توقيت القاهرة المحلي 08:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل رئيس.. ترامب.. الأسد

  مصر اليوم -

رحيل رئيس ترامب الأسد

بقلم - مي عزام

هناك حوار محفور فى ذاكرتى من رواية إرنست همنجواى «الشمس تشرق أيضا» بين اثنين من أبطال العمل:

«مايكل»: كيف أفلست؟ «حين سأل» بيل.

فأجابه الأخير: بطريقتين.. تدريجيا ثم فجأة.

الإفلاس السياسى يحدث بنفس الطريقة، والمفاجأة ترتبط دوما بهروب الحلفاء وتخليهم عن مرشحهم الذى يواجه إفلاسه وحيدا ضائعا ومرتبكا.

(2)

«أسبوع أسود» مر على الرئيس الأمريكى ترامب بعد إدانة محاميه الشخصى «مايكل كوهين» ومدير حملته الرئاسية سابقا «بول مانافورت» الصفقة التى قدمها لهما المحقق «روبرت مولر»، والتى سيتم بمقتضاها تقديمهما لمعلومات سرية وخاصة بترامب مقابل تحسين موقفهما القانونى إزاء التهم الموجهة إليهما.

العالم كله يترقب سقوط ترامب، وهل سيكون فى غضون أسابيع قليلة، أم يمتد إلى العام المقبل، وهل يقدم استقالته مثل نيكسون أم يعزله مجلس النواب؟ كل السيناريوهات محتملة، لكن المؤكد أن ترامب لن يكون المرشح الرئاسى الجمهورى فى انتخابات 2020.

(3)

فى مقابلة تليفزيونية أجراها ترامب مؤخرا مع قناة فوكس، توقع أن يؤدى عزله إلى الإضرار باقتصاد بلاده، وتعطل الأسواق المالية، وأضاف:«أعتقد أن الجميع سيكونون فقراء، وسترون أرقاما لن تصدقوها».

حديث ترامب ذكرنى بعدد من زعماء العالم الثالث، الذين يتحدثون نفس اللغة، ويربطون بين وجودهم واستقرار بلادهم وتنميتها، ويروّجون لأكذوبة عدم وجود بديل لهم، وبدونهم ستعم الفوضى والخراب.

(4)

الفرق بين ترامب وأى رئيس مستبد فى العالم الثالث يتمثل فى قوة مؤسسات الدولة ودور الإعلام فى توعية الشعب الأمريكى، وأعطاء الفرصة للخبراء والمحللين لمناقشة وتوضيح الحقيقة للمواطنين، فلقد علق «إيفان فينسيث»، وهو كبير المحللين الاستراتيجيين للسوق فى شركة «تيجريس فاينانشال إنتلجنس» قائلا: «يبدو أن السوق تتجاهل خلافات الرئيس ترامب اللامحدودة وتعليقاته المجنونة»، وأكد «أوليفر جونز»، الخبير الاقتصادى فى كابيتال إيكونوميكس، أنه فى حال تراجع الأسواق بشكل كبير، فلن يكون ذلك بسبب ترامب، لكن لأسباب أخرى.

(5)

أعتقد أن فوز ترامب بانتخابات 2016 لم يكن صدفة، بل جزءا من خطة مقصود بها إحداث تغيرات جذرية تجاه عدد من الملفات الدولية المتعلقة بعلاقات أمريكا بحلفائها التقليديين ومنافسيها المحتملين، والخروج الآمن من معاهدات دولية، أبرمها الرئيس السابق أوباما، وجدت جماعات أمريكية نافذة أنها تضر بمصالحها، واختارت، وساندت ترامب للقيام بهذا الدور، وهذا التصور لا يقلل من قوة أمريكا الحقيقية التى تستحق الثناء، وهى قدرتها على النقد الذاتى وتصحيح المسار، ومساءلة رئيس الدولة واستبعاده فى حال ثبوت تورطه فيما يسىء إلى القيم الأمريكية وصورتها.

(6)

يجعلنا ذلك نفكر فى وضع الرئيس السورى بشار الأسد الذى ما زال يتمسك بالسلطة، ويروج مؤيدوه وحلفاؤه لفكرة أن وجوده هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة سوريا، ربما كان ذلك ضروريا فى مرحلة سابقة، لكن الآن وبعد أن سيطرت الدولة على معظم التراب السورى وطردت الجماعات الإرهابية من مواقعهم الحصينة، ولم يبق إلا جيوب صغيرة على وشك التطهير، أجد أن على الرئيس السورى أن يفكر فى مستقبل بلاده ومصلحتها وليس مستقبله ومصلحته، الأسد ليس الرمز المناسب للمرحلة القادمة التى تحتاج لرئيس تتوافق عليه جموع الشعب السورى، وتقبل بقيادته للبلاد والتعاون معه، ولا تنازعه فى شرعيته بسبب عداوات سابقة وحروب أهلية.

ولماذا لا نؤمن بأن دورًا يمضى ودورًا يجىء، والأرض قائمة إلى الأبد؟!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل رئيس ترامب الأسد رحيل رئيس ترامب الأسد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon