توقيت القاهرة المحلي 09:23:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019

  مصر اليوم -

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019

بقلم : مي عزام

(1)

مع نهاية كل عام وبحكم العادة، نرصد أهم أحداث العام من حيث التأثير الآنى والأثر الممتد. تأتى مظاهرات الشعوب العربية فى الجزائر ولبنان والعراق فى مقدمة هذه الأحداث، دون إغفال السودان الذى بدأ حراكه فى ديسمبر من العام الماضى، وباستمرار الضغط الشعبى نجح السودانيون فى إسقاط حكم البشير وحل حزبه الحاكم.

البعض يجد أن ما حدث فى الدول الأربع هو الموجة الثانية من الحراك الشعبى العربى الذى بدأ فى 2011 فى خمس دول، منها مصر، وسُمى بثورات الربيع العربى.. بعد سنوات من الربيع المنتظر يمكن أن نرصد بواقعية أن التغيير فى أغلب هذه الدول كان للأسوأ، حيث أدت الفوضى وتدخلات إقليمية ودولية إلى تمزق لُحمة الدول القومية، ودخلت هذه البلدان فى دوامة الصراع الأهلى والمذهبى الذى زعزع سيادة الدول على أراضيها وثرواتها الطبيعية.. فى المقابل، زاد وعى الشعوب سياسيًّا وأصبحت أقدر على تحديد أهدافها ومعرفة مصالحها.

(2)

أسباب الحراك الشعبى فى 2011 هى نفسها فى 2019 وما بعدها، وحتى تتغير الأمور على أرض الواقع وتقتنع الأنظمة العربية بأنه حان وقت التغيير الحقيقى.. استخدام الوعود الكاذبة أو القوة المفرطة ليس حلًّا، بعض الأنظمة العربية شاخت وثبت فشلها فى إدارة موارد الدول وتعظيمها لصالح جموع الناس وتحسين أحوالهم وتحديث مجتمعاتهم، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص واحترام القانون وفتح آفاق المستقبل أمام الجميع ومحاربة الفساد الذى تفشى فى أروقة الحكم والدوائر المقربة منه، حكم الأوليجارشيا أصبح غالبًا فى بعض الدول العربية، وهو لا يترك للشعوب فرصة أو قدرة. تغول السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى وإطلاق يدها بلا رقيب أو حسيب جعل الشعوب العربية، خاصة الطبقة الوسطى، تتململ من ظروف حياتها حين تقارن نفسها بشعوب الدول المتقدمة والديمقراطية.

(3)

تتفاعل وتتجاوب الشعوب العربية مع بعضها البعض فى حراكها لأن هدفها واحد، وإن اختلف السبب المباشر للحراك الذى دفع الناس للنزول للميادين ورفع شعارات التغيير، فى السودان كانت ثورة الخبز وصعوبات المعيشة هى الشرارة، وفى الجزائر الإعلان عن ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، وفى لبنان فرض ضريبة على المشتركين فى تطبيق «واتس آب»، أما العراق فلقد بلغ السيل الزبى كما يقال، تدهور الأحوال واستشراء الفساد بسبب الطبقة السياسية الحاكمة التى أهدرت ثروات البلاد وأصّلت التبعية لقوة إقليمية غير عربية.

(4)

لا أحد يرغب فى الدخول فى دائرة الفوضى وتخريب الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين والاعتداء على رجال الأمن، لكن يظل السؤال: من يدفع الشعوب العربية إلى حافة الهاوية واليأس؟.. السؤال موجه لكل الأنظمة العربية بلا استثناء، من الخليج للمحيط، فلن تستقر المنطقة وتتقدم إلا بإرساء قواعد حكم ديمقراطى رشيد يتيح التداول السلمى للسلطة، ويسمح بمشاركة الأغلبية والأقلية فى صنع القرار والمسار من خلال قنوات سياسية مشروعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019 الحراك الشعبى العربى مستمر 2019



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon