توقيت القاهرة المحلي 08:52:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المناصب بين المزايا والرزايا

  مصر اليوم -

المناصب بين المزايا والرزايا

بقلم : مي عزام

(1)

هل من حق من يصل عبر صناديق الانتخاب لمركز مرموق ومكانة رفيعة أن يقول ويفعل ما يحلو له دون ضابط أورابط، حتى لو كان فيما يفعله ويقوله تحقير للمنصب الذى وصل إليه وتقليل من قيمته فى أعين العامة؟

السؤال السابق يدور فى خلد الملايين الذين يتابعون الرئيس ترامب الذى أصبحت خطبه وتصريحاته مثارا للسخرية والانتقاد داخل أمريكا وخارجها.

وفى مصر يكثر الجدل حول شخصية أخرى، عضو منتخب فى مجلس النواب، اعتاد الظهور فى الفضائيات مهاجما معارضيه بأفظع الشتائم والأوصاف، ووصل الأمر به إلى تهديد شخصيات عامة مصرية وأجنبية على الهواء، وأن فى حوزته ما يدينهم ويفضحهم!

هذا العضو يثير التساؤل: كيف ينعم حتى الآن بعضوية مجلس النواب وحماية الدكتور عبدالعال الذى لم نسمعه يوما يطلب من العضو تلميحا أو تصريحا بالتوقف عن هذه التصريحات التى تشين البرلمان، وتهز صورته؟! فيفترض أن يكون أعضاؤه قدوة للعامة فى حُسن الخلق.

(2)

المرشح لمنصب رفيع أو من يتقلده عليه أن يحترم هذا المنصب، وأن يكون جديرا به، القاضى «بريت كافانوه»، مرشح الرئيس دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا، موضوع الساعة فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتهام «كريستين بلاسى فورد» له بمحاولة اغتصابها قبل 26 عاما من الآن، حين كان طالبا فى المرحلة الثانوية، يتساءل البعض هل يستحق الأمر كل هذه التحقيقات والاستجوابات والفضائح، ولقد مضت سنوات طويلة على هذه المحاولة حتى إن صح اتهام كريستين؟

الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية أصدر بيانا السبت الماضى يعارض فيه ترشيح «كافانوه» لهذا المنصب جاء فى: «لا يمكننا أن نظل صامتين فى ظل هذه الظروف الاستثنائية التى تحيط بمرشح لوظيفة مدى الحياة فى أعلى محكمة فى البلاد، إن التعيين فى المحكمة العليا يجب أن يقوم على معايير صارمة، وهناك الكثير من الأسئلة لم يجب عنها بخصوص مزاعم ذات مصداقية متعلقة بالاعتداء الجنسى».

الجدير بالذكر أن هذا البيان يعد خرقا لتقاليد اتحاد الحريات المدنية، فهو لم يعلق على المرشحين لوظائف عامة، منذ تأسيسه قبل 98 عاماً.

فى مقابل هذا الموقف نجد شخصيات مصرية ذات حيثية تتبوأ مناصب رفيعة المستوى فى الدولة، هناك قصص كثيرة تدور حول تحرشهم بالنساء فى المناسبات العامة.

هذه الشخصيات لا تحترم مقام منصبها، ولا تعلو فوق الصغائر فى تعاملاتها المادية، رغم المرتبات الضخمة التى تتقاضاها من الدولة، فنجدها تلهث وراء الظهور فى برامج تليفزيونية والمشاركة فى منتديات ومؤتمرات غير ذات أهمية، من أجل المقابل المادى السخى الذى يحصلون عليه، هؤلاء ليس لديهم مانع من تقديم وجبة ذكريات مثيرة لشهية المشاهدين وفضولهم يرددون فيها تفاهات تشينهم، وتقلل من صورة بلدهم، وكأنهم فى مرحلة تأسيس منزل الزوجية، رغم أنهم تخطوا سن السبعين.

(3)

بعيدا عن المناصب السياسية العامة، فهناك مناصب لها تأثير كبير على الرأى العام، مثل رئاسة تحرير الصحف. وأعتقد أنه فى الفترة القادمة يجب أن يتم اختيار رؤساء التحرير بمعايير دقيقة وشفافة، لا يكفى أن يكون المرشح مشهودًا له بالمهنية، بل يجب أن يكون أمينا، وحسن السمعة، وله مصداقية وطاهر اليد، فالطبع يغلب التطبع، عرفت أسماء لامعة فى بلاط صاحبة الجلالة تستحق المثول فى قفص الاتهام، بسبب تصرفاتها: تحرش جنسى، تربح واستيلاء على المال العام، وفحش القول.. وغيره.

مجال الإعلام يجب أن يقوده الأمناء القادرون على الحفاظ على قيم هذا الوطن وهويته.

لو كنا نريد تغييرا حقيقيا فى مصر، فعلى أولى الأمر أن يحسنوا اختيار من يُولُونَه ثقتهم ومسؤولية خدمة الشعب، وعلى كل من لديه طموح لمنصب أن يدرك أن ماضيه يصنع مستقبله.. وهناك دوما من يراقبك.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناصب بين المزايا والرزايا المناصب بين المزايا والرزايا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon