توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن؟

  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن

بقلم - مي عزام

(1) خرج علينا الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بفتوى أدلى بها فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، قال فيها: «إن المشاركة فى الانتخابات أمانة، والله أمرنا بأداء الأمانة، والبخل بأدائها خيانة لهذا الوطن، والله لا يحب الخائنين»، ببساطة وصف من يقاطع الانتخابات بالخائن لوطنه والمغضوب عليه من الله، بمعنى أن مثل هذا الشخص خاسر فى الدنيا والآخرة. العجيب أن الدولة المصرية تدعو فى العلن لعدم خلط السياسة بالدين لكنها تسمح به فى الخفاء على ما يبدو، فأمين الفتوى موظف فى الدولة يتقاضى مرتبه من دافع الضرائب، سُمح له بالإدلاء بهذه الفتوى المثيرة للسخرية والفتنة.

(2)

هل أنا وأمثالى خائنون للوطن، وننتظر عقاب السماء؟

فأنا وغيرى سيقاطعون الانتخابات، وصف خائن تهمة لو يعلمون عظيمة، أمثالنا من الذين عقدوا العزم على مقاطعة الانتخابات الرئاسية لديهم سبب منطقى وبسيط: ليس هناك مرشح رئاسى يمثلنا لا السيسى ولا موسى، وللأسف النظام أصر على وجود مرشح «محلل»، ليبعد عن الانتخابات شبهة الاستفتاء، فزاد الطين بلة، جمع بين الرئيس الحالى وموسى، وكأنهما يتساويان أو يتقاربان فى الأوزان.

فى انتخابات 2012، لم أذهب إلى جولة الإعادة بين مرسى وشفيق، لأننى وجدت أنهما لا يمثلانى، رغم الاختلاف الكبير بين الانتخابات الرئاسية فى 2012 وانتخابات 2018، الأولى كان هناك 23 مرشحا تم قبول 13 منهم استوفوا شروط الترشح، وفى 2018 عندنا مرشحان: أحدهما مرشح الضرورة والثانى مرشح الصدفة.

(3)

نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية محسومة قبل بدايتها، الرئيس السيسى سيفوز بفترة ثانية، ولو كان الفريقان شفيق وعنان والمحامى خالد على ترشحوا جميعا، كان السيسى غالبا سيفوز، لأسباب كثيرة منها: أن فرصة فوز رئيس فى الحكم بفترة ثانية غالبا تكون أكبر من منافسيه حتى فى الدول العريقة فى ممارسة الديمقراطية، أما فى الحالة المصرية، فإن مؤسسات الدولة كلها تساند الرئيس الحالى وتدعمه وتؤثر على قرار الناخبين من خلال الإعلام. ولقد طالبت الرئيس السيسى بألا يترشح لفترة ثانية فى مقال: «افعلها ياريس ولا تترشح لفترة ثانية» بتاريخ 26 إبريل 2017.

قلت فيه: «المشكلة الحقيقية فى ترشح السيسى أن شخصيات كثيرة محترمة لن تغامر بخوض الانتخابات أمامه، لأنها تدرك أنه لا أمل لها فى منافسته وكل مؤسسات الدولة تسانده والإعلام أيضا، إنها فرصة السيسى الذهبية فى أن يكون الرئيس المصرى الأول الذى يرفض ولاية ثانية، رغم توافر عوامل نجاحه، هل يمكن أن يختار السيسى بكامل إرادته أن يخرج من دائرة الضوء؟ ليبقى فى ذاكرة الوطن قدوة لملايين اعتبروه فى لحظة تاريخية المخلص والبطل».

(4)

ما حدث نعرفه جميعا، لم تتجرأ عشرات الشخصيات المحترمة على الترشح أمام السيسى، ومن ترشح تم التشهير به وممارسة الضغوط عليه بصور مختلفة، وما زال الإعلام يردد الحجة القديمة: لا يوجد بديل للرئيس ومصر مستهدفة من مؤامرات خارجية وتواجه وقتا عصيبا، حجة يروجون لها منذ عهد عبدالناصر. أنا من المؤمنات بالتغيير، لأنه سنة الكون، الركود يؤدى إلى التحلل والموت البطىء، أى نظام سياسى مغلق يستبعد الرأى الآخر ولا يشارك المعارضة فى الحراك السياسى وصنع القرار يحكم على نفسه بالموت البطىء والتعفن، لماذا النظام العالمى الذى هندسته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية صالح حتى الآن؟، لأنه نظام مرن ومفتوح استطاع أن يحتوى الأعداء والأصدقاء، مشروع مارشال مد يد العون لألمانيا المهزومة كما فعل مع بريطانيا المنتصرة، قدمت أمريكا مساعدة إلى اليابان التى ضربتها بالقنبلة الذرية، وأصر روزفلت على ضم الصين إلى الدول الخمس صاحبة الفيتو فى مجلس الأمن رغم معارضة تشرشل، هذا النظام قام على الاحتواء والدمج وليس النبذ والاستبعاد، دمج الحلفاء المنتصرين مع محور الهزيمة فى نظام واحد استطاع أن يصمد حتى الآن فى حين أنهار نظام الاتحاد السوفيتى المغلق القائم على الاستبعاد وليس الاندماج.

(5)

إذا أراد السيسى (الرئيس القادم) لنظامه الحياة، عليه أن يبدأ فى إحداث تغيير حقيقى فى نظامه الأحادى وأن يبذل جهدا لدمج الجميع (المؤيد والمعارض) ويقوم بمصالحة وطنية. أكتب وأنصح لأن هذا واجبى، أما التوفيق فمن عند الله

نقلا عن المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon