توقيت القاهرة المحلي 05:29:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن».. لن تنقذ لبنان

  مصر اليوم -

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان

بقلم : مي عزام

(1)

أصيب العالم بالهلع والحزن جراء انفجار مرفأ بيروت وما حل بها من تدمير جزئى وسقوط عشرات القتلى وآلاف المصابين، أدرك الجميع أن الانفجار كان نتيجة طبيعية لفشل الدولة اللبنانية، وعجزها عن إيجاد حلول لأزمة لبنان الاقتصادية، وحتى إن وُجدت حلول فهى غير قادرة على تنفيذها، فالدولة فى لبنان مثل الملوك فى أوروبا، تملك ولا تحكم. الطائفية فى لبنان عبء على مفهوم الدولة الحديثة، وعبء على اللبنانيين الذين خرجوا فى الشوارع ناقمين على نظام حكم هش عاجز عن إدارة مقدرات لبنان وثرواته، ولم يحاسب فيه مسؤول عن إهدار ونهب المال العام.

(2)

الشعوب تغضب وتثور لتعرب عن رفضها لأوضاع تؤذيها ولا ترضى عنها وتريد تغييرها، فى أكتوبر من العام الماضى اشتعلت المظاهرات فى لبنان على أثر فرض مجلس الوزراء حزمة ضرائب جديدة، ومنها ضريبة على الاتصال عبر تطبيق الواتس آب، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير، ورغم تراجع الحكومة عن ضريبة الاتصالات تجاوبا مع المظاهرات، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة، ورفع المتظاهرون شعار «كلكن يعنى كلكن»، كان شعارا موجها للطبقة السياسية بكافة مكوناتها الطائفية، يُحمّلها المسؤولية عن إفلاس البلد ونهبه وإفقار اللبنانيين. حاول سعد الحريرى، رئيس الحكومة حينذاك، امتصاص غضب الشارع والإعلان عن خطة إصلاحية، رفضها المتظاهرون وطالبوه بالاستقالة، وهو ما حدث، وظل يسير أعمال الحكومة حتى شكل حسان دياب حكومته فى يناير 2020. لم ينجح دياب فيما فشل فيه الحريرى، بل ازداد الطين بلة، حيث تدهورت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار وفقدت أكثر من 100% من قيمتها، وذلك بعد أن فشلت الدولة فى سداد قسط الدين المستحق عليها بالعملة الأجنبية فى مارس الماضى. وفى إبريل الماضى تقدم لبنان بطلب مساعدة لصندوق النقد الدولى تعينه على الخروج من عثرته، لبنان يحتاج ما يقرب من 100 مليار دولار ليخرج من عثرته، وهو مبلغ صعب الحصول عليه بالاقتراض من الصندوق أو مؤتمر المانحين ودول الخليج، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، وأيضا لأن هناك شروطا قاسية لابد للبنان من الموافقة عليها، تعثرت المفاوضات مع الصندوق وزادت الصعوبات المعيشية على اللبنانيين وارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا.

(3)

بعد انفجار مرفأ بيروت بأسبوع تقدم حسان دياب باستقالة حكومته للرئيس عون تحت ضغط الشارع الغاضب على نظام الحكم العقيم، وعاد شعار «كلكن يعنى كلكن» يتردد، لكن هل يمكن لهذا الشعار الحالم بمستقبل تختفى فيه الطائفية من لبنان أن يتحقق؟. علمتنا التجارب أن الثورات الشعبية لا تنجح بدون قوة تساندها، فى الدول العربية ذات الجيوش الوطنية القوية، كان دعم المؤسسة العسكرية ضروريا لنجاح الحراك الشعبى، حدث ذلك فى تونس ومصر والجزائر، وحين انقسم الجيش على نفسه تحول الأمر إلى حرب أهلية كما فى سوريا واليمن، وفى ليبيا عدم وجود جيش وطنى قوى وتوافر السلاح فى يد القبائل حول ليبيا لساحة قتال مفتوحة أدت لتدخلات دولية وإقليمية عقدت الأمور وزادتها اشتعالا. والسؤال: هل الجيش اللبنانى سيدعم الحراك الشعبى؟ حتى لو فعل فهو لا يكفى، لأن عددا من الطوائف اللبنانية لديها ميليشيات مسلحة قوية، وفى مقدمتها حزب الله الذى أعلن منذ البداية رفضه هذا الحراك واتهم أمريكا بأنها وراءه بهدف تفجير لبنان من الداخل، لكن الحقيقة تقول إن لبنان سائر بالفعل نحو الانفجار.

(4)

كل قادر على مد العون إلى لبنان لديه شروط ومصالح يريد أن يحققها، أوروبا وفى طليعتها فرنسا، صندوق النقد الدولى وخلفه أمريكا، دول الخليج وعلى رأسها السعودية، هذه الأطراف لديها شرط مشترك: تحجيم حزب الله، والمقصود تقليص النفوذ الإيرانى فى لبنان وما حولها والأسباب معروفة، وهو أمر لا قدرة للنظام اللبنانى عليه، وفى نفس الوقت لا يمكن إغفال أن حزب الله يمثل المقاومة وقوة الردع ضد إسرائيل وأطماعها فى الجنوب. لبنان فى معضلة معقدة ولن يكفى شعار «كلكن يعنى كلكن» لحلها وأدعو الله ألا يواجه لبنان ما هو أسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان «كلن يعني كلن» لن تنقذ لبنان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon