توقيت القاهرة المحلي 03:16:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا عيشنا: وخز القنفذ «1»

  مصر اليوم -

هذا عيشنا وخز القنفذ «1»

بقلم : مي عزام

(1)

نتحدث كثيرا عن التغيرات التى حدثت فى المجتمع المصرى. معظم الحديث يتناول هذه التغيرات بصورة سلبية. هناك دوما من يعود بخياله إلى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، حيث كانت مصر جميلة، وشوارعها نظيفة ونساؤها أنيقات، ورجالها يتحلون بأخلاق الفرسان، وبالرغم من أن هذا يمثل اقتطاعا من النص، فمصر لم يكن هذا حالها فى العموم، لكن حنين عموم المصريين إلى الماضى ملازم لهم، باعتبار الماضى دائما أفضل مما يعيشونه فى الحاضر، وهى ظاهرة لا تخدم المستقبل، وتختزل الواقع بما فيه من إيجابيات وسلبيات والتغيرات الكبيرة التى حدثت فى المجتمع منذ ذلك الحين.

(2)

د. جلال أمين حاول أن يرصد بطريقته التغيرات التى حدثت فى المجتمع المصرى خلال نصف قرن، من 1945-1995 فى كتابه ماذا حدث للمصريين؟ خمسة عقود من التحولات الكبرى فى تاريخ مصر الحديث، حيث تغير نظام الحكم من ملكى إلى جمهورى اشتراكى، ثم رأسمالى، خاض الجيش 4 حروب، بداية من حرب فلسطين إلى حرب أكتوبر، تغير الهرم الاجتماعى أكثر من مرة، ومعه منظومة القيم والأولويات، ومن 1995 حتى الآن حدثت تحولات كبيرة أيضا لكن لم تتم دراستها رغم أننا جميعا نشعر بها ونعيشها.

(3)

عام 1996 يمثل عام تحول كبير، حيث دخلت مصر، دون مساهمة منها، عصر ثورة الاتصالات، بدأ استخدام الإنترنت، وأصبح متاحا لمن يريده ودخلت خدمة التليفون المحمول، هذا التغير صاحبه تغيرات أخرى خاصة بظاهرة العولمة، عرفنا أنماطا وطرزا من الأسواق والعمارة والأعمال ووسائل التواصل... إلخ، جديدة كليا على المجتمع المصرى، أثرت فى ردود أفعاله، ودفعت بالشباب إلى المقدمة. الخبرة المطلوبة لهذا العصر لم يعد يملكها كبار السن والأسطوات، بل الشباب القادر على استيعاب هذا القدر المذهل من التحول التقنى، منظومة الوظائف والأجور تأثرت، وكذلك منظومة الأولويات.

(٤)

نتيجة البث عبر الأقمار الصناعية، أصبح إعلام السموات المفتوحة يشاركنا حياتنا، تأثيره لم يصبح محدودا بحدود البلد، كما كان، بل أصبح عابرا للحدود، الإنفاق عليها تجاوز الإنفاق على الصناعات الثقيلة، فهو من أهم أدوات القوى الناعمة. أصبح للإعلام نجوم ورسل.. معجبون وأتباع مخلصون، تأثيرهم لا يقل عن كبار رجال الدولة والمال والأعمال، ودخلوا فى معادلة السلطة والنفوذ.

(٥)

عرفت مصر من عام 1996 تجربة الصحف المستقلة، وبالرغم من وجود صحف حزبية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضى، فلم تصنع منظومة صحفية جديدة، نظامها التحريرى كان يماثل الصحف القومية تقريبا مع هامش حرية ونقد أكبر، لم تمثل ثورة مثلما حدث مع الصحف المستقلة، التى تصدر رئاسة تحريرها صحفيون شبانٌ قدموا تجربة مختلفة، وأصبحوا نجوما وقدوة خلال سنوات معدودات، هذه الصحف تحولت لصانعة نجوم وقاطرة التغيير ونموالمجتمع المدنى وتطور تأثيره.

(٦)

جسدت هذه السنوات فكرة التثوير. الأفق كان يتسع أمام الشباب الذين استطاعوا أن يتصدروا المشهد عبر الإعلام: صحافة وتليفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعى التى تضاعف تأثيرها، هذه التغيرات التى ظهرت للعيان كواقع جديد كانت جزء من ظاهرة انتصار الصورة التى بدأت تنتشر فى العالم أجمع.

(٧)

السنوات من 1996- 2018 فترة عايشتها، حدث فيها تحولات كبيرة فى مصر والأقليم، وستكون موضوع مجموعة من مقالاتى القادمة، لست متخصصة فى علم الاجتماع ولا أدعى أن لدى منهجا علميا سأطبقه، لكنى سأحاول أن أكتب عن ظواهراجتماعية لفتت انتباهى كصحفية وكاتبة، وأعتقد أن معرفة جذورها قد تفيدنا فى التخطيط للمستقبل، وخاصة أن بعضها جعلنا كالقنفذ، كلما اقتربنا من بعضنا لا ينالنا إلا الوخز والألم.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا عيشنا وخز القنفذ «1» هذا عيشنا وخز القنفذ «1»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon