توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

بقلم : مي عزام

(1)

من الآن وحتى نهاية الشهر، ستبدأ فقرات نهاية العام المعتادة والأرشيفية حول أهم الأحداث العالمية فى العام المنتهى ولايته علينا، وكذلك الشخصيات صاحبة التأثير والإنجازات فيه. ولعل أفضل عنوان لعام 2020 هو عام الجائحة، فيروس كورونا كان الكائن الأصغر شأنًا والأكثر تأثيرًا على العالم خلال عامنا هذا، بحضوره الطاغى انتهك بضراوة معنى اليقين وضرب بقوة فكرة الإرادة الفردية فى حرية التنقل ووضع الخطط المستقبلية قريبة المدى، واجهنا بفشلنا فى حماية حياتنا، وأظهر لنا أن النظام العالمى ليس مستعدًّا لمعارك الحياة، لكنه مستعد ومتأهب لحروب الموت والدمار والفناء، الدول العظمى لديها خطط مسبقة فى حال حدوث حرب نووية أو تقليدية أو اختراق لأمنها القومى، لكن ليس لديها استراتيجية لمواجهة الأوبئة التى تعرض حياة الناس للخطر وتمنعهم من مواصلة حياتهم الطبيعية. هذا الفيروس غير المنظور ألقى بظلاله على أهم انتخابات فى العالم: الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رد فعل الرئيس ترامب وإدارته لم يكن على مستوى توقع الداخل الأمريكى والخارج العالمى، وبدت الولايات المتحدة الأمريكية وهى الدولة الأقوى اقتصاديًّا وعسكريًّا عاجزة عن تأمين وتوفير الخدمات الصحية لمواطنيها فى بداية الجائحة ولم تكن قادرة على اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية فعالة، مثلها مثل دول العالم الثالث.

(2)

تأثير كورونا على الاقتصاد العالمى كان مدمرًا، وستظل تداعياته حاضرة فى 2021، التجربة كانت قاسية للغاية، توقفت مصانع وشركات عن العمل تمامًا، قطاع الطيران والسياحة والترفيه تضرر بشدة، تم تسريح أعداد كبيرة من العاملين فى مختلف المجالات، نجت الشركات والمؤسسات التى استطاعت أن تقدم خدماتها للعملاء من خلال عمل موظفيها فى المنزل، وسيكون لذلك تأثير على وضع خطط التشغيل والتوظيف خلال السنوات القليلة القادمة، ما يحتاجه العالم ليس مجرد تغيير فى هيكل العمل والهرم الوظيفى، العالم يحتاج لإعادة النظر فى أهلية النظام الرأسمالى الحالى، وهل هو كاف لتحقيق طموحات عامة الناس فى حياة كريمة آمنة، أم أنه يزيد الفجوة كل عام بين الفقراء والأغنياء ويساعد على تراكم الثروة فى يد قلة قليلة من أثرياء العالم على حساب المليارات من البشر وهو وضع يعوق هذا الاقتصاد نفسه بعد فترة ويؤدى إلى عدم استقرار وقلاقل؟!.

(3)

هل تغير أداء الزعماء والحكومات فى ظل الجائحة؟ تابعنا كيف اختلفت ردود الفعل بين الدول، قدمت حكومات مساعدات عاجلة للشركات والمصانع المتعثرة وكذلك للمواطنين الذين فقدوا وظائفهم، وخففت الأعباء عن المواطنين، فى حين لم تقدم دول أخرى أى نوع من أنواع الدعم، بل حاولت أن تعوض الخسائر التى تكبدها الاقتصاد القومى بفرض المزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار الخدمات المقدمة لهم، وتوقف الأمر على قدرة اقتصاد الدول على تحمل الخسائر الاقتصادية وتراجع أرقام النمو، معظم الحكومات استدانت بسبب جائحة كورونا لتسد العجز بين الإيرادات المتراجعة والمصروفات المتزايدة، ردود أفعال الحكومات سيكون لها رد فعل فى أى انتخابات تجرى بعد جائحة كورونا كما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية، كان من المفترض أن يكون للجائحة تأثير على ملف الحقوق والحريات فى العالم، وأن يكون هناك تحسن كبير، فى زمن الجائحة عادة ترق المشاعر الإنسانية وتصبح أكثر رهافة تجاه الآخرين ومعاناتهم، لكن للأسف هذا لم يحدث.

(4)

السياسة الدولية لم تتأثر على الإطلاق بجائحة كورونا، منطقة الشرق الأوسط ما زالت ملتهبة بالنزاعات والصراعات ومحاولات فرض السيطرة، ثلاث قوى إقليمية غير عربية تتصارع فى المنطقة على المصالح والنفوذ ودوائر التأثير، والعرب عاجزون عن الفعل يبحثون بيأس عن راعٍ ينتشلهم من مأزقهم الوجودى وغربتهم فى أوطانهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن وعام الجائحة نحن وعام الجائحة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon