توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد الخطاب السياسى.. نعم نستطيع

  مصر اليوم -

تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع

بقلم : مي عزام


(1)

انشغل الرأى العام المصرى أيامًا بالحوار الذي تم بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة في مؤتمر تجديد الخطاب الدينى، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لكل طرف من أطراف المناقشة، ودون الخوض في هذا الموضوع، فأنا هنا بصدد الحديث عن مفهوم التجديد والإصلاح، الذي أعتقد أنه يشغل بال الشارع المصرى، فهو يتردد كثيرا في الإعلام دون رؤية واضحة للمستهدف منه، وهو ما يجعلنى أقترح فكرة تنظيم مؤتمر «تجديد الخطاب السياسى»، وهو أمر طال انتظاره، يجمع بين رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات العامة المهمومة بالشأن العام ونشطاء سياسيين من غير المنضمين للأحزاب وكتاب وإعلاميين وباحثين سياسيين وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى المعنية، ومن ترى الدولة وجوده ضروريا من أجهزة معاونة ليشاركوا في تأسيس رؤية التجديد.

(2)

مصر في مرحلة بناء، والبناء لا يقتصر على تشييد المدن والجسور والطرق، ولكن يتسع لبناء مفاهيم واضحة للحكم والإدارة والممارسة السياسية، خاصة أننا مقبلون على انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، ولم يتم حتى الآن إقرار النظام الانتخابى، وهل سيكون بالقوائم المطلقة أم بالقوائم النسبية، وفى عجالة فإن القوائم المطلقة تعتمد على فوز القائمة التي تحصل على 51% من الأصوات بكاملها، وتتجاهل كافة القوى الأخرى التي حصلت على 49% من الأصوات، معنى ذلك أن تشكيل البرلمان لو تم بالقائمة المطلقة وتجاهل نظام القائمة النسبية فسيكون من حزب أو قوى سياسية ذات توجه واحد، وسيخلو من معارضين لهذا التوجه، وبذلك ننسف فلسفة وجود مجلس نيابى من الأساس، وهذا لن يؤدى إلى أي إصلاح سياسى أو يسمح بنقلة في تفعيل الممارسة الديمقراطية.

(3)

القيادة السياسية تسعى لبناء صورة ذهنية جديدة للبلاد: مصر القوية المستقرة القادرة على إقامة مشاريع عملاقة، صاحبة المكانة والريادة في محيطها العربى والإفريقى والإقليمى، المنفتحة على العالم شرقا وغربا، والتى تحترم القانون الدولى وتسعى إلى التحديث والتنمية، وكلها توجهات إيجابية لا يختلف عليها أحد، لكن الصورة الذهنية لابد لها من تبنى قيم ومبادئ أخلاقية يتم الترويج لها داخليا وتصديرها للخارج لتكون جزءًا من قوة مصر الناعمة. مصر بحاجة لتبنى قيم ومبادئ تصبح أهدافًا في المرحلة المقبلة، الاصطفاف يتم حول أهداف وقيم وقضايا عادلة، على رأس هذه القيم تأتى: محاربة الفساد، حرية التعبير، العدل وتكافؤ الفرص، والإصلاح السياسى الحقيقى الذي يتيح انتخابات نيابية نزيهة تقف فيها الدولة المصرية بكل مؤسساتها عند مسافة واحدة من جميع الأحزاب والأشخاص، سواء من الداعمين للنظام أو المعارضين له، لأن الجميع في النهاية مصريون يعيشون تحت سماء وطن واحد، وتُطبق عليهم قوانين واحدة، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

(4)

حين تولى الرئيس السيسى الحكم في 2014، كان شاغله الشاغل الحفاظ على استقرار مصر وأمنها في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة، وتم تحقيق ذلك بفضل الله وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لكن الأمن يختلف عن الأمان، والأخير لن يتحقق إلا حين يشعر المصريون جميعا بأنهم مواطنون، وأنهم شركاء في صنع حلم مصر الجديدة.

هنا يصبح تجديد الخطاب السياسى ضرورة لا يمكن تأجيلها، والإصلاح السياسى واجبًا لا يمكن التغاضى عنه، شرط أن يجتمع الجميع حول مائدة مستديرة واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع تجديد الخطاب السياسى نعم نستطيع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon