قدم مسلسل «ب 100 وش» مجموعة من القيم والسلوكيات السلبية التى لا يليق ظهورها على الشاشة فى رمضان، والأخطر أنها فى إطار كوميدى، وهو ما سيجعل تقليد المراهقين والشباب لها موضة، ولا أفهم حرص مخرج العمل على ظهور أبطال مسلسله وهم يتجرعون الخمور حتى الثمالة فى معظم الحلقات التى شاهدتها، ولماذا إذن كانت الحملة على أغانى المهرجانات واتهامها بأنها تروج لشرب الحشيش والخمور!!، والعجيب أنه لم يخرج علينا أحد من نقابة المهن التمثيلية ينتقد هذا السلوك المشين. لست بصدد حكم أخلاقى على عمل فنى، لكننى بصدد الحديث عما يجوز لمصر أن تذيعه فى رمضان وما لا يجوز، مصر الأزهر يجب أن تكون قدوة لغيرها من الدول الإسلامية، وعلينا أن نعيد لرمضان وقاره وطقوسه الروحية، ولمصر قوتها الناعمة بما تقدمه من أعمال فنية ممتعة وفى نفس الوقت تحمل فى طياتها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة وصورتنا عن أنفسنا، التى نريد تأصيلها فى الداخل وتصديرها للخارج.

(5)

الجمهور لا يريد الغث الرخيص التافه والسفيه، الجمهور يبحث عن التسلية والمتعة وهذا لا يتعارض مع الجمال والرقى والقيم، الأعمال الدرامية التى تحمل قيما أخلاقية تأثيرها يفوق كل ما نلقنه لأولادنا عن الأخلاق فى البيت والمدرسة والصواب والخطأ، وهى تساعد فى تحديد هوية المجتمع المصرى وخاصة ونحن فى مرحلة سيولة أخلاقية على مستوى العالم كله. وهنا أتساءل عن دور وزارة الثقافة ولماذا استرجعنا وزارة الإعلام!؟، إذا كان شعار الجمهور عايز كده سيظل مرفوعا فى الدراما المصرية.

كل عام وأنتم بخير.. ورمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمهور مش عايز كده الجمهور مش عايز كده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon