توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سد النهضة.. وصراع المضايق والموانئ والأسواق

  مصر اليوم -

سد النهضة وصراع المضايق والموانئ والأسواق

بقلم : مي عزام

(1)

وأن الدولة المصرية في حاجة للخيال والتحليق لأعلى لتحظى بنظرة الطائر ورؤيته البانورامية، ومن ثم التعامل مع القضايا المطروحة على اعتبار أنها جزء متصل لا منفصل عن قضايا إقليمية ودولية مهمة، ولا يمكن إيجاد حلول لها إلا بالانخراط في محيطنا والقيام بدورنا كقوة إقليمية ذات تأثير باستخدام كل ما لدينا من أدوات لتحقيق مصالحنا وأمننا القومى.

(2)

منذ سنوات قليلة طرحت في أحد مقالاتى ضرورة الانفتاح على إفريقيا، فهى العمق الاستراتيجى لمصر، ومعلوماتنا عن بلدان القارة السمراء لا تزيد على معرفة المواطن الأمريكى البسيط عن مصر، والتى يتصورها بلدا صحراويا ينتقل فيه الناس على الإبل ويعيشون بجوار الأهرامات، خيال العامة عن إفريقيا لا يزيد عن كونها غابات وأحراشا ومجتمعات بدائية تعانى من سوء التغذية. الإعلام المصرى يجب أن يقدم صورة الحاضر من خلال عرض أفلام وثائقية وروائية إفريقية، وبرامج تتعرض لثقافة الشعوب الإفريقية وعاداتها، حتى ننسج علاقتنا معها على أسس واقعية مشتركة.

تخلينا عن قوتنا الناعمة في إفريقيا، انحسر دور وتأثير الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية ولم تعد مصر تمثل أيقونة التحرر الوطنى، فلقد بات ذلك جزءًا من الماضى ولم يعد لدينا ما نقدمه في الحاضر. مع الزمن لم يعد لنا مكان ولا مكانة في إفريقيا، في حين زادت قوة العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية، خاصة مع إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا.

(3)

العلاقة بين إسرائيل وإثيوبيا علاقة خاصة، ملوك إثيوبيا القدامى كانوا يعتبرون أنفسهم من نسل سليمان عليه السلام، أساطيرهم تقول إن جدهم «منيلك الأول» هو ثمرة زواج الملك سليمان وملكة سبأ التي يطلقون عليها اسم «مكدا». ورغم تحول هؤلاء الملوك من اليهودية إلى المسيحية فقد ظلوا يفتخرون بهذا النسب حتى إن آخرهم «هيلاسيلاسى» كان يطلق على نفسه لقب أسد يهوذا. ويذكر التاريخ أن بعض ملوك الحبشة هددوا بتعطيش مصر وقطع مياه النيل عنها في زمن المماليك، بعد هزائم الجيوش الصليبية، وكانت حجتهم اضطهاد المسيحيين في مصر، هذا التاريخ لا يمكن إهماله لكن يمكن التعامل معه.

(4)

أي صراع مرهون بحقائقه، ولا يمكن إدارة أي قضية أو مشكلة دون الإلمام بكل تفاصيلها ودخائلها، ولا يمكن أن نحل الصراعات بلغة العواطف أو الاستعطاف، اللغة المعترف بها عالميا هي لغة المصالح، وهى التي جعلت دولة الإمارات تقترب من الهند وتبتعد عن باكستان وتختلف مع السعودية.

إثيوبيا مثل غيرها تسعى للتنمية، وهى دولة بلا موانئ، لذا تستخدم موانئ دول الجوار المطلة على البحر الأحمر، جيبوتى واريتريا بصفة خاصة، في تعاملاتها التجارية، بدون هذه الموانئ تصبح إثيوبيا محاصرة داخل حدودها. موانئ القرن الإفريقى تزداد أهميتها يوما بعد يوم، خاصة بعد إعلان الصين عن مبادرة الحزام والطريق، الصين تستثمر أموالا طائلة في الموانئ المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر، وكذلك تفعل دبى وقطر وتركيا وغيرها. الحرب في اليمن ليست بعيدة عن الصراع على إدارة الموانئ والممرات المائية. نعرف أن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح كان من أسباب سقوط دولة المماليك في مصر، وأعتقد أن هناك ممالك ستسقط أو ينكمش نفوذها بعد صعود الصين وإتمام مبادرتها.

(5)

موضوع سد النهضة وحصة مصر العادلة في مياه النيل يجب ألا يعالج فقط مع إثيوبيا، ولكن علينا التعامل معه بنظرة الطائر الملم بما يحدث في الواقع، وكيف تتشابك المصالح والصراعات، إثيوبيا مهتمة بموانئ البحر الأحمر ونقل المياه والكهرباء لليمن ودول أخرى، وهناك عدد من الدول لها تأثير على إثيوبيا لأنها فاعلة في هذه المجالات، إسرائيل أحدها لكن ليست أهمها كما يروج البعض. ويبقى التساؤل المنطقى: لماذا تضغط هذه الدول على إثيوبيا لصالحنا؟

لأن لديها مصالح معنا أو هكذا يجب أن يكون الحوار معها، الدولة المصرية يجب أن تعى دورها الحقيقى وتحفز قدرتها على الفعل، وتتغلب على مخاوفها وترددها.

العالم الجديد إن لم نكن شركاء في صناعته فلن نكون سوى مستودع لنفاياته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سد النهضة وصراع المضايق والموانئ والأسواق سد النهضة وصراع المضايق والموانئ والأسواق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon