توقيت القاهرة المحلي 04:45:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على خُطى الشيطان

  مصر اليوم -

على خُطى الشيطان

بقلم - مي عزام

«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين (31)» سورة الحجر.

«قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)» سورة الأعراف.

التكبر خطيئة إبليس التى لم يغفرها الله له، معياره للأفضلية على آدم لم يكن له يد فيه: خُلق من نار وآدم من طين، وكانت عبارة «أنا خير منه» بداية الخطيئة ومن بعدها توالت الآثام والآلام.

(2)

فيمَ كان يفكر هؤلاء الملثمون الدواعش وهم يصوبون فُوهات أسلحتهم النارية تجاه ركاب مسيحيين عزل فى ميكروباص لا حول لهم ولا قوة، فى رحلة عودتهم من دير الأنبا صموئيل إلى منازلهم؟

فيمَ كان يفكر هؤلاء وهم يطلقون نيرانهم بعشوائية ليقتل من يقتل، ويصاب من يصاب؟

فيمَ كان يفكر هؤلاء وهم يثيرون الفزع فى النفوس والهلع فى الأفئدة؟

هل القتلة كانوا يفكرون أنهم أفضل من ضحاياهم، فهم مسلمون والضحايا مسيحيون من الضالين؟

هل يعتقد هؤلاء الإرهابيون أنهم جند الرب، المنفذون مشيئته على الأرض؟

من أين أتاهم هذا اليقين- أنهم أصحاب حق، وغيرهم على باطل؟

لماذا ظنوا أنهم خيرٌ منهم؟!

(3)

حين اجتمع ثُلّة على رجل واحد، بهدف إزهاق روحه وتمزيق جسده، فيم كانوا يفكرون؟ فيما كان يفكر قتلة جمال خاشقجى، وجميعهم أصحاب وظائف ومراكز محترمة فى بلدهم؟

هل كانوا مقتنعين أن الكاتب مارق يستحق التصفية؟

هل تصوروا أن عليهم حماية المملكة مِن كل مَن تسول له نفسه الخروج عن الإجماع والطاعة؟

بالتأكيد كانوا يعتقدون أنهم على حق و«خاشقجى» على باطل.. وأنهم خير منه..!

(4)

فيمَ كان يفكر الأمريكى المسيحى الأبيض، روبرت باورز، وهو يفتح النار على اليهود فى معبدهم «شجرة الحياة»، الكائن فى حى سكوريل هيل بمدينة بيتسبرج فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية؟

فيمَ كان يفكر واليهود يتساقطون من حوله جثثا هامدة بلا ذنب اقترفوه؟

11 يهوديًا قتلهم روبرت فى نهار السبت، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، فيمَ كان يفكر «باورز» وهو يصرخ عليهم شاهرا سلاحه:

«كل اليهود يجب أن يموتوا»؟!

هل كان يعتقد أنه خيرٌ من أحفاد المتآمرين على ابن الرب؟

هل كان يعتبرهم من الأغيار وهو من الأبرار؟

(4)

فيمَ كان يفكر الرئيس الأمريكى ترامب، حين تساءل بغطرسة نقلتها وسائل الإعلام: «لماذا يجب علينا قبول مهاجرين من دول قذرة عوضًا عن دول كالنرويج يملك مواطنوها معرفة بالإنجليزية»؟ وهنا كان يقصد هاييتى ودول إفريقيا التى اعتبرها حثالة.

هل مازال يؤمن بتفوق العرق الأبيض وتميزه، وأن السود خلقوا لخدمة سيدهم الأبيض لا مشاركته الحياة؟

هل يفكر ترامب بأن فترة رئاسة أوباما خطأ وعلى أمريكا العظمى أن تتجاوزها وتسقطها من تاريخها؟

هل يظن ترامب أنه خيرٌ من أوباما لأنه ولد أبيض؟

(5)

كثيرون بيننا يرددون عبارة «أنا خير منه!»، دون أن يكون معيارهم فى الأفضلية أعمالهم الطيبة، نسمعها فى حياتنا اليومية، كما نسمعها فى خطابات وأحاديث زعماء وسياسيين وإعلاميين، وأشخاص يرسمون لنا رؤيتنا للعالم وموقعنا منه، يمجد كل منهم قومه وعشيرته، ويحقر منافسيه ومعارضيه والمختلفين عنه فى العقيدة والرأى والرؤى، تسير الجموع خلفهم بلا بصيرة على طريق الشيطان، إلا من رحم ربى، وهو طريق يبدأ بالكبر وازدراء الآخر وتحقيره واستباحة حقوقه، وأولها حق الحياة.. أما نهايته، فهى مظلمة كالجحيم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على خُطى الشيطان على خُطى الشيطان



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon