توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة الأولى!

  مصر اليوم -

الثورة الأولى

بقلم: عبد المنعم سعيد

الثورة أولاً مشروع هائل للتغيير، قائم على قيم جديدة، وثانيا بداية لبناء مؤسسات تجسد الأفكار وتضعها فى مسار الحركة، وثالثا إطلاق طاقات الناس لكى يحققوا فى المستقبل ما عجزوا عنه فى الماضى. هى حدث أو مجموعة أحداث تنقل حالة إلى حالة أخرى مختلفة نوعيا عن سابقتها، وقد تكون الحالة علما، أو بشرا، أو وطنا. وفى مصر فإن أولى ثورات العصر الحديث كانت تلك التى جمعت مجموعة من علماء الأزهر بقيادة عمر مكرم لكى يضعوا محمد على واليا على مصر، ومع توليه لم تعد مصر كما كانت، فانتهى إلى غير رجعة العصر المملوكى، وكانت نقطة البداية للخلاص من الحكم العثمانى. ثانية الثورات فعلها أحد عرابى ومجموعة من ضباط الجيش وجمع من الساسة والمثقفين الجدد الذين نتجوا من إصلاحات الواليين سعيد وإسماعيل، ورغم فشل الثورة وانتهائها بالاحتلال البريطانى واستمرار مصر تحت السيادة العثمانية، فإن الميلاد المصرى من الرحم العثمانى أصبح مسألة وقت. ثورة ١٩١٩ كانت أولى الثورات التى خرجت منها الدولة المصرية، مملكة كانت أم جمهورية، لم تكن تلك هى القضية، وإنما كانت أن مصر باتت كيانا سياسيا يعترف به العالم ويتعامل معه على أساس ما يتمتع به من سيادة. انتهت الحماية البريطانية التى فُرضت على مصر خلال الحرب العالمية الأولى، ومعها انتهت وصاية الخلافة العثمانية، بل إنه لم يمض وقت طويل حتى انهارت الخلافة ذاتها. أصبح المصريون شعبا لا رعايا، كما باتت مصر دولة لا ولاية أو محمية، وأصبح السؤال الملح هو: ماذا يفعل المصريون باستقلالهم؟ وكانت النتيجة أنهم فعلوا الكثير من وضع الدستور إلى بناء الجامعات إلى إقامة النظم البنكية والانتقال من الزراعة إلى الصناعة، وعرفوا التكنولوجيات الحديثة من صحافة إلى إذاعة إلى الطيران. ورغم استمرار الاحتلال الإنجليزى تحت أكثر من شعار واتفاق، فإن مصر كانت مصنفة ضمن بلدان العالم المتقدم، وفى عام ١٩٢٥ جرى اختيار القاهرة كأكثر مدن العالم نظافة، وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت العاصمة المصرية من أهم حواضر العالم التى يجتمع فيها قادة الدول المتحاربة للبحث فى شؤون الحرب والسلام.

نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة الأولى الثورة الأولى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon