توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميجان وهارى

  مصر اليوم -

ميجان وهارى

بقلم - عبد المنعم سعيد

عندما تقرأ هذا العمود سوف يكون الموضوع كما لو كان حلما واندثر، وسوف ينضم إلى مجموعة من الأحلام الرومانسية القديمة، ولكنك سوف تندهش بشدة من قدرة الأسرة الملكية البريطانية على تجديد ذات الحلم كل بضع سنوات. جيلى وحده شهد الأمر من قبل مرتين على الأقل: الأولى عند زفاف الأمير تشارلز، ولى العهد، مع الأميرة ديانا، حيث كان فيه من الأحلام زهور وعطر وطقوس فيها عبق أزمان مزدهرة قديمة، حتى إن شبكة السى. إن. إن الإخبارية استعادت مرة أخرى موسيقى الفيلم «كاميلوت»، حينما كان «الملك آرثر»، صاحب «المائدة المستديرة»، يغنى للسماء سائلا إياها ألا تمطر، وأن تبقى الشمس ساطعة على حبيبته «جينفر» القادمة إليه للحب والزفاف.

ما جرى بعد ذلك لم يدفع أحدا لكى يتذكر أن «جنيفر» أحبت فارس المائدة «لانسلوت»، وأن «آرثر» حطم المائدة، وأخذ سيفه «إكسكالبر» ومضى يبحث عن «الكأس المقدسة»، والتى منها ارتشف المسيح قطرات ماء وهو فى طريق الآلام حاملا الصليب. هذه المرة، كما كان فى المرة السابقة لزواج الأمير «ويليام» مع الأميرة «كيت»، كانت ذكرى «آرثر» مختلطة مع الحدث فى الجزء الأول من قصة «كاميلوت» التى لمن لا يعرف هى جزء هام من «الهوية البريطانية». لم يرد أحد أن يفسد اللحظة الرومانسية، ولا نقاءها، ولا عبيرها، بما حدث لجنيفر عندما أحبت الفارس الآخر «لانسلوت»، ولا لديانا وتشارلز، كان هناك فصل جديد ناصع وساطع بمعانٍ نبيلة جاءت من جوف تجربة إنسانية صعبة ومعقدة لأولاد تشارلز وديانا: ويليام وهنرى الملقب بهارى.

ولكن العالم كله وقف على قدميه خلال أيام وأسابيع قليلة، لأن ما جرى بين تشارلز وديانا، وويليام وكيت، وهارى وميجان، كان تعبيرا عن رغبة عالمية كونية فى الحب والجمال، واللحظة الشبابية المفعمة بالعنفوان. لوهلة صغيرة، أو لغمضة عين، نسى مئات الملايين من البشر، وقيل مليار، أن هناك حروبا فى الشرق الأوسط، وأزمة نووية فى شبه الجزيرة الكورية، وبركان يقذف حمماً فى هاواى، وبات الكل يغمض عينه محاولا إمساك اللحظة لعلها تطول. الإعلام العالمى عرف كيف يستحلب الزمن، ويجعل من قصة زواج أمرا فريدا يكون فيه لكل جزئية من فستان الزفاف وحتى الشراب والطعام قصة وحكاية تستعيد ذلك الحلم الذى تتمنى فيه الفتيات أن يأتى فارس على جواد أبيض لكى يحملها إلى السعادة، فتكون أمنية كل فتى أن يكون ذلك الفارس.

ليس مهماً أن هارى عندما جاء يوم الزفاف كان يمتطى عربة «بورش» فذلك محض تفاصيل لا تخل من القصة الكبيرة. مرة أخرى تنجح الأسرة المالكة فى بريطانيا فى أن تمد فى عمرها، وتمد فى عمر الإمبراطورية البريطانية، حتى ولو كان نفوذها قد تقلص على أراضى «��لكومونويلث»، وبات رمزيا لا يزيد عن حاكم يمثل الملكة فى كندا وأستراليا، ومنظمة من دول عديدة تحاول الدولة البريطانية أن تجعلها بديلا عن الاتحاد الأوروبى. لم يعد التحدى «الجمهورى» كما كان، ولم يعد من الضرورى أن يصعد الشعب إلى السلطة، وإنما من الممكن أن تنزل السلطة إلى الشعب فى دغدغة جميلة لأحلام سعيدة يمسك بها الناس من حضر منهم لكى يشهد المشهد، ومن بقى يشاهد التفاصيل فى التليفزيون أو «يوتيوب» «الآى باد».

كل شباب الدنيا باتوا «هارى» للحظات قليلة، وكل فتيات الدنيا أصبحن «ميجان»، الجمال والشباب الدائم فى حزمة واحدة، أو هكذا كان الظن بعد أن بات الزفاف «عولمة» و«أمركة» فى الجوهر والتفاصيل، ومن أول نقوش طرحة الزفاف، وحتى جاءت القبلة التى انتظرها العالم طويلا، وعندما ذهبت انصرف إلى أمور أخرى، منتظرا حفيدا ملكيا يبعث الحلم مرة أخرى.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميجان وهارى ميجان وهارى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon