توقيت القاهرة المحلي 03:16:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواقع التواصل.. الضرورات تبيح المحظورات

  مصر اليوم -

مواقع التواصل الضرورات تبيح المحظورات

بقلم : مي عزام

(1)

فى البداية، أهنئكم جميعا بعيد الأضحى المبارك.. الأعياد مواسم للفرحة وكسر العادة، يشعر فيها الفرد بالانتماء للجماعة التى يحتفل معها بالعيد وبدفء لمة العيلة، مشاعر نفتقدها وسط الحياة اليومية التى تستهلكنا.

(2)

من أول أغسطس، قررت التوقف عن المشاركة على صفحتى على «فيس بوك» لمدة شهر، كنت أريد أن أكسر قيد العادة، من ليس لديه حساب نشط على مواقع التواصل الاجتماعى لن يشعر بأزمة، وكذلك من لا يعتبر مشاركته على هذه المواقع جزءا من نشاطه اليومى، أما أمثالى، من الذين يعتبرون مشاركتهم على مواقع التواصل الاجتماعى جزءا من نشاطهم اليومى ومتنفسا للتعبير عما يدور بخلدهم دون رقابة أو قيود، بالإضافة إلى معرفة كل جديد يحدث حولنا، فالأمر صعب عليهم.

مواقع التواصل أصبحت بديلا للصحافة الشعبية، وتفوقها فى السرعة والانتشار، وإن كان يعيبها عدم التحقق من صحة الأخبار المتداولة، ونشر شائعات لا أساس لها من الصحة أحيانا، مع الوقت يستطيع الكائن «الفيس بوك» أن يكون اختياراته ومتابعاته وفق قناعاته الشخصية وأسلوبه فى التفكير ورغبته فى المشاركة، هذه الحرية وذلك التنوع لا يتوافران فى الإعلام المصرى المرئى والمكتوب الذى لا يقدم إلا وجبة واحدة مكررة.

(3)

نسبة كبيرة من المصريين لا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى كمنتدى لدائرة الأصدقاء والأقارب، بل يعتبرونه منصة تعبير عن الآراء السياسية والاجتماعية والتعليق على الأحداث الجارية، مواقع التواصل بحر بلا ضفاف فيه الغث والسمين، ولكنه فرصة رائعة لكتاب مغمورين لديهم ثقافة متميزة ولغة سرد وتحليل ممتعة، تفوق الكثيرين من الكتاب فى الصحف الكبرى، هؤلاء استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم مكانة فى مجتمع الشهادات والوساطة، وتكريما حقيقيا من متابعيهم، أغناهم عن الوقوف فى طابور الراغبين فى النشر فى الصحف والمواقع.

(4)

عدت إلى الفيس بوك بعد غياب 20 يوما، افتقدت فيها وجودى بين الأصدقاء، بعضهم أعرفهم شخصيا وأغلبهم صداقة اختيارية فى واقع افتراضى تحول لحياة ديناميكية مليئة بالتفاصيل، فترة التوقف جعلتنى أدرك أن الحياة لا تتوقف على شخص، مهما كان مؤثرا، هناك دوما بديل.

امتحان الغياب جعلنى أتأمل تأثير مواقع التواصل الاجتماعى، وأظنها أصبحت مهمة للتوازن النفسى للمصريين، بعد انسداد مسار المشاركة، عبر وسائل الإعلام الرسمية. حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعى رغم وجود تجاوزات ضرورية للتنفيس فى مجتمع تعرض لتقلبات وضغوط عدة، وتطبيقا لضرورة وجود زر تنفيس فى قدور الطهى بالضغط.

(5)

المصريون استبدلوا بالنكتة السياسية «البوستات» الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى. كل رؤساء مصر كانوا يغضون الطرف عن هذه النكات التى لم نعرف يوما كاتبها الأصلى، ولم يسع نظام لتتبعه واعتقاله.

الآن أجهزة التنصت والرقابة الحديثة يمكن بسهولة أن تصل لصاحب أى موقع أو صفحة على الإنترنت، قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية سيكون له أثر بالتأكيد فى تقليص مساحة الحرية المتاحة على مواقع التواصل، وسيتم من خلاله ملاحقة الآلاف بتهم عديدة.. فهل هذا ما نريده؟

(6)

الضرورات تبيح المحظورات، قاعدة فقهية معروفة واجبة التطبيق مع المصريين الذين تعرضوا لموجة غلاء غير مسبوقة، أثرت فى حياة الأغلبية وسببت لهم ضغوطا كبيرة.

التنفيس هنا ضرورة وليس رفاهية، هناك حدود وقيود على حرية التعبير فى العالم كله، لكن التحدى الحقيقى لأى نظام حكم فى ألا يشعر الشعب بها.

وكل عام وشعب مصر الطيب بخير وأمان.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقع التواصل الضرورات تبيح المحظورات مواقع التواصل الضرورات تبيح المحظورات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon