توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن؟

  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن

بقلم - مي عزام

(1) خرج علينا الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بفتوى أدلى بها فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، قال فيها: «إن المشاركة فى الانتخابات أمانة، والله أمرنا بأداء الأمانة، والبخل بأدائها خيانة لهذا الوطن، والله لا يحب الخائنين»، ببساطة وصف من يقاطع الانتخابات بالخائن لوطنه والمغضوب عليه من الله، بمعنى أن مثل هذا الشخص خاسر فى الدنيا والآخرة. العجيب أن الدولة المصرية تدعو فى العلن لعدم خلط السياسة بالدين لكنها تسمح به فى الخفاء على ما يبدو، فأمين الفتوى موظف فى الدولة يتقاضى مرتبه من دافع الضرائب، سُمح له بالإدلاء بهذه الفتوى المثيرة للسخرية والفتنة.

(2)

هل أنا وأمثالى خائنون للوطن، وننتظر عقاب السماء؟

فأنا وغيرى سيقاطعون الانتخابات، وصف خائن تهمة لو يعلمون عظيمة، أمثالنا من الذين عقدوا العزم على مقاطعة الانتخابات الرئاسية لديهم سبب منطقى وبسيط: ليس هناك مرشح رئاسى يمثلنا لا السيسى ولا موسى، وللأسف النظام أصر على وجود مرشح «محلل»، ليبعد عن الانتخابات شبهة الاستفتاء، فزاد الطين بلة، جمع بين الرئيس الحالى وموسى، وكأنهما يتساويان أو يتقاربان فى الأوزان.

فى انتخابات 2012، لم أذهب إلى جولة الإعادة بين مرسى وشفيق، لأننى وجدت أنهما لا يمثلانى، رغم الاختلاف الكبير بين الانتخابات الرئاسية فى 2012 وانتخابات 2018، الأولى كان هناك 23 مرشحا تم قبول 13 منهم استوفوا شروط الترشح، وفى 2018 عندنا مرشحان: أحدهما مرشح الضرورة والثانى مرشح الصدفة.

(3)

نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية محسومة قبل بدايتها، الرئيس السيسى سيفوز بفترة ثانية، ولو كان الفريقان شفيق وعنان والمحامى خالد على ترشحوا جميعا، كان السيسى غالبا سيفوز، لأسباب كثيرة منها: أن فرصة فوز رئيس فى الحكم بفترة ثانية غالبا تكون أكبر من منافسيه حتى فى الدول العريقة فى ممارسة الديمقراطية، أما فى الحالة المصرية، فإن مؤسسات الدولة كلها تساند الرئيس الحالى وتدعمه وتؤثر على قرار الناخبين من خلال الإعلام. ولقد طالبت الرئيس السيسى بألا يترشح لفترة ثانية فى مقال: «افعلها ياريس ولا تترشح لفترة ثانية» بتاريخ 26 إبريل 2017.

قلت فيه: «المشكلة الحقيقية فى ترشح السيسى أن شخصيات كثيرة محترمة لن تغامر بخوض الانتخابات أمامه، لأنها تدرك أنه لا أمل لها فى منافسته وكل مؤسسات الدولة تسانده والإعلام أيضا، إنها فرصة السيسى الذهبية فى أن يكون الرئيس المصرى الأول الذى يرفض ولاية ثانية، رغم توافر عوامل نجاحه، هل يمكن أن يختار السيسى بكامل إرادته أن يخرج من دائرة الضوء؟ ليبقى فى ذاكرة الوطن قدوة لملايين اعتبروه فى لحظة تاريخية المخلص والبطل».

(4)

ما حدث نعرفه جميعا، لم تتجرأ عشرات الشخصيات المحترمة على الترشح أمام السيسى، ومن ترشح تم التشهير به وممارسة الضغوط عليه بصور مختلفة، وما زال الإعلام يردد الحجة القديمة: لا يوجد بديل للرئيس ومصر مستهدفة من مؤامرات خارجية وتواجه وقتا عصيبا، حجة يروجون لها منذ عهد عبدالناصر. أنا من المؤمنات بالتغيير، لأنه سنة الكون، الركود يؤدى إلى التحلل والموت البطىء، أى نظام سياسى مغلق يستبعد الرأى الآخر ولا يشارك المعارضة فى الحراك السياسى وصنع القرار يحكم على نفسه بالموت البطىء والتعفن، لماذا النظام العالمى الذى هندسته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية صالح حتى الآن؟، لأنه نظام مرن ومفتوح استطاع أن يحتوى الأعداء والأصدقاء، مشروع مارشال مد يد العون لألمانيا المهزومة كما فعل مع بريطانيا المنتصرة، قدمت أمريكا مساعدة إلى اليابان التى ضربتها بالقنبلة الذرية، وأصر روزفلت على ضم الصين إلى الدول الخمس صاحبة الفيتو فى مجلس الأمن رغم معارضة تشرشل، هذا النظام قام على الاحتواء والدمج وليس النبذ والاستبعاد، دمج الحلفاء المنتصرين مع محور الهزيمة فى نظام واحد استطاع أن يصمد حتى الآن فى حين أنهار نظام الاتحاد السوفيتى المغلق القائم على الاستبعاد وليس الاندماج.

(5)

إذا أراد السيسى (الرئيس القادم) لنظامه الحياة، عليه أن يبدأ فى إحداث تغيير حقيقى فى نظامه الأحادى وأن يبذل جهدا لدمج الجميع (المؤيد والمعارض) ويقوم بمصالحة وطنية. أكتب وأنصح لأن هذا واجبى، أما التوفيق فمن عند الله

نقلا عن المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon