توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فك شفرة عبدالفتاح السيسى

  مصر اليوم -

فك شفرة عبدالفتاح السيسى

بقلم : عبد المنعم سعيد

 كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد جرى انتخابه تواً وتولى رئاسة الجمهورية فى مصر عندما كنت فى الولايات المتحدة فى صيف عام ٢٠١٤. فى ذلك الوقت لم يكن معروفا للكثيرين إلا بصفات «الرجل القوى» الذى وصل إلى سدة الحكم فى دولة مهمة من دول الشرق الأوسط. كما كان هناك الكثير من الصور المشوهة الناجمة عن سوء تفسير ما جرى فى ٣٠ يونيو من العام السابق، وعما إذا كان انقلابا عسكريا، أو ثورة كبيرة استدعت الجيش وعبدالفتاح السيسى للحكم، أو ثورة كبرى جرى الانقلاب عليها. المدهش أن كل ذلك قيل عقب عام تقريبا من العام الانتقالى الذى جرى فيه تطبيق «خريطة للطريق» وقادها ببراعة الرئيس عدلى منصور وانتهت إلى انتخابات نزيهة فاز فيها السيسى باكتساح لم يشكك فيه أحد. ولكن أحدا فى واشنطن لم يكن على استعداد لإعطاء الفرصة للرئيس الجديد لكى يعبر عن نفسه فيما يقول، وفيما يفعل من سياسات. وهكذا لم يكن هناك بد من محاولة لفك شفرة عبدالفتاح السيسى للرأى العام الأمريكى، وهو ما فعلته فى إطار ورقة جرى نشرها فى مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط، ولمن يريد مراجعتها فله العنوان التالى:
 

Deciphering Abdel Fattah el-Sisi: President of Egypt`s Third Republic، Middle East Brief Waltham Mass.Crown Center for Middle East Studies، Brandeis University MEB82، July 2014.

كانت مقدمة ما كتبته فى ذلك الوقت أن الرئيس السيسى يبدأ فى مصر «الجمهورية الثالثة» بعد الجمهورية الأولى التى قادها جمال عبدالناصر والتى استندت إلى دستور ١٩٥٦، ورغم أن خلفيه السادات ومبارك تنوعت سياساتهما ودساتيرهما اقترابا وابتعادا من الرئيس الأول إلا أن جوهر النظام السياسى المصرى ظل كما هو، أما الجمهورية الثانية فقد كانت «جمهورية الإخوان» التى كان رئيسها محمد مرسى فقد استندت إلى دستور ٢٠١٢ الذى شكل مفارقة ثيوقراطية مع نظام «يوليو». السيسى جاء فى ظروف مختلفة عصفت بمصر منذ هبة ٢٥ يناير وحتى وضع دستور ٢٠١٤ الذى حلف له الرئيس الجديد اليمين. فمن يا ترى هو عبدالفتاح السيسى، كان هذا السؤال الملح وجاءت الإجابة عليه فى أربع صور، أولاها صورة «المتدين»، وثانيتها «العسكرى» المحترف، وثالثتها أنه ربما كان «عبدالناصر آخر»، ورابعتها، وربما كانت الأكثر ذيوعا «المنقذ» الذى أخذ بآمال ثورة شعبية إلى القصر الرئاسى. كانت هذه الصورة الأخيرة هى الأقرب لى حيث ربما أتاحت لى الأقدار أن أستمع إلى خطاب وزير الدفاع السيسى فى ٢٣ يونيو ٢٠١٣ عندما كنت مشاركا فى الندوة التثقيفية الخامسة للقوات المسلحة والتى قال فيها: «يخطئ من يعتقد أننا سوف نظل صامتين»، معلقا على عمليات الحشد الجماهيرى التى بدأتها مهددة ومتوعدة، يوم ٢١ يونيو، جماعة الإخوان المسلمين فى ميادين مصر الكبرى تجاه الجماهير المصرية التى قررت النزول إلى الشارع يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.

الخريطة الذهنية التى رسمتها فى ذلك الوقت للرئيس الجديد لكى أقدمها للعالم الأمريكى كان مفتاحها هو كلمة «التنمية» والبناء لمصر، والتى شروطها الأولية جاءت فى أطروحته فى كلية الحرب الأمريكية هى الاستقرار وبناء المؤسسات ونشر القيم خلال عقدين من السنوات، وبعدها يمكن تطبيق المعايير الغربية. ولكن جوهرها يقوم على ثلاثة مفاهيم أساسية: العمل، والعمل الشاق الذى يجعل نسبة البطالة تتراجع، والاستثمار واسع النطاق الذى يرفع نسبة النمو للدخل القومى، وتغيير خريطة مصر بنقلها من دولة نهرية إلى دولة نهرية- بحرية يرتفع فيها عدد المحافظات من ٢٧ إلى ٣٣ بحيث ترتفع نسبة المساحة المأهولة فى مصر. أيامها أشرت إلى وجود فجوة بين التوقعات والآمال والأحلام والواقع، وكيف أن الأرض المصرية حبلى بعقبات وتناقضات كثيرة تقف حائلا أمام تحقيق ما يعد.

الآن أربع سنوات تقريبا مضت منذ فك شفرة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أظن أننى كنت مصيبا فيها، والواقع الآن يشهد بأن مصر تسير على طريق ما قال به منذ أربع سنوات رغم الإرهاب، ورغم غياب ظهير سياسى حزبى، ورغم الزيادة اليومية لعدد الشعب المصرى. الرئيس السيسى يستحق أربع سنوات أخرى لاستكمال برنامجه من أجل مصر.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فك شفرة عبدالفتاح السيسى فك شفرة عبدالفتاح السيسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon