لفت انتباهى الصور, التى تداولتها وسائل الإعلام والصحافة, للطوابير الطويلة أمام معرض «توت عنخ آمون» فى باريس, والأعداد الهائلة التى قامت بشراء تذاكر المعرض, والتى وصلت إلى أكثر من 250 ألف تذكرة.
معرض «توت عنخ آمون» فى باريس, أو غيرها من مدن العالم, يعتبر فرصة ذهبية للترويج للسياحة والآثار فى مصر, وتأكيد عظمة الحضارة المصرية, نظرًا لحالة الهوس من معظم الأجانب بالفرعون المصرى الذهبى على وجه الخصوص, والآثار المصرية بشكل عام.
الطوابير الطويلة أمام المعرض, والمساحات الواسعة التى أفردتها وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية؛ جعلتنى أقارن بين حجم الإقبال من المصريين على المتاحف وبين إقبال الأجانب.
الفرق شاسع, ودائمًا وأبدًا أجد نفسى أراقب المشهد حول المتحف المصرى بميدان التحرير, لعل وعسى أجد طوابير أوتوبيسات المدارس والجامعات, والأسر المصرية وهى تقف منتظرة الدخول, لكن للأسف فى كل مرة أجد المداخل والمخارج خالية إلا من بعض الأجانب الزائرين.
إذا كنا نتحدث الآن عن ثورة تعليمية فى المدارس والجامعات, فلا بد من إعادة الاعتبار إلى الثقافة العامة ضمن هذه الثورة التعليمية, التى تهدف إلى إحداث نقلة هائلة فى مفهوم التعليم بعيدًا عن الحفظ والتلقين والمفاهيم التقليدية.
أتمنى عودة رحلات المدارس والجامعات إلى المتاحف والمكتبات العامة فى إطار منظم, وضمن منظومة تطوير التعليم الجديدة, بحيث تكون هذه الزيارات «منظمة ودورية», وضمن وسائل تقييم الطلبة, مثلها مثل الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة.
فى تلك الحالة, يمكن أن يتحقق الحلم, وتعود الطوابير أمام المتاحف والمكتبات, خاصة أننا نستعد لافتتاح أكبر متحف فى العالم, وهو «المتحف المصرى الكبير» خلال المرحلة المقبلة.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع