توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019

  مصر اليوم -

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019

بقلم : مي عزام

(1)

مع نهاية كل عام وبحكم العادة، نرصد أهم أحداث العام من حيث التأثير الآنى والأثر الممتد. تأتى مظاهرات الشعوب العربية فى الجزائر ولبنان والعراق فى مقدمة هذه الأحداث، دون إغفال السودان الذى بدأ حراكه فى ديسمبر من العام الماضى، وباستمرار الضغط الشعبى نجح السودانيون فى إسقاط حكم البشير وحل حزبه الحاكم.

البعض يجد أن ما حدث فى الدول الأربع هو الموجة الثانية من الحراك الشعبى العربى الذى بدأ فى 2011 فى خمس دول، منها مصر، وسُمى بثورات الربيع العربى.. بعد سنوات من الربيع المنتظر يمكن أن نرصد بواقعية أن التغيير فى أغلب هذه الدول كان للأسوأ، حيث أدت الفوضى وتدخلات إقليمية ودولية إلى تمزق لُحمة الدول القومية، ودخلت هذه البلدان فى دوامة الصراع الأهلى والمذهبى الذى زعزع سيادة الدول على أراضيها وثرواتها الطبيعية.. فى المقابل، زاد وعى الشعوب سياسيًّا وأصبحت أقدر على تحديد أهدافها ومعرفة مصالحها.

(2)

أسباب الحراك الشعبى فى 2011 هى نفسها فى 2019 وما بعدها، وحتى تتغير الأمور على أرض الواقع وتقتنع الأنظمة العربية بأنه حان وقت التغيير الحقيقى.. استخدام الوعود الكاذبة أو القوة المفرطة ليس حلًّا، بعض الأنظمة العربية شاخت وثبت فشلها فى إدارة موارد الدول وتعظيمها لصالح جموع الناس وتحسين أحوالهم وتحديث مجتمعاتهم، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص واحترام القانون وفتح آفاق المستقبل أمام الجميع ومحاربة الفساد الذى تفشى فى أروقة الحكم والدوائر المقربة منه، حكم الأوليجارشيا أصبح غالبًا فى بعض الدول العربية، وهو لا يترك للشعوب فرصة أو قدرة. تغول السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى وإطلاق يدها بلا رقيب أو حسيب جعل الشعوب العربية، خاصة الطبقة الوسطى، تتململ من ظروف حياتها حين تقارن نفسها بشعوب الدول المتقدمة والديمقراطية.

(3)

تتفاعل وتتجاوب الشعوب العربية مع بعضها البعض فى حراكها لأن هدفها واحد، وإن اختلف السبب المباشر للحراك الذى دفع الناس للنزول للميادين ورفع شعارات التغيير، فى السودان كانت ثورة الخبز وصعوبات المعيشة هى الشرارة، وفى الجزائر الإعلان عن ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، وفى لبنان فرض ضريبة على المشتركين فى تطبيق «واتس آب»، أما العراق فلقد بلغ السيل الزبى كما يقال، تدهور الأحوال واستشراء الفساد بسبب الطبقة السياسية الحاكمة التى أهدرت ثروات البلاد وأصّلت التبعية لقوة إقليمية غير عربية.

(4)

لا أحد يرغب فى الدخول فى دائرة الفوضى وتخريب الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين والاعتداء على رجال الأمن، لكن يظل السؤال: من يدفع الشعوب العربية إلى حافة الهاوية واليأس؟.. السؤال موجه لكل الأنظمة العربية بلا استثناء، من الخليج للمحيط، فلن تستقر المنطقة وتتقدم إلا بإرساء قواعد حكم ديمقراطى رشيد يتيح التداول السلمى للسلطة، ويسمح بمشاركة الأغلبية والأقلية فى صنع القرار والمسار من خلال قنوات سياسية مشروعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحراك الشعبى العربى مستمر 2019 الحراك الشعبى العربى مستمر 2019



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon