توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وللفضائح والتسريبات فوائد أخرى

  مصر اليوم -

وللفضائح والتسريبات فوائد أخرى

بقلم - مي عزام

هاشتاج «أنا أيضا» الذى استعانت به الممثلة إليسا ميلانو لدعم النساء اللواتى اتهمن المنتج الهوليوودى هارفى فاينشتاين بالتحرش الجنسى أصبح الهاشتاج الأشهر فى 2017، وشجع النساء حول العالم على فضح المتحرشين. لم تدمر الفضيحة أعمال هوليوود ولم تتأثر صورتها بل يعمل الجميع الآن على تصحيح المسار فى شركات الإنتاج الكبرى، لإعطاء النساء دورا أكبر بها لتحصينهن ضد التحرش.

(2)

مؤسسة أوكسفام الخيرية المعروفة فى بريطانيا تعرضت مؤخرا لهزة عنيفة، قدمت على إثرها بينى لورانس نائبة الرئيس التنفيذى للمنظمة استقالتها بعد تفاقم أزمة الفضائح الجنسية التى تورط فيها بعض العاملين فى المنظمة، وتستر المسؤولون عليها وأخفوا نتائج التحقيق فيها. فضيحة أوكسفام لن تؤثر على باقى جمعيات المجتمع المدنى فى أوروبا.

(3)

فى إسرائيل، أعلنت الشرطة أنها أوصت رسميًا القضاء بتوجيه تهم لبنيامين نتنياهو. سارع نتنياهو إلى إلقاء كلمة فى التليفزيون أكد فيها براءته وعزمه البقاء فى منصبه وألا قيمة قانونية لهذه التوصيات فى بلد ديمقراطى. من قبل تم توجيه تهمة الفساد لرئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، وسجن بالفعل. ما يحدث فى إسرائيل يجعلها تفتخر أنها واحة الديمقراطية فى المنطقة، وأنه لا يوجد مسؤول حكومى فوق المساءلة مهما كان ناجحا وصاحب إنجازات.

ولم نسمع تعليقا من أى جهاز فى الدولة العبرية على بيان الشرطة، وأنه أضر بمصالح إسرائيل وصورتها، أو أنه سيؤدى إلى انهيار البورصة أو تراجع السياحة وهروب المستثمرين.

(4)

فى مصر، قامت الدنيا ولم تقعد فى عام 2016، حين صرح المستشار هشام جنينة، حين كان رئيسا للجهاز المركزى للمحاسبات، بأن حجم الفساد تجاوز 600 مليار جنيه فى 4 سنوات؟ وانطلقت الأبواق الإعلامية تتهمه بالإساءة إلى صورة مصر والتأثير سلبا على الاستثمار وطالبت بعزله وسجنه، وبالفعل تم عزله، وبعد ذلك قامت هيئة الرقابة الإدارية بالكشف عن قضايا فساد ضخمة للغاية أكدت ما قاله المستشار هشام جنينة.

الكشف عن وقائع فساد (مالى، جنسى، إدارى) ليس المقصود منه تجريس الدولة أو المجتمع، لكن دفعه إلى تصحيح المسار وتطهير مؤسساته، وليس هناك مؤسسة معصومة من الخطأ، الفاتيكان كدولة دينية أجرت العديد من التحقيقات على إثر فضائح جنسية طالت قساوسة ورهبانا ينتمون إليها. الفضيحة تدين أفرادا بعينهم، لكن التستر عليها يدين المؤسسة بأكملها والنظام كله، وهو ما تحاول الدول الديمقراطية تداركه.

(5)

نعود إلى المستشار هشام جنينة، الذى أصبح فى أعين البعض صاحب سوابق ومثيرا للشغب، خاصة بعد حواره مع أحد المواقع الإخبارية والذى جاء فيه أن الفريق عنان لديه وثائق هربها للخارج وتعتبر شهادة موثقة على حقيقة ما حدث منذ ثورة يناير وحتى ثورة 30 يونيو وتكشف حقيقة الطرف الثالث ولقد تعاملت مع ما قاله باعتباره تسريبات، رد المتحدث العسكرى على هذه المزاعم ببيان باسم الجيش، وصفها أنها تستهدف إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، وأكد أن القوات المسلحة ستستخدم جميع الحقوق التى كفلها لها الدستور، وأنها ستحيل الأمر إلى جهات التحقيق المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية قبل عنان وجنينة، بعدها أعلن محامى سامى عنان أن موكله ينفى هذا الكلام وأنه سيقاضى جنينة، وعليه تم القبض على الأخير وقررت النيابة العسكرية حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.

(6)

هشام جنينة أصبح وحيدا فى قفص الاتهام، ولقد عدت لقراءة ما جاء على لسانه أكثر من مرة، فلم أجد ما يدين الجيش بصفة عامة أو يحدث وقيعة بينه وبين الشعب، ولكن ربما يدين أشخاصا بعينهم منتسبين للمؤسسة العسكرية، الخطأ الأساسى فى تصريحات جنينة، من وجهة نظرى، أنه نسب أقوالا للفريق عنان نفاها الأخير.

الجيش المصرى، إحدى مؤسسات الدولة التى تحظى بالاحترام والتقدير من جانب المصريين طوال تاريخهم الحديث، ولا يمكن لشخص أن يهدم مؤسسة أو يقوض أركانها، وما صرح به جنينة لابد أن يكون محل تحقيق للوصول إلى حقيقة الأمر ونشر ذلك على المصريين، وأن يتم التعامل مع خطأ جنينة دون تهويل أو تهوين.

(7)

الدول المستقرة مثل مصر عليها ألا تخشى من تصريح ولا تتستر على وثائق تفضح فاسدين، العالم كله ينظر إلينا ويتابع رد فعل النظام، الذى عليه أن يثبت أنه حازم لكن حكيم ولا يدفع بالأمور إلى حافة الهاوية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وللفضائح والتسريبات فوائد أخرى وللفضائح والتسريبات فوائد أخرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon