توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موت «نعيمة».. سؤال الضمير والذكريات

  مصر اليوم -

موت «نعيمة» سؤال الضمير والذكريات

بقلم : مي عزام

(1)

مقالى هذا الأسبوع كان عن فيلم «الجوكر» الذى شغل النقاد والعامة، وأدى إلى رفع حالة التأهب فى الشرطة الأمريكية، لكننى تراجعت عن نشره بعد أن قرأت صباح الثلاثاء الماضى خبر وفاة «نعيمة» آخر فيلة فى حديقة حيوان الجيزة بعد نفوق الفيلة «كريمة» عام 2016.

هذا الخبر أحزننى جدا، فأنا من محبى الأفيال، الفيل يمثل لى الكبرياء والقوة الحكيمة، وتعجبت كيف ظلت الحديقة 3 سنوات بفيلة واحدة (ولم تفكر فى وجود فيل ذكر يسمح ببقاء نسل الأفيال فى الحديقة). المدهش أنه بعد وفاة الفيلة «كريمة» لم تتحرك الإدارة لجلب رفيقة لـ«نعيمة»، رغم أن إناث الفيلة معروف عنها أنها تميل للعيش فى مجتمعات، والفيل حيوان ذاكرته قوية، ويتأثر كثيرا بموت أى فرد من قطيعه، فما بالك لو كان القطيع «كريمة» و«نعيمة» فقط!

الدكتور محمد رجائى، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، اكتفى بالإعراب عن حزنه لفقدان «نعيمة» التى تعد أحد نجوم حديقة الحيوان على حد قوله، ولم يذكر ما ستفعل الإدارة مستقبلا، وهل ستخلو الحديقة من الأفيال مثلما خلت من قبل من الزرافات والحمار الوحشى وغيرها من الحيوانات؟ أما «عم محمد» العامل المرافق للفيلة «نعيمة» طوال 30 عاما فنعى عِشرة عمره قائلا: «حزنت وتألمت لفقدانها، كنت أتعامل معها وأقضى الساعات الطويلة بجوارها أكثر مما أجلس مع عائلتى».

(2)

قبل أيام انشغلت مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك عدد من المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية بحكاية «مصطفى أبو تورتة» وتحول الأمر إلى تريند، هذا المجتمع نفسه لم يتوقف عند موت الفيلة «نعيمة» التى حملت على ظهرها آلاف الأطفال من زوار حديقة حيوان الجيزة، وكأن الذكريات الجميلة أصبحت حملا ثقيلا على مجتمعنا الذى ما عاد يستمتع سوى بالنميمة ولا يتلذذ إلا بأكل الجيفة.

(3)

حديقة الحيوان بالجيزة كان ترتيبها الثالث عالميا بعد حديقتى حيوان لندن وبرلين، بها عدد من الأشجار النادرة، وأماكن مازالت محفورة فى ذاكرتى: كشك الموسيقى، جزيرة الشاى، بحيرة البجع، بيت الأسود والنمور، ركن الدببة، وركوب الفيل، وهى تجربة مبهجة أسعدتنى فى طفولتى والآن سيُحرم منها أطفالنا بموت آخر فيلة فى حديقة الحيوان.

حديقة الحيوان مازالت أهم متنزه تحرص الأسر المصرية على اصطحاب أبنائها إليه فى العطلات ليشاهدوا التنوع فى عالم الحيوان، الآن أصبحت خالية من هذا التنوع، نتيجة عدم توفير بيئة ملائمة للحيوانات التى تعيش فى مناخ وبيئة مختلفة عنا، إدارة الحديقة عاجزة عن توفير هذه البيئة وجلب حيوانات أخرى بدلا من التى نفقت، وصيانة الحديقة والاهتمام بنظافتها، فزائر الحديقة يشم الروائح الكريهة أينما ذهب، أما مستوى النظافة العامة والمراحيض فحدث ولا حرج.

(4)

الموجود من حيوانات فى الحديقة فى حالة يرثى لها، وهو ما يستوجب التساؤل حول مصير ساكنيها من حيوانات، فكل فترة نقرأ خبر نفوق حيوان ولا نسمع عن إحلاله بحيوان آخر من نفس النوع، أقفاص الحيوانات النافقة خالية ولم يبق سوى لافتات باهتة تحمل اسم الحيوان وفصيلته ومن أين جاء، لافتات أشبه بشواهد القبور.

(5)

هل هناك مخطط لإخلاء الحديقة من الحيوانات تدريجيا، لتصبح حديقة عامة مثل الأورمان، وفى هذه الحالة يتم بيع الجزء الأكبر من مساحتها الشاسعة التى تصل إلى 80 فدانا تقريبا، ليتم تحويلها بعد ذلك إلى مشاريع عقارية استثمارية؟ مساحة حديقة الحيوان جزء من رئة القاهرة، بدونها سترتفع نسبة تلوث الهواء، بالإضافة لهذا فهى ليست للبيع، فهى ملكية عامة للأجيال الحالية والقادمة أيضا، وهى جزء من ذاكرتنا الوطنية وإرثنا الحضارى.

إنقاذ حديقة حيوان الجيزة من الإهمال، وتحسينها وصيانتها وإعادتها إلى ترتيبها العالمى السابق هو واجب الحكومة الحالية، ولابد أن يتم بدعم وضغط شعبى، فمن حق أحفادنا أن تكون لديهم حديقة حيوان عالمية المستوى كما كانت فى عهد أجدادهم الأوائل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موت «نعيمة» سؤال الضمير والذكريات موت «نعيمة» سؤال الضمير والذكريات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon