توقيت القاهرة المحلي 08:43:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن مخرج

  مصر اليوم -

البحث عن مخرج

بقلم : مي عزام

 (1)

هل يمكن التعامل مع نواب البرلمان بنفس الطريقة التى نتعامل بها مع لاعب كرة القدم المحترف الذى يغير فانلته بسهولة حين يقدم له عرض أفضل للعب فى ناد آخر؟.

هل يمكن أن يتخلى النائب عن انتمائه لحزب بسهولة، لو وجد عرضا أفضل فى حزب آخر؟ وهل يفكر فى صورته أمام ناخبيه الذين انتخبوه على أساس هذا الانتماء الحزبى؟ أم أن الانتماء الحزبى ليس عنصرا فعالا فى الانتخابات المصرية ومازال اختيار الناخب للنائب يتم وفق قبول شخصى للمرشح و«شطارته» فى إقناع ناخبيه بما سيقدمه لهم من خدمات بعد دخول البرلمان، دون الأخذ فى الحسبان برنامج الحزب وتوجهاته؟.

(2)

ما يحدث الآن على الساحة السياسية تكرر من قبل، وكان سببا فى جمود الحياة الحزبية فى مصر منذ حكم عبد الناصر وحتى مبارك مرورا بالسادات، كان كلما تم الإعلان عن تنظيم أو حزب يسانده الحاكم أو يؤسس له، نجد النخبة السياسية تهرول للانضمام لهذا التنظيم أو الحزب، والذى يصبح بعد ذلك الظهير السياسى للرئيس والداعم له فى الشارع. الرئيس السيسى ليس له ظهير سياسى، ولا انتماء حزبى، ومع توليه الحكم لفترة ثانية، كان المتوقع تأسيس هذا الظهير.ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية فى البرلمان أعلن رئيسه المهندس محمد السويدى، عن تشكيل لجنة قانونية لبحث الموقف من تحول دعم مصر لحزب سياسى لملء الفراغ السياسى. دعم الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، هذا التحول وصرح قائلا: «إن الحياة السياسية لا يمكن أن تستقيم إلا بوجود حزب سياسى يحوز الأغلبية».

(3)

بعد الحديث عن تحول الائتلاف إلى حزب، انضم 30 نائبا فى البرلمان. النواب المنتمون إلى أحزاب (الوفد والمصريين الأحرار) أمامهم عقبة وهى المادة 6 من قانون مجلس النواب والتى تنص على إسقاط عضوية النواب عند تغيير الصفة. وعن هذه العقبة صرح عمرو غلاب نائب رئيس ائتلاف دعم مصر: ربما يكون هناك إمكانية لتعديل المادة بشكل قانونى منضبط يساعد النواب ويسهل عليهم القيود التى تفرضها المادة.

(4)

والمادة 6، ليست العقبة الوحيدة، فهناك المادة 110 من الدستور التى تقضى أيضا بإسقاط عضوية النائب فى حالة «فقد أحد شروط العضوية التى انتخب على أساسها» بما فيها صفته الحزبية، لكن هذه المادة لها شرط للتحقق، الدكتور صلاح فوزى أستاذ القانون الدستورى، وعضو لجنة العشرة التى أعدت المسودة الأولية للدستور الجديد صرح بأن «إسقاط العضوية عن أعضاء مجلس النواب الذين غيروا انتماءهم الحزبى الذى انتخبوا على أساسه، أمر شبه مستحيل ولن يكون سهلا بالمرة، فالمادة تنص على أنه (لا يجوز إسقاط عضوية أحد من الأعضاء إلا إذا فقد الثقة والاعتبار، أو فقد أحد شروط العضوية التى انتخب على أساسها، أو أخل بواجباتها، ويجب أن يصدر قرار إسقاط العضوية من مجلس النواب بأغلبية ثلثى أعضائه)، موافقة ثلثى الأعضاء ضرورة لإسقاط العضوية، لا توجد عليه أى مسؤولية أو جزاء، وموقفه سليم من الناحية القانونية ويعتد بانتمائه الحزبى الجديد». وبما أن ائتلاف دعم مصر لديه أغلبية فى البرلمان سيكون وضع النواب المنضمين إليه قانونيا لا غبار عليه.

الطريف والمدهش أن حزب المصريين الأحرار أعلن عدم إعاقة أى طموح سياسى لمن يرغب فى الانضمام لكيانات أخرى، وهذه المرة الأولى التى أسمع فيها عن حزب سياسى يتمتع بهذه الروح الرياضية ولا يستنكر انتقال نوابه إلى حزب آخر.

(5)

ائتلاف دعم مصر أمامه تحد كبير وهو تجربة الحزب الوطنى، فهل سيكون تكرارا لتجربة الحزب الوطنى فى عهد مبارك؟.

حزب أغلبية داعم للرئيس، لا تنافسه أحزاب معارضة قوية مما يجعل وجوده غير مهدد ولا مراقب، كما كان الحال مع الحزب الوطنى والذى أدى إلى تأثير سلبى على الحياة السياسية فى مصر.

تأسيس حزب أغلبية قوى وفعال، يجب أن يرافقه وجود أحزاب معارضة قوية قادرة على الرقابة والمنافسة، وحتى يحدث ذلك على الرئيس والحكومة أن يبحثا عن مخرج لتفعيل دورالمجتمع المدنى والصحافة والإعلام لتساهم فى إحداث مشاركة سياسية منضبطة فى الشارع وهو أمر لا بد منه فى هذه المرحلة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن مخرج البحث عن مخرج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon