توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلان القاهرة بين الواقع.. الممكن والمأمول

  مصر اليوم -

إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول

بقلم : مي عزام

(1)

قبل الإعلان عن مبادرة القاهرة، كنت أتوقع خطابًا سياسيًا يوضح فيه للداخل المصرى حقيقة الوضع في ليبيا وخطوات مصر القادمة، ورغم أن ذلك لم يتحقق كان رد فعلى تجاه إعلان القاهرة إيجابيًا، المبادرة دليل على تحرك مصرى فاعل وتنسيق مع حلفائها في ليبيا وخارجها، بعد أن تحولت ليبيا إلى ساحة صراع شرس على المصالح والنفوذ والهيمنة بين القوى الإقليمية والدولية، وربما يكون موقف مصر مختلفًا، فهى تدافع عن أمنها القومى وحدودها الغربية، وهو نفس موقف تونس والجزائر فلكلتيهما حدود ومصالح مع ليبيا.

(2)

كما توقع المحللون، أيدت إعلان القاهرة الدول المؤيدة لحفتر وحكومة شرق ليبيا، ورفضها الجانب الآخر الذي وجد فيها مبادرة لإنقاذ حفتر وليس إنقاذ ليبيا.

تسرع كثيرون بالحكم بالفشل على إعلان القاهرة لعدة أسباب: أولا اعتبروها مبادرة المهزومين، فلقد جاءت في توقيت تحتفل فيه حكومة الوفاق بانتصاراتها على قوات حفتر بفضل الدعم التركى في محيط طرابلس، ثانيا القاهرة ليست طرفا محايدا فهى تساند حفتر، وأخيرا إعلان القاهرة كان بحضور طرف واحد من أطراف النزاع وليس الطرفين، هذه الأسباب ممكن الرد عليها ببساطة، العمليات العسكرية الليبية لم تحسم، انتصار طرف على آخر مرحليا لا يعنى انتصارا ساحقا يدوم ولكن استمرار القتال، عدم حياد مصر صحيح لكن هل هناك دولة عربية أو إقليمية أو دولية منخرطة في الصراع الليبى محايدة؟!، المهم أن يتحقق الحياد في بنود الإعلان، ولقد قرأت البنود جيدا، وقد صيغت بعناية لتحقق أكبر قدر من التوازن بين الأطراف المتصارعة، ووضعت شروطًا لتحقيق الرقابة الدولية على كل الاستحقاقات الانتخابية التي يمكن بواسطتها تأسيس دولة مدنية مستقرة، وبالنسبة لدعوة طرفى النزاع، هل كان فايز السراج سيحضر لو تمت دعوته؟ ربما حدث عبر وسطاء وتم رفض الدعوة أو توقعت القاهرة رفضها، الأهم من وجهة نظرى التزام خليفة حفتر بإعلان القاهرة، فهو الطرف الذي كان يرفض الدخول في مفاوضات ويتهرب منها، جميع المحادثات والمبادرات أفضل من استمرار المعارك، وإعلان القاهرة يمكن البناء عليه لمصلحة ليبيا واستقرارها لو كانت الهدف بالفعل.

(3)

يمكننا التعلم من التجربة الإيرانية في التفاوض، والتى تتسم بالنفس الطويل، الاتفاق النووى الإيرانى الذي تم التوصل إليه مع مجموعة الدول الكبرى (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، وفرنسا، زائد ألمانيا) في يوليو 2015، كان نتاج عشر سنوات من التفاوض!!، جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى حينذاك، قال تعقيبا على توقيع الاتفاقية: «يجب أن يكون واضحا لنا أننا بهذا التوقيع منعنا حربا على الأرجح»، بعد ثلاث سنوات انسحبت أمريكا من الاتفاق، وشدد ترامب العقوبات على إيران حتى أصبحت العلاقة بين البلدين قنبلة موقوتة، وللتنفيس عن هذا الوضع المحتقن أقدمت أمريكا على اغتيال قاسم سليمانى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، في يناير من هذا العام، وردت إيران بعد عدة أيام بعملية محدودة، على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمهما القوات الأمريكية.

ورغم ذلك تمت هذا الشهر صفقة تبادل سجناء بين الطرفين الإيرانى والأمريكى بوساطة سويسرية، وغرد ترامب بعدها مرحبا بالخطوة، مبديًا استعداده للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، والأخيرة أعلنت استعدادها للعودة إلى الاتفاق المبرم بالفعل بعد التزام أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية عنها، المفاوضات مهما طالت بين أطراف لها أهداف متناقضة أفضل من حرب بينهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon