توقيت القاهرة المحلي 11:26:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

  مصر اليوم -

نحن وعام الجائحة

بقلم : مي عزام

(1)

من الآن وحتى نهاية الشهر، ستبدأ فقرات نهاية العام المعتادة والأرشيفية حول أهم الأحداث العالمية فى العام المنتهى ولايته علينا، وكذلك الشخصيات صاحبة التأثير والإنجازات فيه. ولعل أفضل عنوان لعام 2020 هو عام الجائحة، فيروس كورونا كان الكائن الأصغر شأنًا والأكثر تأثيرًا على العالم خلال عامنا هذا، بحضوره الطاغى انتهك بضراوة معنى اليقين وضرب بقوة فكرة الإرادة الفردية فى حرية التنقل ووضع الخطط المستقبلية قريبة المدى، واجهنا بفشلنا فى حماية حياتنا، وأظهر لنا أن النظام العالمى ليس مستعدًّا لمعارك الحياة، لكنه مستعد ومتأهب لحروب الموت والدمار والفناء، الدول العظمى لديها خطط مسبقة فى حال حدوث حرب نووية أو تقليدية أو اختراق لأمنها القومى، لكن ليس لديها استراتيجية لمواجهة الأوبئة التى تعرض حياة الناس للخطر وتمنعهم من مواصلة حياتهم الطبيعية. هذا الفيروس غير المنظور ألقى بظلاله على أهم انتخابات فى العالم: الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رد فعل الرئيس ترامب وإدارته لم يكن على مستوى توقع الداخل الأمريكى والخارج العالمى، وبدت الولايات المتحدة الأمريكية وهى الدولة الأقوى اقتصاديًّا وعسكريًّا عاجزة عن تأمين وتوفير الخدمات الصحية لمواطنيها فى بداية الجائحة ولم تكن قادرة على اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية فعالة، مثلها مثل دول العالم الثالث.

(2)

تأثير كورونا على الاقتصاد العالمى كان مدمرًا، وستظل تداعياته حاضرة فى 2021، التجربة كانت قاسية للغاية، توقفت مصانع وشركات عن العمل تمامًا، قطاع الطيران والسياحة والترفيه تضرر بشدة، تم تسريح أعداد كبيرة من العاملين فى مختلف المجالات، نجت الشركات والمؤسسات التى استطاعت أن تقدم خدماتها للعملاء من خلال عمل موظفيها فى المنزل، وسيكون لذلك تأثير على وضع خطط التشغيل والتوظيف خلال السنوات القليلة القادمة، ما يحتاجه العالم ليس مجرد تغيير فى هيكل العمل والهرم الوظيفى، العالم يحتاج لإعادة النظر فى أهلية النظام الرأسمالى الحالى، وهل هو كاف لتحقيق طموحات عامة الناس فى حياة كريمة آمنة، أم أنه يزيد الفجوة كل عام بين الفقراء والأغنياء ويساعد على تراكم الثروة فى يد قلة قليلة من أثرياء العالم على حساب المليارات من البشر وهو وضع يعوق هذا الاقتصاد نفسه بعد فترة ويؤدى إلى عدم استقرار وقلاقل؟!.

(3)

هل تغير أداء الزعماء والحكومات فى ظل الجائحة؟ تابعنا كيف اختلفت ردود الفعل بين الدول، قدمت حكومات مساعدات عاجلة للشركات والمصانع المتعثرة وكذلك للمواطنين الذين فقدوا وظائفهم، وخففت الأعباء عن المواطنين، فى حين لم تقدم دول أخرى أى نوع من أنواع الدعم، بل حاولت أن تعوض الخسائر التى تكبدها الاقتصاد القومى بفرض المزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار الخدمات المقدمة لهم، وتوقف الأمر على قدرة اقتصاد الدول على تحمل الخسائر الاقتصادية وتراجع أرقام النمو، معظم الحكومات استدانت بسبب جائحة كورونا لتسد العجز بين الإيرادات المتراجعة والمصروفات المتزايدة، ردود أفعال الحكومات سيكون لها رد فعل فى أى انتخابات تجرى بعد جائحة كورونا كما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية، كان من المفترض أن يكون للجائحة تأثير على ملف الحقوق والحريات فى العالم، وأن يكون هناك تحسن كبير، فى زمن الجائحة عادة ترق المشاعر الإنسانية وتصبح أكثر رهافة تجاه الآخرين ومعاناتهم، لكن للأسف هذا لم يحدث.

(4)

السياسة الدولية لم تتأثر على الإطلاق بجائحة كورونا، منطقة الشرق الأوسط ما زالت ملتهبة بالنزاعات والصراعات ومحاولات فرض السيطرة، ثلاث قوى إقليمية غير عربية تتصارع فى المنطقة على المصالح والنفوذ ودوائر التأثير، والعرب عاجزون عن الفعل يبحثون بيأس عن راعٍ ينتشلهم من مأزقهم الوجودى وغربتهم فى أوطانهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن وعام الجائحة نحن وعام الجائحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon