توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلان القاهرة بين الواقع.. الممكن والمأمول

  مصر اليوم -

إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول

بقلم : مي عزام

(1)

قبل الإعلان عن مبادرة القاهرة، كنت أتوقع خطابًا سياسيًا يوضح فيه للداخل المصرى حقيقة الوضع في ليبيا وخطوات مصر القادمة، ورغم أن ذلك لم يتحقق كان رد فعلى تجاه إعلان القاهرة إيجابيًا، المبادرة دليل على تحرك مصرى فاعل وتنسيق مع حلفائها في ليبيا وخارجها، بعد أن تحولت ليبيا إلى ساحة صراع شرس على المصالح والنفوذ والهيمنة بين القوى الإقليمية والدولية، وربما يكون موقف مصر مختلفًا، فهى تدافع عن أمنها القومى وحدودها الغربية، وهو نفس موقف تونس والجزائر فلكلتيهما حدود ومصالح مع ليبيا.

(2)

كما توقع المحللون، أيدت إعلان القاهرة الدول المؤيدة لحفتر وحكومة شرق ليبيا، ورفضها الجانب الآخر الذي وجد فيها مبادرة لإنقاذ حفتر وليس إنقاذ ليبيا.

تسرع كثيرون بالحكم بالفشل على إعلان القاهرة لعدة أسباب: أولا اعتبروها مبادرة المهزومين، فلقد جاءت في توقيت تحتفل فيه حكومة الوفاق بانتصاراتها على قوات حفتر بفضل الدعم التركى في محيط طرابلس، ثانيا القاهرة ليست طرفا محايدا فهى تساند حفتر، وأخيرا إعلان القاهرة كان بحضور طرف واحد من أطراف النزاع وليس الطرفين، هذه الأسباب ممكن الرد عليها ببساطة، العمليات العسكرية الليبية لم تحسم، انتصار طرف على آخر مرحليا لا يعنى انتصارا ساحقا يدوم ولكن استمرار القتال، عدم حياد مصر صحيح لكن هل هناك دولة عربية أو إقليمية أو دولية منخرطة في الصراع الليبى محايدة؟!، المهم أن يتحقق الحياد في بنود الإعلان، ولقد قرأت البنود جيدا، وقد صيغت بعناية لتحقق أكبر قدر من التوازن بين الأطراف المتصارعة، ووضعت شروطًا لتحقيق الرقابة الدولية على كل الاستحقاقات الانتخابية التي يمكن بواسطتها تأسيس دولة مدنية مستقرة، وبالنسبة لدعوة طرفى النزاع، هل كان فايز السراج سيحضر لو تمت دعوته؟ ربما حدث عبر وسطاء وتم رفض الدعوة أو توقعت القاهرة رفضها، الأهم من وجهة نظرى التزام خليفة حفتر بإعلان القاهرة، فهو الطرف الذي كان يرفض الدخول في مفاوضات ويتهرب منها، جميع المحادثات والمبادرات أفضل من استمرار المعارك، وإعلان القاهرة يمكن البناء عليه لمصلحة ليبيا واستقرارها لو كانت الهدف بالفعل.

(3)

يمكننا التعلم من التجربة الإيرانية في التفاوض، والتى تتسم بالنفس الطويل، الاتفاق النووى الإيرانى الذي تم التوصل إليه مع مجموعة الدول الكبرى (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، وفرنسا، زائد ألمانيا) في يوليو 2015، كان نتاج عشر سنوات من التفاوض!!، جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى حينذاك، قال تعقيبا على توقيع الاتفاقية: «يجب أن يكون واضحا لنا أننا بهذا التوقيع منعنا حربا على الأرجح»، بعد ثلاث سنوات انسحبت أمريكا من الاتفاق، وشدد ترامب العقوبات على إيران حتى أصبحت العلاقة بين البلدين قنبلة موقوتة، وللتنفيس عن هذا الوضع المحتقن أقدمت أمريكا على اغتيال قاسم سليمانى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، في يناير من هذا العام، وردت إيران بعد عدة أيام بعملية محدودة، على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمهما القوات الأمريكية.

ورغم ذلك تمت هذا الشهر صفقة تبادل سجناء بين الطرفين الإيرانى والأمريكى بوساطة سويسرية، وغرد ترامب بعدها مرحبا بالخطوة، مبديًا استعداده للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، والأخيرة أعلنت استعدادها للعودة إلى الاتفاق المبرم بالفعل بعد التزام أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية عنها، المفاوضات مهما طالت بين أطراف لها أهداف متناقضة أفضل من حرب بينهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول إعلان القاهرة بين الواقع الممكن والمأمول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon