توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطالبة بحذف آيات من القرآن..هل كان هتلر مسلما؟(1)

  مصر اليوم -

المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1

بقلم : مي عزام

 منذ ثلاث سنوات وتحديدا فى أكتوبر 2015، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الصهيونى فى القدس، ليبرئ هتلر من نية إبادة الشعب اليهودى وارتكاب الهولوكوست، وفى المقابل اتهم مفتى القدس فى أوائل القرن العشرين الحاج أمين الحسينى، بأنه من أقنع هتلر بعدم طرد اليهود من أوروبا وحرقهم بدلاً من ذلك، خلال اجتماع له مع هتلر فى ألمانيا عام 1941.

وتتلخص مزاعم نتنياهو التى صرح بها فى أن المفتى قال لهتلر «إذا طرد اليهود من ألمانيا فإنهم سيأتون إلى هنا» ويقصد فلسطين، وعندها قال هتلر للحسينى «ماذا أفعل؟»، رد الأخير: «احرقهم».

بعد يوم واحد فقط من هذه التزييف التاريخى، علقت الحكومة الألمانية على الأمر قائلة: «إن مسؤولية ارتكاب الهولوكوست تقع على عاتق الألمان». حينذاك رد عرب وإسرائي��يون على حديث نتنياهو وأنكروه، ومنهم العضو العربى فى الكنيست أيمن عودة الذى قال: «إن نتنياهو يعيد صياغة التاريخ من أجل التحريض ضد الفلسطينيين». أما دينا بورات وهى مؤرخة ضحايا محرقة اليهود، فقالت: «على الرغم من مواقفه المتطرفة المعادية لليهود، فإن المفتى لم يكن من أعطى هتلر فكرة إبادة اليهود». وأضافت «هذه الفكرة كانت موجودة قبل لقائهما فى نوفمبر 1941، فى خطاب ألقاه أمام البرلمان الألمانى فى 30 يناير 1939، تحدث هتلر بالفعل عن إبادة للعرق اليهودى».

(2)
كان من الأفضل لنتنياهو أن يدعى أن مفتى القدس أقنع هتلر بالدخول فى الإسلام، وأن الأخير فعلها سرا، ليصبح الأمر متوافقا مع مايحدث الآن، من هجمة على الإسلام واتهام القرآن الكريم بأنه كتاب يحتوى على آيات تدعو إلى العنف والقتال ومعاداة السامية. منذ أيام نشرت جريدة «لوباريزيان» الفرنسية مقالا (أقرب إلى البيان) بعنوان «ضد معاداة السامية الجديدة»، وقعه 300 شخصية فرنسية من بينهم الرئيس الأسبق ساركوزى و3 رؤوساء وزراء سابقين وعدد من الكتاب والفنانين والسياسيين وشخصيات عامة ومنهم مسلمون وهذه المقالة تأتى بعد مظاهرة حاشدة سميت «المظاهرة البيضاء»، تمت فى نهاية الشهر الماضى، بعد أيام من مقتل السيدة ميرى نول (86 عاماً) وهى يهودية فرنسية ماتت على إثر طعنات سكين فى منزلها الباريسى وأحرقت شقتها، ووجدت جثتها متفحمة، جريمة بشعة المتهمون فيها مسلمون ويتردد أن الجريمة قد تكون على الهوية.

(3)

فى تاريخ فرنسا الحديث تعرض عدد من الفرنسيين اليهود للقتل (حوالى 10 أفراد)على يد أشخاص مسلمين، ورغم أن التحريات التى قامت بها الشرطة الفرنسية وأحكام القضاء أكدت أن معظم هذه الجرائم لاتدخل فى إطار معاداة السامية، إلا أن اللوبى اليهودى، جعل من هذه الجرائم قضية رأى عام بل قضية وطنية على الفرنسيين جميعا أن يدافعوا عنها ويدفعوا ثمنها.
تعرض المقال المنشور فى «لوباريزيان» لـ«التطرف الإسلامى»، وأدان ما تتعرض له الطائفة اليهودية فى باريس لمخاطر وصفها بأنه «تطهيرعرقى بلا ضجيج» ضد اليهود المقيمين فى باريس وضواحيها من جانب المسلمين، وجاء فى المقال هذه الفقرة: «نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطى الذى تمثله معاداة السامية، قضية وطنية قبل فوات الأوان، وقبل ألا تعود فرنسا، فرنسا».

