توقيت القاهرة المحلي 11:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن المسألة الفلسطينية

  مصر اليوم -

عن المسألة الفلسطينية

بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك أخبار جيدة تخص القضية الفلسطينية: أولها أن هناك ٦ ملايين فلسطينى باقون على أرض فلسطين، الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أى ما يماثل ٦ ملايين يهودى يسكنون الرقعة الجغرافية ذاتها. معنى ذلك أنه أيا كانت الأخبار المزعجة، بما فيها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، فإن البشر باقون على أرضهم، ولا يمكن نزع جنسية البقاء الفلسطينية عنهم. وثانيها أن هناك مليونا وستمائة ألف فلسطينى داخل إسرائيل نفسها يشكلون أغلبية فى الجليل، وأقليات فى حيفا ويافا، والنقب والقدس حيث يعيش ٣٥٠ ألف فلسطينى يشكلون ٤٠٪ من المدينة، وفى مجموعهم يشكلون ٢١٪ من الإسرائيليين، فى مقابل ٥٠٠ ألف يهودى يعيشون فى مستوطنات داخل الضفة الغربية. وثالثها أنه أيا كان موقع الفلسطينيين، فى الضفة الغربية أو غزة أو الجليل أو فى المنافى البعيدة لكوكب الأرض، فإن الفلسطينيين لم يفقدوا هويتهم الفلسطينية.

الحقائق الديمغرافية على أرض فلسطين تنطق بقصة أخرى غير تلك التى تنطق بها الجغرافيا، الأولى يوجد فيها الحياة فلم يعد هناك مكان آخر يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، والثانية يوجد فيها الاحتلال والمقاومة والتمييز العنصرى والصمود. القصتان معا تحكيان أنه لا مفر من اتساق الجغرافيا والديمغرافيا، الأرض والإنسان، العرب واليهود. إسرائيل لا تستطيع التخلص من هذه المعادلات حتى ولو منحتها الولايات المتحدة ومعها ٣٣ دولة القدس عاصمة، ولا كذلك الفلسطينيون حتى ولو حدثت المعجزة الكبرى واتحدوا وحصلوا على التأييد الدبلوماسى من ثلاثة أرباع الدنيا فى كافة المنظمات الدولية.

الواقع يشهد شهادة أخرى غير تلك المخضبة بالدم والحرائق، والتى تكررت عبر سنوات فى حروب وانتفاضات وثورات، وفى النهاية يتعايش الطرفان معا، يذهب الفلسطينيون للعمل فى إسرائيل، ويذهب الإسرائيليون إلى مدن الضفة الغربية لإصلاح السيارات والكشف على الأسنان، وفى كل الحالات فإن العملة واحدة، والأهم السوق الاقتصادية بما فيها من عمل ومال وطاقة واحدة أيضا. وإذا كان هناك حل للقضية الفلسطينية فإنه سوف يكون ضمن هذه المعادلة، حيث بقى الفلسطينيون يمسكون بالأرض داخل وخارج دولة إسرائيل، ولا يوجد إمكانية لأن يعود الإسرائيليون بعد سبعين عاما من الدولة إلى حيث أتوا من قبل. كلاهما، أو أغلبيتهم على الأقل، رغم كل هذا العنف الذى يأتى ويذهب، يريدون الحياة أكثر من الموت. فلسطينيو إسرائيل ربما يشكلون نواة للمستقبل، حيث النضال ليس حول الاحتلال بقدر ما هو حول المساواة وحقوق الإنسان، وفى الكنيسيت فإن للعرب ١٣ عضوا، ويوم يتحدون سوف يكون لهم ٢٤ مقعدا تجعلهم ثانى أكبر كتلة سياسية فى البرلمان. فى كل الأحوال فإنه ما لم يتحد الفلسطينيون فإنه لن تكون هناك لا دولة ولا مساواة.

ماذا يفعل العرب مع هذه الإشكالية الكبرى؟، ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية كان فصلا من الكتاب المعروف للقضية الفلسطينية منذ بدأت المواجهات وحتى انتهت، والذى لا توجد فيه فصول عن أولويات الدول العربية، وتبعات الإصلاح فيها، ونتائج الحروب الأهلية فى خمس دول عربية، ولا حتى الصرخات المعروفة «أين أنتم يا عرب؟!»، وكأن فلسطين هى الهم الوحيد، ولا شىء عن فصل «الربيع العربى» المزعوم وتبعاته. من يريد للفلسطينيين شأنا عليه أن يتدبر ما نراه على أرض الواقع، من يقدس القدس فإن عليه الذهاب إليها وخلق الحقيقة الكبرى أن فلسطين جزء من بحر عربى، ومن يريد للفلسطينيين تمسكا بالأرض فإن عليه الاستثمار فى فلسطين من الجليل إلى القدس. ببساطة فإن المطلوب فتح كتاب جديد للقضية الفلسطينية، ومعها القضية الإسرائيلية أيضا، بحيث لا يكون كلاهما مصدرا للتهديد وإنما أساسا للأمل. الاجتهاد مطلوب، ومن لديه شك فى ضرورة الاجتهاد فربما عليه أن يتأمل ويسأل عن هؤلاء الذين ذهبوا إلى القدس لتدشين سفارة؟ ذلك موضوع آخر!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن المسألة الفلسطينية عن المسألة الفلسطينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon