توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن».. لن تنقذ لبنان

  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان

بقلم : مي عزام

(1)

أصيب العالم بالهلع والحزن جراء انفجار مرفأ بيروت وما حل بها من تدمير جزئى وسقوط عشرات القتلى وآلاف المصابين، أدرك الجميع أن الانفجار كان نتيجة طبيعية لفشل الدولة اللبنانية، وعجزها عن إيجاد حلول لأزمة لبنان الاقتصادية، وحتى إن وُجدت حلول فهى غير قادرة على تنفيذها، فالدولة فى لبنان مثل الملوك فى أوروبا، تملك ولا تحكم. الطائفية فى لبنان عبء على مفهوم الدولة الحديثة، وعبء على اللبنانيين الذين خرجوا فى الشوارع ناقمين على نظام حكم هش عاجز عن إدارة مقدرات لبنان وثرواته، ولم يحاسب فيه مسؤول عن إهدار ونهب المال العام.

(2)

الشعوب تغضب وتثور لتعرب عن رفضها لأوضاع تؤذيها ولا ترضى عنها وتريد تغييرها، فى أكتوبر من العام الماضى اشتعلت المظاهرات فى لبنان على أثر فرض مجلس الوزراء حزمة ضرائب جديدة، ومنها ضريبة على الاتصال عبر تطبيق الواتس آب، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير، ورغم تراجع الحكومة عن ضريبة الاتصالات تجاوبا مع المظاهرات، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة، ورفع المتظاهرون شعار «كلكن يعنى كلكن»، كان شعارا موجها للطبقة السياسية بكافة مكوناتها الطائفية، يُحمّلها المسؤولية عن إفلاس البلد ونهبه وإفقار اللبنانيين. حاول سعد الحريرى، رئيس الحكومة حينذاك، امتصاص غضب الشارع والإعلان عن خطة إصلاحية، رفضها المتظاهرون وطالبوه بالاستقالة، وهو ما حدث، وظل يسير أعمال الحكومة حتى شكل حسان دياب حكومته فى يناير 2020. لم ينجح دياب فيما فشل فيه الحريرى، بل ازداد الطين بلة، حيث تدهورت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار وفقدت أكثر من 100% من قيمتها، وذلك بعد أن فشلت الدولة فى سداد قسط الدين المستحق عليها بالعملة الأجنبية فى مارس الماضى. وفى إبريل الماضى تقدم لبنان بطلب مساعدة لصندوق النقد الدولى تعينه على الخروج من عثرته، لبنان يحتاج ما يقرب من 100 مليار دولار ليخرج من عثرته، وهو مبلغ صعب الحصول عليه بالاقتراض من الصندوق أو مؤتمر المانحين ودول الخليج، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، وأيضا لأن هناك شروطا قاسية لابد للبنان من الموافقة عليها، تعثرت المفاوضات مع الصندوق وزادت الصعوبات المعيشية على اللبنانيين وارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا.

(3)

بعد انفجار مرفأ بيروت بأسبوع تقدم حسان دياب باستقالة حكومته للرئيس عون تحت ضغط الشارع الغاضب على نظام الحكم العقيم، وعاد شعار «كلكن يعنى كلكن» يتردد، لكن هل يمكن لهذا الشعار الحالم بمستقبل تختفى فيه الطائفية من لبنان أن يتحقق؟. علمتنا التجارب أن الثورات الشعبية لا تنجح بدون قوة تساندها، فى الدول العربية ذات الجيوش الوطنية القوية، كان دعم المؤسسة العسكرية ضروريا لنجاح الحراك الشعبى، حدث ذلك فى تونس ومصر والجزائر، وحين انقسم الجيش على نفسه تحول الأمر إلى حرب أهلية كما فى سوريا واليمن، وفى ليبيا عدم وجود جيش وطنى قوى وتوافر السلاح فى يد القبائل حول ليبيا لساحة قتال مفتوحة أدت لتدخلات دولية وإقليمية عقدت الأمور وزادتها اشتعالا. والسؤال: هل الجيش اللبنانى سيدعم الحراك الشعبى؟ حتى لو فعل فهو لا يكفى، لأن عددا من الطوائف اللبنانية لديها ميليشيات مسلحة قوية، وفى مقدمتها حزب الله الذى أعلن منذ البداية رفضه هذا الحراك واتهم أمريكا بأنها وراءه بهدف تفجير لبنان من الداخل، لكن الحقيقة تقول إن لبنان سائر بالفعل نحو الانفجار.

(4)

كل قادر على مد العون إلى لبنان لديه شروط ومصالح يريد أن يحققها، أوروبا وفى طليعتها فرنسا، صندوق النقد الدولى وخلفه أمريكا، دول الخليج وعلى رأسها السعودية، هذه الأطراف لديها شرط مشترك: تحجيم حزب الله، والمقصود تقليص النفوذ الإيرانى فى لبنان وما حولها والأسباب معروفة، وهو أمر لا قدرة للنظام اللبنانى عليه، وفى نفس الوقت لا يمكن إغفال أن حزب الله يمثل المقاومة وقوة الردع ضد إسرائيل وأطماعها فى الجنوب. لبنان فى معضلة معقدة ولن يكفى شعار «كلكن يعنى كلكن» لحلها وأدعو الله ألا يواجه لبنان ما هو أسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان «كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon