توقيت القاهرة المحلي 08:55:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أَلَنْ تنتهى الحرب السورية؟

  مصر اليوم -

أَلَنْ تنتهى الحرب السورية

بقلم : مي عزام

 (1)

لايلوح في الأفق تاريخاً محدداً لنهاية الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات تقريبا، بل تتعقد الخيوط وتتشابك، بسبب تدخل أطراف اقليمية ودولية في هذه الحرب القذرة. سوريا أصبحت ساحة لكل هذه الأطراف، يتنازعون حولها ويتقاتلون على أرضها، تقترب النهايات وتبتعد دون اعتبار لسيادة الدولة السورية، بل لأسباب تخص أطراف النزاع الذين يمزقون الجسد السورى بدم بارد، لايخشون من تأنيب ضمير أو محاكمة دولية.

(2)

عدد من الملفات تتشابك مع الوضع في سوريا وتجعل الحلول المطروحة والممكنة صعبة المنال، استمرار الاتفاق النووى الإيرانى أصبح مرتبطا بمخاوف الوجود الإيرانى في سوريا والذى تجده إسرائيل تهديدا لأمنها القومى وكذلك عدد من الدول العربية، موافقة أمريكا على بيع أسلحة لتركيا عضو الناتو أصبح مرهوناً بالملف السورى بسبب تعارض الموقف الأمريكى مع موقف التحالف الثلاثى: الروسى التركى الإيرانى، وغارات تركيا على الشمال السورى وحربها على المقاتلين الاكراد حلفاء واشنطن، التهديدات المتبادلة بين روسيا وأمريكا والتى كادت أن تتحول لحرب عالمية ثالثة بسبب اختلاف الرؤية الروسية والأمريكية حول مستقبل سوريا.

أمريكا مجروحة في سوريا، وتشعر بالمهانة بسبب خداع روسيا وعودتها بقوة للمنطقة وتوسيع قاعدتها العسكرية في طرطوس ومد نفوذها في منطقة كانت حكراً على الوجود الأمريكى لعقود .

(3)

سوريا أصبحت سوقاً مفتوحة لتجار الأوطان، وواجهة عرض لمتناقضات النظام العالمى، وساحة حرب تسع كل من يرغب في توسيع نفوذه واختبار قوته.

الأيام الأخيرة شهدت سيلاً من التصريحات والتهديدات الخارجة عن المألوف والتى يمكن أن تدخل في إطار الحرب النفسية.

الرئيس الإيراني حسن روحاني توعد الولايات المتحدة بـ«ندم تاريخي» إذا انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع طهران.

الرئيس الفرنسى ماكرون يحذر من اندلاع حرب حال حدوث ذلك. وزعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يحاولون بكل وسائل الضغط التأثير على ترامب حتى لاينسحب من الاتفاق النووى مع إيران.

وزير الخارجية التركى مولود تشاويش أوجلو هدد بإجراءات انتقامية في حالة إقرار الكونجرس الأمريكى لمشروع قانون يفرض عقوبات عسكرية على تركيا، بوقف مؤقت لمبيعات السلاح إليها بسبب صفقات السلاح المبرمة بين تركيا وروسيا.

يوفال شتاينتز، وزير الطاقة الإسرائيلى والعضو بمجلس الوزراء الأمني المصغر، هدد أنه في حالة سماح الرئيس السورى بشار الأسد لإيران بمهاجمة إسرائيل من بلده، فإنها ستكون نهايته ونهاية نظامه.

(4)

المنطقة تقف على حافة الهاوية، وتتراقص فوق فوهة بركان، ورغم ذلك لانجد موقف عربى موحد تجاه سوريا، موقف استراتيجى يضع وحدة سوريا ومصلحة شعبها في المقام الأول في مقابل أي مخاوف أخرى.

أخشى أن تأتى نهاية الحرب السورية بأتفاق مثل اتفاق دايتون في البوسنة والهرسك، ويتم تقسيم سوريا لإرضاء القوى الاقليمية والدولية على حساب الشعب السورى، حينذاك لن يملك العرب إلا الندم، وسيكون ذلك بداية لتقسيم بلدان عربية أخرى .

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أَلَنْ تنتهى الحرب السورية أَلَنْ تنتهى الحرب السورية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon