توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا: حان وقت تقسيم الغنائم

  مصر اليوم -

سوريا حان وقت تقسيم الغنائم

بقلم - مي عزام

عِندما تهبطينَ على سَاحةِ القَومِ، لا تَبْدئي بالسَّلام/ فهمُ الآن يقتَسِمون صغارَك فوقَ صِحَافِ الطعام/ بعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ.../ والقشِّ.../ والسُّنبلة!/ وغداً يذبحونكِ/ بحثاً عن الكَنزِ في الحوصلة!.
وغداً تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ! / مدناً.. للخِيام! / مدناً ترتقي دَرَجَ المقصلة!.
من قصيدة الكعكعة الحجرية للشاعر أمل دنقل
**
كل من أطلق رصاصة على طفل سورى سيكون له نصيب، كل من دك منزلا أو أحرق بستانا سيكون له نصيب، كل من دفع أسرة سورية للغرق وهى تبحث عن ملاذ آمن على الضفة الأخرى من المتوسط سيكون له نصيب، كل من اشترى سهما بدولار فى شركة الدم السورية، سيسترجعه ومعه فوائد 7 سنوات من الدمار.. هلموا: كعكة الدم فى انتظاركم، اشحذوا سكاكينكم لتمر فى سهولة ويسر فى الجسد السورى، تجار السلاح والسماسرة خزائنهم شبعت من الجثث، والآن حان دور كبار المساهمين.. لعنة الشعب السورى ستطاردكم جميعا ولو بعد حين.
(2)
منذ أيام قليلة هدد الرئيس الفرنسى ماكرون بضرب سوريا في حال ثبت استخدام نظامها للكيماوي ضد المدنيين، أمريكا تشيع بأن ستة هجمات بالكلور سُجلت منذ بداية يناير الماضي في مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة ولم يثبت حتى الآن تورط النظام فيها. فى 6 إبريل من العام الماضى تم قصف قاعدة جوية سورية بـ59 صاروخاً أمريكيا.
استهدف القصف طائرات وحظائر طائرات محصنة ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات في قاعدة «الشعيرات» العسكرية الجوية قرب حمص، وجاءت تلك الضربة السريعة كما صرح ترامب رداً على هجوم بالأسلحة الكيمياوية في 4 إبريل في خان شيخون، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات من السوريين، وتم لصق الجريمة بالنظام السورى وهو ما أنكره الأخير وتم تكليف لجنة دولية بالتحقيق فيها.
الواقع يقول إن نظام ترامب العنصرى لا يأبه كثيرا لموت المئات أو الملايين من الشعب السورى، هذه الضربة كانت متعددة الأهداف والرسائل، أهم رسالة الرد على النفوذ الروسى فى سوريا، والذى جاء على حساب التواجد الأمريكى، وهو رسالة طمأنة لحلفاء أمريكا فى الخليج، أن «أمريكا ترامب» حاضرة وقادرة على الردع والهجوم، وبالفعل الوجود الأمريكى فى سوريا سيظل طويلا وسيتمركز فى شرق الفرات، دافع التواجد كان وراء تهديدات الرئيس الفرنسى الأخيرة بضرب سوريا فى حال تأكده من استخدام النظام السورى الكيماوى ضد شعبه. الشهور القادمة شهور الحسم فى سوريا، المعارك على وشك الانتهاء، لكن قبل أن تنقشع غبار المعارك، على الدول الكبرى التى شاركت وحاربت فى سوريا أن تضمن حصتها فى الغنائم، وفرنسا التى غابت مؤخرا عن مسرح الأحداث السورية واجتماعات أستانة، تريد أن ترسل رسالة للجميع أنها مازلت حاضرة، ولها حق تاريخي فى الشام، يعنى بالبلدى «فيها لاخفيها» كما يفعل البلطجية والفتوات فى الحارات الشعبية.
(3)
عملية غصن الزيتون التركية فى عفرين، تؤكد عزم تركيا على تمسكها بمكتسباتها فى سوريا، لقد أصبحت لاعبا رئيسيا لا يمكن إزاحته أو التلاعب به حتى من جانب أمريكا الحليف الاستراتيجى، ما أعلنه الجيش الإسرائيلى مؤخرا من أنه أسقط طائرة إيرانية بدون طيار تجاوزت الحدود شمالاً، ومن قبلها طائرة روسية الصنع فى أواخر العام الماضى، رسالة تذكرة، لتأكيد طلب نتنياهو من بوتين، خلال زياراته المتكررة لموسكو، أن مرتفعات الجولان خارج أى تسوية مستقبلية تخص سوريا، إسرائيل لن تتنازل عنها!.
أما إيران فهى تتلاعب بأعصاب أمريكا وإسرائيل، ودول اقليمية أخرى، وجودها فى سوريا ضمن لها نفوذا ممتدا من حدودها الغربية وحتى البحر المتوسط، ولا يمكن أن تتنازل عن هذه الأفضلية كما تطالب إسرائيل وأمريكا، فهى ورقة ضغط لمساومة أمريكا، وعدد من البلدان العربية بالمنطقة والتى تعتبر إيران العدو رقم واحد الآن. القيصر الروسى وجد فى سوريا ضالته، فهى الفرصة التى استعاد بها وجود بلاده فى المنطقة ونفوذها الذى تآكل بعد سقوط الاتحاد السوفيتى. سقوط الطائرة الروسية الصنع على يد الجيش الإسرائيلى كان صفعة موجهة لروسيا، تم ردها بسقوط إف 16 الأمريكية الصنع والتابعة لجيش الاحتلال بواسطة صواريخ من العمق السورى روسية الصنع وعتيقة الطراز.
(4)
كل من هو سورى لا يستطيع أن يقرر مصيره: نظام بشار الأسد، المعارضة، الأكراد وباقى فئات الشعب السورى، الجميع فى مهب الريح، نظام بشار يدرك أنه مدين لحلفائه باستمرار وجوده وانتصاره على داعش والمعارضة المسلحة وسيطرته على 80% من الأراضى السورية، المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أمريكا وحلفاء إقليميين مازالت متواجدة على مساحات من الأراضى السورية، وهو ما يمثل فرصة فى التفاوض، الأكراد خانتهم أمريكا كما فعلت فى العراق وتركتهم بلا سند أمام الجيش التركى فى الشمال، ولا أمل لهم فى المستقبل، والأيام تؤكد صدق مقولتهم «لا صديق لنا سوى الجبال». أما باقى الشعب السورى غير المسيس، الذى لم يفكر فيه أحد حين بدأ الصراع.. البسطاء الذين دمرت الحرب القذرة حياتهم وأفقدتهم مصادر رزقهم.. ضحايا الصراع على السلطة والنفوذ.. هؤلاء لن يكون لهم نصيب فى كعكة الدم.. كان الله فى عونهم.

 

 

عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا حان وقت تقسيم الغنائم سوريا حان وقت تقسيم الغنائم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon