توقيت القاهرة المحلي 02:23:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نقول للعرب: وداعًا؟

  مصر اليوم -

هل نقول للعرب وداعًا

بقلم : مي عزام

(1)

هل انتهى العرب؟ والموجودون منهم الآن ليسوا أكثر من الخائفين فى قصور الحكم وقوافل من المهاجرين بعيدا، والمنكفئين على أنفسهم فى الداخل، وبقايا من المدجنين داخل حدود مخترقة سيتم تغييرها خلال سنوات؟

السؤال صار مخيفا جدا مع تدهور النظام العربى فى مراكز السلطة، وتدهور المجتمعات أيضاً، وإذا تابعنا الأحداث التى تجرى على أرضنا وحولنا سندرك مدى الخطورة التى وصل إليها حال العرب، حيث تلعب قوى إقليمية غير عربية براحتها تماما فى البيت العربى، يفتشون خزاناتنا وغرف نومنا بحثا عن دور ونفوذ أكبر وثروات نكتنزها، ولا نستفيد منها.

إسرائيل لا تلعب وحدها فى الساحة، فهناك إيران وهناك تركيا، والثلاثة دول غير عربية لا يمكن إغفال نفوذها فى تقرير مصير العرب ودولهم وحياتهم.

نحن نعرف أن الدور الإقليمى يقترن بمقدار نفوذ أى دولة فى الدوائر المحيطة وتأثيرها على دول الجوار، ولهذا فإن تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة يقلق إسرائيل ويتعارض مع مشروع دولتها الكبيرة، لذلك تهتم بتقليص نفوذ إيران وتحجيم الطموح التركى، وهو ما جعل نتياهو يقصف قواعد عسكرية فى العراق تخص الحشد الشعبى الموالى لإيران، وشن غارات جديدة على أهداف فى سوريا، أدت إلى سقوط قتلى من حزب الله اللبنانى، ثم إرسال طائرتين مسيرتين سقطتا فى الضاحية الجنوبية لبيروت وأصابت إحداهما المركز الإعلامى لحزب الله. رسائل إسرائيل لإيران تمر عبر ثلاث دول عربية، وفحواها: لا حصانة لإيران فى أى مكان تقيم فيه قواعدها الموجهة ضد إسرائيل.

(2)

فى الشمال العربى، أعلن أردوغان مؤخرا أن القوات البرية التركية ستدخل مناطق شرق الفرات فى سوريا، ضمن خطته لتأسيس منطقة آمنة على الحدود مع سوريا بمشاركة أمريكية، لكن أردوغان لا يكتفى بدوره فى سوريا، حيث يتدخل فى ليبيا، ويبحث عن دور فى السودان ويزاحم الفرنسيين فى تشاد، وينافس على الغاز فى شرق البحر المتوسط، لكنه يأتى فى مرتبة لاحقة لإيران بالنسبة لإسرائيل، فإيران هى الأكثر خطرا وتعارضا مع المشروع الصهيونى، بسبب نفوذها فى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتقديم نفسها للعالم كدولة قوية صاحبة مشروع وقرار مستقل، ولا يخيفها فى ذلك مقاطعة ولا عداء صريح مع أمريكا، فهى تتحدى العقوبات المفروضة عليها من عقود من قبل أقوى دولة فى العالم، وتسعى للتأكيد على أنها ند للقوى العظمى، الوساطة الفرنسية التى يقوم بها ماكرون بين أمريكا وإيران تؤكد هذا المفهوم غير الواقعى، ولكنه فى حد ذاته انتصار للدبلوماسية الإيرانية.

(3)

لا أحد يستطيع- مهما كانت قوته- أن يفرض قيوداً على أدوار وطموحات الدول المستقلة، حتى لو كانت الطموحات تتعدى حدود الجغرافيا إلى التأثير بالأيديولوجيا أو المذهبية أو أحلاف المصالح، وهو ما نجحت فيه طهران فى دعم تحالفاتها الإقليمية، وهذه النقطة تعلمنا أن هزائم الدول لا تأتى من التحديات التاريخية، بل تبدأ دائما من الداخل حين تتشكك الدول فى قدراتها، ويغيب عنها قدرها وأهدافها، وتقبل بالتبعية والحماية الكاذبة من أعداء الخارج، وهذه الملاحظة تدعونا للتفكير بجدية فيما يجرى حولنا، وتدفعنا للتساؤل عن دور العرب ومكانتهم فى الشرق الأوسط: هل سيتم تجاهلنا كما حدث من قبل فى اتفاقية سايكس بيكو قبل قرن من الزمان؟.. ألم يحن الوقت لنواجه أنفسنا كدول عربية بالحقيقة؟.. هل يمكن أن نستدرك الأمر ونبحث عن الأسباب التى جعلتنا دول الإمكانيات المهدرة والفرص الضائعة، دول الجعجعة دون طحين، الطاردة لشبابها وخيرة عقولها، المتمسكة بهياكل حكم هشة لا تتفق مع معايير العصر وإمكانيات التغيير والتطور، المبتهجة بزيادة عدد المنتجعات الترفيهية على حساب الصناعات الثقيلة والأساسية التى لا يتحقق استقلال وسيادة دونهما.. أم نكتفى فى هذا العالم المتغير بدور المسكين المحتاج، لدعم مادى أو سياسى أو حماية عسكرية؟

أيها العرب احذروا القادم.. لا بد من الحضور الفاعل فى العالم حتى لا يقرر مصيرنا أحد غيرنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نقول للعرب وداعًا هل نقول للعرب وداعًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon