توقيت القاهرة المحلي 03:34:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب: مشروع حياة

  مصر اليوم -

مطلوب مشروع حياة

بقلم : مي عزام

(1)

 فى مداخلة مع أحد البرامج التليفزيونية، قالت الدكتورة آمنة نصير، الأكاديمية المعروفة وعضو مجلس النواب، إنها علمت من عميد كلية آداب جامعة الإسكندرية أن 25% من الطلاب والطالبات متزوجون عرفيًا!

وبغض النظر عن دقة هذا الرقم، فهو مفزع، تماما مثل ارتفاع نسب الطلاق فى مصر، التى أصبحت تتصدر قائمة الدول الأكثر ارتفاعا فى معدلات الطلاق، وكذلك ارتفاع قضايا إثبات النسب أمام المحاكم، وهو ما يجعلنا نتساءل: ماذا حدث للمصريين؟

بالتأكيد أن العلاقات الاجتماعية فى مصر مثلها مثل العالم كله، تأثرت بثقافة العولمة ومفهوم الحداثة السائلة الذى ذكره المفكر البولندى زيجمونت باومان فى عدد من مؤلفاته، وأشرت إليه فى مقالات سابقة. العلاقة بين الرجل والمرأة أصبحت أسيرة ثقافة الاستهلاك والشراهة وسيطرت عليها فكرة التغيير والتبديل، الملل والضجر وعدم توافر عوامل الأمان جعلها علاقات سائلة وهشة.

المفكرون والمحللون فى الغرب يعملون على رصد الظواهر الاجتماعية ودراستها وتفسيرها للحد من آثارها السلبية، أما نحن فمازلنا فى مرحلة الدهشة مما يحدث رغم اعترافنا بصحة هذه الحقائق المؤلمة، فهل شغلتنا السياسة عن حياتنا؟ التى باتت خربة وكأنها أرض بور لا تجد من يرزعها.

(2)

فى فرنسا منذ سنوات قام «جاك أتالى»، وهو كاتب اقتصادى واجتماعى فرنسى، بإصدار كتاب بعنوان «100 يوم من أجل إنجاح فرنسا» من 300 صفحة، نشره قبل وقت كافٍ من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة ليستفيد منه الجميع، وتم بدون تمويل من أى جهة أو حزب، ولقد وضع الكتاب خريطة طريق لفرنسا حتى 2022 عن طريق برنامج تفصيلى. وشارك آلاف الفرنسيين فى إنجازه، عن طريق اجتماعات ومناقشات واستقصاء مع فريق العمل المكونة من 50 باحثًا، والنتيجة هى نظرة شاملة للوضع الفرنسى فى جميع المجالات، وتحديد نقاط القوة والضعف، والأخيرة هى التى تشكل التحديات، ولقد حمل «جاك أتالى»، الطبقة السياسية الفرنسية المسؤولية عن الوضع السيئ لفرنسا، لأن هذه النخبة انشغلت بالخصومات الشخصية والمنافسة فيما بينها من أجل الوصول للسلطة، ولم تكترث بالبحث عن مشروع جاد للبلاد يخرجها من عثرتها.

(3)

فى الغرب، لا أحد ينتظر دعوة حكومية مدفوعة الأجر للمشاركة بمبادرة أو وضع استراتيجية عمل، لكن يبدأ من يستطيع فى السعى لتحسين حياة مجتمعه وبلده، الكتاب والمفكرون وخبراء علم الاجتماع المصريون واجبهم العمل على وضع استراتيجية لحياتنا تتحدد بها هويتنا، ورصد الظواهر الاجتماعية الجديدة على مصر ووضعها فى سياقها العام من حيث تأثرها بالعالم الخارجى والتغيرات السياسية والاقتصادية والدينية داخليا، ليسهل معه إيجاد «روشتة» علاج واقعية تتمشى مع أعراف المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار ثورة التواصل والتطبيقات الذكية التى أثرت على السلوك الفردى والجماعى وهو ما لا يمكن إغفاله.

(4)

الظواهر الاجتماعية فى الريف والحضر نتاج عوامل كثيرة لا يمكن الفصل بينها، العائلات المصرية كان معروفا عنها التماسك والمساندة لبعضها البعض، والزوجة المصرية كانت مشهورة بقدرتها على تحمل الشدائد ورذائل الزوج أيضا، حرصا على مصلحة البيت والأبناء، والمصرى كان من أكثر الجنسيات التصاقا بتراب بلده لا يفكر فى السفر للخارج إلا من أجل تحسين حياته فى الداخل، كانت الغربة تمثل له ألما ولوعة.. كيف تغيرنا ولماذا وإلى أين نذهب؟.. أسئلة كثيرة تحتاج دراسة جادة ومشاركة حقيقية لنقدم لبلدنا مشروع حياة فى المستقبل.. فالماضى ضاق بنا واختنقنا به.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب مشروع حياة مطلوب مشروع حياة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon