بقلم: عبدالمحسن سلامة
استيقظ العالم، أمس الأول، على مجزرة إرهابية فى سريلانكا، راح ضحيتها نحو290 قتيلا و 500 مصاب، فى أكبر حادث إرهابى يقع فى تلك الدولة.
استهدف الحادث الإرهابى الغادر 3 كنائس، و3 فنادق، ومواقع للشرطة، وحتى كتابة هذه السطور لم يتم تحديد هوية مرتكبى الجريمة، إلا أن هناك سيناريوهات متعددة، تتعلق كلها بالإرهاب والتطرف، سواء أكان ذلك من مجموعات «نمور التاميل»، أو من متطرفى الهندوس أو البوذيين أو العائدين من صفوف تنظيم «داعش» المتطرف.
استهداف الكنائس والفنادق يشير بوضوح إلى مرتكبى الحادث، وأنهم من المتطرفين الإرهابيين، وأيا كان انتماؤهم فهذا هو الإرهاب الذى لا دين له، ولا عقل، ولا وطن، فهو مخلوق أعمي، فاقد البصر والبصيرة، مملوء بالحقد والكراهية والغباء.
حادث سريلانكا يأتى عقب حادث نيوزيلندا، تلك المجزرة الرهيبة التى تعرض لها المسلمون هناك على يد أحد الإرهابيين من أصحاب الهوية البيضاء المتطرفة، وأتمنى أن يكون ذلك الحادث الإرهابى هو آخر تلك الأحداث الإرهابية الغادرة، غير أن التمنى شيء، والواقع شيء آخر، فالإرهاب، للأسف، سوف يظل موجودا، ويضرب بعنف وعشوائية مادامت هناك عقول مغلقة، وقلوب سوداء، وقيادات تحرض، ودول تمول، وهو ما يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة تلك الظاهرة القبيحة، وبدلا من أن تخصص الدول الكبرى المليارات للإنفاق العسكري، وسباق التسلح، والمغامرات الطائشة، عليها أن تخصص نسبة ضئيلة من هذه المبالغ لحملة دولية منظمة ضد الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، ومعالجة أسبابه، ومساعدة الدول التى تعانى بسببه، مواجهته أمنيا، واقتصاديا، وما تتطلبه تلك المواجهة من إمكانات لازمة لذلك..
أعتقد أن الأمر سوف يتغير للأفضل لو تم ذلك، خاصة إذا تم تجفيف منابع تمويل تلك الجماعات الإرهابية، ومعاقبة الدول التى تقع فى هذا الفخ الرهيب.