(4)

اللوبى اليهودى فى فرنسا، من أقوى جماعات الضغط اليهودية فى أوروبا كلها، ولقد نجح فى التغطية والتعمية على مايحدث فى غزة من قتل لمتظاهرين عزل، وجعل من حوادث قتل فردية يتعرض لها يهود، على يد المسلمين، (مضطربين عقليا وأصحاب سوابق) تهديد للطائفة اليهودية فى فرنسا ومعاداة للسامية، وهى التهمة التى أصبحت سيفا مصلتا على رقبة أى شخص يتجرأ على الذات اليهودية ويحاول أن يظهر زيفها وضلالها.
فى حين نجح اليهود فى حشد الآلاف فى مظاهرة بسبب ارتكاب مسلمين لجريمة قتل همجى ضد سيدة يهودية مسنة، لم ينجح العرب فى حشد مظاهرة تندد بقوات الاحتلال الإسرائيلى التى قتلت أكثر من 36 فلسطينيا أعزل كانوا ضمن متظاهرين فى مسيرات العودة فى غزة فى أقل من شهر واجد، خلاف مئات المصابين. ولقد تم تداول فيديو يصور جنودا إسرائيليين يتسابقون على اصطياد شاب فلسطينى أعزل ضمن المتظاهرين وكأنه كلب أجرب، لو كان هذا الفيديو يظهر إسرائيليا يهوديا يتعرض للقتل على يد عربى مسلم لكانت الآن المظاهرات تعم العالم، منددة بمعاداة السامية.. لكن لا عزاء لمعاداة الإنسانية.
إلى هذا الحد هانت دماؤنا على العالم، لأننا لانملك أدوات تأثير، رغم كل مايملكه العرب من مال فنحن قليلو الحيلة مقهورون، مما جعل الجميع يتجرأ علينا، وينتهكون حرمة بلادنا ويقتلون شعوبنا بلا عقاب ولارادع.

(5)

الموقعون الثلاثمائة على المقال المشار إليه، لم يكتفوا بالتنديد بالتطرف الإسلامى، بل طالبوا بتجميد وحذف آيات من القرآن الكريم، بدعوى أنها «تحرض على قتل غير المسلمين: يهودا ومسيحيين وملحدين» وتدعو لمعاداة السامية، وهو ليس الطلب الأول، فهذه المطالبة زادت حدتها فى الفترة الأخيرة وأصبحت تتردد على نطاق واسع وعلنى، وهناك مطالبات من دول بعينها بحذف كل الآيات التى تدعو للجهاد والقتال من القرآن، ومن المناهج التى تدرس فى المدارس والمعاهد الدينية، وفى اعتقادهم أن ذلك سيمنع الفكر المتطرف وكذلك تكوين الجماعات الإرهابية كداعش.
من يدعون أن آيات القرآن التى تدعو لمحاربة الكفار والمعتدين هى سبب العنف فى العالم ومعاداة السامية، عليهم أن يعودوا لأمثلة فى التاريخ، كيف عامل العرب المسلمون اليهود فى الأندلس؟!.. ومن قتل اليهود فى ألمانيا وأحرقهم فى الأفران؟!.. ومن سخر من جشع شيلوك اليهودى فى«تاجر البندقية»؟!

أننى لا أدافع عن إسلامى ولا قرآنى، ولكننى أدافع عن المنطق السليم والحقائق فى مواجهة الزيف والتضليل.. وللحديث بقية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1 المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon