توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن».. لن تنقذ لبنان

  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان

بقلم : مي عزام

(1)

أصيب العالم بالهلع والحزن جراء انفجار مرفأ بيروت وما حل بها من تدمير جزئى وسقوط عشرات القتلى وآلاف المصابين، أدرك الجميع أن الانفجار كان نتيجة طبيعية لفشل الدولة اللبنانية، وعجزها عن إيجاد حلول لأزمة لبنان الاقتصادية، وحتى إن وُجدت حلول فهى غير قادرة على تنفيذها، فالدولة فى لبنان مثل الملوك فى أوروبا، تملك ولا تحكم. الطائفية فى لبنان عبء على مفهوم الدولة الحديثة، وعبء على اللبنانيين الذين خرجوا فى الشوارع ناقمين على نظام حكم هش عاجز عن إدارة مقدرات لبنان وثرواته، ولم يحاسب فيه مسؤول عن إهدار ونهب المال العام.

(2)

الشعوب تغضب وتثور لتعرب عن رفضها لأوضاع تؤذيها ولا ترضى عنها وتريد تغييرها، فى أكتوبر من العام الماضى اشتعلت المظاهرات فى لبنان على أثر فرض مجلس الوزراء حزمة ضرائب جديدة، ومنها ضريبة على الاتصال عبر تطبيق الواتس آب، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير، ورغم تراجع الحكومة عن ضريبة الاتصالات تجاوبا مع المظاهرات، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة، ورفع المتظاهرون شعار «كلكن يعنى كلكن»، كان شعارا موجها للطبقة السياسية بكافة مكوناتها الطائفية، يُحمّلها المسؤولية عن إفلاس البلد ونهبه وإفقار اللبنانيين. حاول سعد الحريرى، رئيس الحكومة حينذاك، امتصاص غضب الشارع والإعلان عن خطة إصلاحية، رفضها المتظاهرون وطالبوه بالاستقالة، وهو ما حدث، وظل يسير أعمال الحكومة حتى شكل حسان دياب حكومته فى يناير 2020. لم ينجح دياب فيما فشل فيه الحريرى، بل ازداد الطين بلة، حيث تدهورت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار وفقدت أكثر من 100% من قيمتها، وذلك بعد أن فشلت الدولة فى سداد قسط الدين المستحق عليها بالعملة الأجنبية فى مارس الماضى. وفى إبريل الماضى تقدم لبنان بطلب مساعدة لصندوق النقد الدولى تعينه على الخروج من عثرته، لبنان يحتاج ما يقرب من 100 مليار دولار ليخرج من عثرته، وهو مبلغ صعب الحصول عليه بالاقتراض من الصندوق أو مؤتمر المانحين ودول الخليج، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، وأيضا لأن هناك شروطا قاسية لابد للبنان من الموافقة عليها، تعثرت المفاوضات مع الصندوق وزادت الصعوبات المعيشية على اللبنانيين وارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا.

(3)

بعد انفجار مرفأ بيروت بأسبوع تقدم حسان دياب باستقالة حكومته للرئيس عون تحت ضغط الشارع الغاضب على نظام الحكم العقيم، وعاد شعار «كلكن يعنى كلكن» يتردد، لكن هل يمكن لهذا الشعار الحالم بمستقبل تختفى فيه الطائفية من لبنان أن يتحقق؟. علمتنا التجارب أن الثورات الشعبية لا تنجح بدون قوة تساندها، فى الدول العربية ذات الجيوش الوطنية القوية، كان دعم المؤسسة العسكرية ضروريا لنجاح الحراك الشعبى، حدث ذلك فى تونس ومصر والجزائر، وحين انقسم الجيش على نفسه تحول الأمر إلى حرب أهلية كما فى سوريا واليمن، وفى ليبيا عدم وجود جيش وطنى قوى وتوافر السلاح فى يد القبائل حول ليبيا لساحة قتال مفتوحة أدت لتدخلات دولية وإقليمية عقدت الأمور وزادتها اشتعالا. والسؤال: هل الجيش اللبنانى سيدعم الحراك الشعبى؟ حتى لو فعل فهو لا يكفى، لأن عددا من الطوائف اللبنانية لديها ميليشيات مسلحة قوية، وفى مقدمتها حزب الله الذى أعلن منذ البداية رفضه هذا الحراك واتهم أمريكا بأنها وراءه بهدف تفجير لبنان من الداخل، لكن الحقيقة تقول إن لبنان سائر بالفعل نحو الانفجار.

(4)

كل قادر على مد العون إلى لبنان لديه شروط ومصالح يريد أن يحققها، أوروبا وفى طليعتها فرنسا، صندوق النقد الدولى وخلفه أمريكا، دول الخليج وعلى رأسها السعودية، هذه الأطراف لديها شرط مشترك: تحجيم حزب الله، والمقصود تقليص النفوذ الإيرانى فى لبنان وما حولها والأسباب معروفة، وهو أمر لا قدرة للنظام اللبنانى عليه، وفى نفس الوقت لا يمكن إغفال أن حزب الله يمثل المقاومة وقوة الردع ضد إسرائيل وأطماعها فى الجنوب. لبنان فى معضلة معقدة ولن يكفى شعار «كلكن يعنى كلكن» لحلها وأدعو الله ألا يواجه لبنان ما هو أسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان «كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon