توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشروع القومى لأحمد زويل

  مصر اليوم -

المشروع القومى لأحمد زويل

بقلم : د. عبد المنعم سعيد

تكون الفرحة طاغية عندما يبدأ واحد من مشروعاتنا القومية فى إنتاج الثمار فساعتها يكون الإنجاز ساطعا، وتكون لبنة من لبنات بناء الوطن قد ظهرت ملامحها وباتت جزءا من مركب التقدم الذى نسعى إليه. ومن عجب أنه ليس شائعا أن «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا» هى واحدة من المشروعات القومية التى تبناها الرئيس السيسى وأخرجها من ظلمات النزاعات القضائية إلى دائرة التنفيذ والتحقق. وقبل أيام كانت المدينة تخرج أولى دفعاتها العلمية فى شعبتى الهندسة والعلوم بأقسامها العلمية فى الهندسة البيئية وتكنولوجيا النانو والطاقة المتجددة والفضاء والمعلومات والاتصالات والطب الحيوى وعلوم المواد وفيزياء الأرض والكون. بهذه الحزمة من العلوم تكون المدينة قد بدأت الإفصاح عن هويتها التى حدثنى عنها الراحل العظيم قبل عقدين فى مقابلات تليفزيونية وفى مقابلات مباشرة، وفى كل مجمع كان سؤالى الدائم هو: ما الذى يحدث فى العلوم هذه الأيام؟!. وكان آخرون لا يكفون عن سؤاله: ما الذى سوف يفعله من أجل تقدم العلم فى مصر؟ وكانت إجاباته دائما تدور حول آخر ما وصل إليه التفكير العلمى فى العالم، كما كان عن ضرورة بناء قاعدة علمية كبرى فى مصر لأن هذه القاعدة هى أساس تقدمها.

عرفت الدكتور أحمد زويل خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى وقبل حصوله على جائزة نوبل، وكان واسطة العلاقة الأستاذ لطفى الخولى، رحمه الله، وهو الذى جعل اللقاءات متكررة فدارت فيها فكرة الجامعة العلمية وأفكار أخرى. وكانت آخر اللقاءات عبر التليفون حينما كنت فى الولايات المتحدة واستمرت قرابة الساعتين تبادلنا تجارب التعامل مع المرض الخطير، وكان هو الذى أخبرنى بأن الرئيس السيسى قد جعل من الجامعة واحدا من المشروعات القومية، وكان لابد فى النهاية، كما هى العادة، أن أسأل ويجيب عن آخر تطورات العلم فى الدنيا المتقدمة التى يعرفها أكثر بكثير مما عرفت. حصلت على محاضرة مجانية خاصة حول موضوع أبواب التعليم والإدراك الجديدة التى بات العالم على وشك الدخول إليها وما يمكن أن تقدمه للبشرية من نقله كيفية ونوعية فى المعرفة سوف تحدث ثورة فى العلوم والجامعات. فى نهاية الحديث تواعدنا على لقاء فى القاهرة بعد العودة إلى مصر، ولكن اللقاء لم يحدث لأنه ذهب إلى من علم الإنسان ما لم يعلم.

هكذا كانت السعادة غامرة بتخرج أولى دفعات مدينة زويل، لأن ذلك كان حلما تحقق لعالم عظيم من ناحية، ولأن ذلك كان هدية لمصر التى أحبها كما لم يحب مكانا آخر فى الدنيا الكبيرة. كان خطاب السيدة قرينته فى الحفل حزمة من الفرح والحزن لأن الشجرة أثمرت ولأن الذكرى حارة وقاسية، ولكن أهم ما فيها أن أجيالا جديدة جاءت وقد تعلمت بطرق تسير على آخر ما يعرفه العالم المعاصر فى العلوم والتكنولوجيا. جيل مصر الجديدة الذى يعرف عن الكون بقدر ما يعرف عن الخلية، ويعرف عن الحركة بقدر ما يعرف مدى السكون، ويعرف عن الأرض بقدر ما يعرف عن الفضاء. ماذا سوف تفعل مصر بالخريجين من أولاد زويل، ��همة لا تقل أهمية عن تعليمهم وميلادهم العلمى وتعميدهم بالمعرفة؟. وهل ينطبق ذلك فقط على الخريجين المتميزين عن الجامعة أو أنه ينطبق على كل المتميزين الآخرين فى الجامعات المصرية؟ أظن أن صياغة المسألة لابد أن تأخذ شكلا آخر، وهو كيف نجعل هؤلاء جميعا أولا يفيدون ما لدى الدولة من آفاق جديدة فى زيادة الثروة المصرية، ومعالجة الأمراض المستعصية، وتوليد الطاقة المتجددة، وتحلية المياه النادرة، ولكن من ناحية أخرى هل توجد طريقة لكى يبوح لنا هؤلاء بمصر التى يريدونها ويحلمون بها ويتصورون لأولادهم وأحفادهم أن يعيشوا فيها؟ خيال هؤلاء ربما كان ما نحتاجه الآن أكثر من أى وقت مضى لأن العالم يتغير، ومصر أيضا تتغير وكذلك أحلامها.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع القومى لأحمد زويل المشروع القومى لأحمد زويل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon