توقيت القاهرة المحلي 04:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يجرى فى العالم وحولنا ولدينا؟!

  مصر اليوم -

ماذا يجرى فى العالم وحولنا ولدينا

بقلم - عبد المنعم سعيد

حقيقة أن النهر لا يمر بنفس النقطة مرتين، لأنه يتجدد فى مساره من المنبع إلى المصب طوال الوقت، حكمة إغريقية ذائعة. وكذلك هو الحال فى الدنيا كلها والإقليم الذى نعيش فيه وحتى فى داخلنا أيضا. كل ذلك يحتاج أولا إلى الرصد، وبعد ذلك ثانيا نصل النقاط ببعضها البعض فتتضح الصورة، ثم ربما كان الأهم ثالثا هو ماذا نفعل إزاء كل ما نراه الآن؟ فى الولايات المتحدة، حيث أكتب الآن استعرت الحرب الإعلامية بين ترامب والإعلام، وفى العموم بين الجمهوريين والديمقراطيين، وكل ما تحتاجه هذه الحرب الوقود الذى يغذيها من أول تعيين القاضى «كافانو» فى المحكمة الدستورية العليا، إلى حادثة مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى، إلى قيام «إرهابى» أمريكى اللحم والدم بتوجيه رسائل بمفرقعات «تهدد الحياة» إلى ١٢ شخصية أمريكية، وحتى قيام «إرهابى» آخر بالدخول على معبد يهودى وقتل ١١ شخصا وجرح ستة، منهم أربعة من الشرطة فى حدث هو الأول فى التاريخ. كل ذلك يحدث بينما تتحرك قافلة فيها عشرات الألوف من المهاجرين اللاتينيين إلى الحدود الأمريكية، ومن أجل ذلك أرسل الرئيس ترامب قواته المسلحة لمنعهم من الدخول وفى نفس الوقت قام بإلغاء معاهدة الصواريخ متوسطة المدى التى وقعها سابقه رونالد ريجان مع الاتحاد السوفيتى. بينما يحدث ذلك فى أمريكا، فإن رئيس الوزراء اليابانى قام بزيارة هامة للصين والاجتماع بقيادتها، بينما لا تزال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مستعرة، بينما تتوثق العلاقات الصينية الروسية. وبينما يجرى ذلك فى شرق آسيا، فإن أوروبا شهدت اقترابا ملموسا بين ألمانيا وروسيا حينما اجتمع كلاهما مع تركيا وفرنسا لتسوية الأزمة السورية. ولا تنسى أن البرازيل انتخبت رئيسا جديدا للبرازيل كانت أول أعماله توجيه التحية للعلم الأمريكى وأنه بسبيله للاقتداء بالرئيس ترامب!.

ما يجرى فى إقليمنا الشرق أوسطى لا يقل إثارة عما يحدث فى العالم، وبعد قرابة أربعين عاما على معاهدة السلام «المصرية- الإسرائيلية» فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو عبر الحدود إلى مسقط فى اجتماع قيل إنه سوف يكون مساهمة فى المشروع الأمريكى لتسوية الصراع «العربى- الإسرائيلى» الذى سيعلن عنه بعد الانتخابات النصفية الأمريكية. ومع هذه الزيارة توالت مجموعة من المشاركات الإسرائيلية فى ندوات سياسية وأحداث رياضية فى عدة دول عربية، ومعها تصريحات من وزراء خارجية بضرورة الحوار مع الدولة العبرية. تغير الشرق الأوسط وغادرت قطارات كثيرة محطاتها، وما زال الفلسطينيون يبحثون عما إذا كانت المصالحة بين فتح وحماس ممكنة أم لا، وربما كانت أهم أخبار فلسطين هى تلك الأخبار التى لا يعرفها أحد. اللافت للنظر أن تونس شهدت حادثا إرهابيا قامت به سيدة منقبة، ومع الخبر أنها كانت من الخلايا النائمة التى لا يعرف أحد لماذا استيقظت فى هذه المرحلة؟!.

عن مصر واتتنى فى الولايات المتحدة أخبار سعيدة تضاف إلى فيديوهات السياحة وتطورات المشروعات الكبرى، كان منها أن سحابة الدخان السنوية فى الخريف لم تحدث هذا العام لسبب أن قش الأرز اشترته الحكومة ليصير علفا، فربح الفلاحون، وربحت الحكومة، وربح تجار الثروة الحيوانية. أمر آخر هام ساعد فى التخفيف من الهواء الملوث فى المحروسة، وهو أن الحكومة أيضا أخرجت من الخدمة آلافا من سيارات الأجرة القديمة لعقود، فخرجت ومعها مخلفاتها، فربحت الحكومة تهيئة الأجواء المصرية للسياحة، وربح السائقون، وربح المصريون هواء غير ملوث أو للدقة أقل تلوثا.. السؤال الطبيعى فى هذه الحالة: لماذا لم يتم ذلك من قبل وقبل وقت طويل؟ وهل كان ضروريا المعاناة من قش الأرز وعوادم السيارات القديمة طوال هذه السنوات؟ الإجابة العملية فى هذه الحالة هى أنه من الأفضل أن تأتى متأخرا إلى الموعد بدلا من ألا تأتى على الإطلاق؛ ولكن الفائدة الأعظم ربما كانت البحث فى كل القضايا المتأخرة والتى حل موعدها وإخراجها من مظلة الانتظار.

هناك بالطبع أخبار عالمية وإقليمية أكثر من ذلك وربما كانت أكثر أهمية، ولكن المطروح هنا ليس فقط الأخبار، وإنما ما تعبر عنه من رياح للتغيير فى اتجاهات شتى، وما يهمنا فى الأول والآخر هو كيف تتحرك مصر وسط كل ما يجرى، تلك هى المسألة.. أليس كذلك؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يجرى فى العالم وحولنا ولدينا ماذا يجرى فى العالم وحولنا ولدينا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon