بقلم - عبدالمحسن سلامة
اللافت للانتباه حجم الإعلانات طوال شهر رمضان عن التبرع للمستشفيات, فهناك العديد من المستشفيات استطاع القيام بحملة إعلانية ضخمة للتبرعات, وهناك مستشفيات أخرى كثيرة لم تفعل ذلك, على الرغم من حاجتها الملحة إلى التبرعات.
لست ضد الحملات الإعلانية للتبرع للمستشفيات, لأنها أوجدت ثقافة كنا نفتقدها, للأسف الشديد، وهى ثقافة التبرع لأعمال متنوعة, فللخير وجوه كثيرة, ولا يقتصر عمله على العبادات، لكنه يمتد إلى أعمال أخرى كثيرة، خاصة فى مجالات الصحة،والتعليم، وفك كرب الغارمات، وتجهيز الشباب للزواج.. وغيرها من المجالات.
ثقافة التبرع من الأشياء المهمة فى كل المجتمعات, وقد حكى لى الصديق الدكتور أشرف منصور عن تجربته فى ألمانيا، وأنه كان يقوم وعدد من أصدقائه بالتبرع أسبوعيا لمدة 3 ساعات فى أحد المستشفيات الألمانية كمترجم، وأن هناك عددا كبيرا من الألمان يفعلون ذلك، وحتى الأطباء يقومون بتنظيم قوافل علاجية مجانية داخل ألمانيا وخارجها، وقام عدد منهم بزيارة مصر، وإجراء العمليات مجانا.
هناك شائعات كثيرة خرجت عن بعض أوجه الفساد فى إنفاق أموال التبرعات, لكنها تظل شائعات ما لم يقم عليها دليل، وحتى إذا ثبت ذلك فليس معنى وجود خلل فى حالة ما أن يمتد ذلك إلى بقية الحالات، ولذلك فمن المهم أن يتم دعم حملات التبرع والتوسع فيها لحث المجتمع على المشاركة الإيجابية فى كل المشروعات التى تعود بالخير على المواطنين.
مستشفيات كثيرة تقوم على التبرعات, منها مستشفى 57357 للأطفال، ومستشفى معهد الأورام القديم، والمعهد الجديد 500500، وأهل مصر، وأبوالريش، وبهية، ومعهد القلب،ومستشفى الكبد فى المنصورة، ومستشفى القلب بأسوان «مجدى يعقوب»، والناس، والأورمان.. والكثير من المستشفيات التى كنت أتمنى أن يتسع المجال لذكرها لدعمها ومساندتها.
أتمنى ألا تقتصر ثقافة التبرع على شهر رمضان، وأن تمتد إلى بقية شهور العام، وأن تتطور ثقافة التبرع لتشمل كل المجالات، وليست المساجد والمستشفيات فقط.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع