توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيع الأصول إلى الصناديق السيادية الأجنبية.. مكسب أم خسارة؟

  مصر اليوم -

بيع الأصول إلى الصناديق السيادية الأجنبية مكسب أم خسارة

بقلم - زياد بهاء الدين

فى الأحوال الطبيعية ما كان يخطر على بالى أن أطرح هذا السؤال. فقد قضيت جانبًا من حياتى المهنية مسؤولًا عن جذب الاستثمار الأجنبى لمصر، وبقيت بعد ترك العمل الحكومى مقتنعًا بأن نجاح التنمية الاقتصادية مرتبط بقدرتنا على جذب الاستثمار الخاص، المحلى منه والأجنبى.

فى الأحوال الطبيعية كان موقفى سيكون مرحبًا للغاية- بل مبتهجًا- بأننا نجحنا فى جذب بضعة مليارات من الدولارات للاستثمار فى شركات مصرية قائمة وناجحة وجاذبة للمستثمرين الأجانب.

ولايزال تقديرى أن الأصل فى الأمور هو الترحيب بالاستثمار الأجنبى من حيث المبدأ، لأنه يضيف رصيدًا نقديًا للبلد بالعملة الصعبة، ويجلب معه مزيدًا من الاستثمار والتطوير الفنى والهندسى والإدارى، ويربط صناعاتنا الوطنية بالأسواق الخارجية، فيحسن فرصها فى التصدير. وحينما يأتى هذا الاستثمار الأجنبى فى شكل شراء أسهم شركات قائمة فإنه يمنح المستثمرين المصريين الذين بذلوا الجهد التأسيسى وتحملوا المشاق والمخاطر المرتبطة ببدء النشاط مقابلًا مجزيًا لعملهم، ويترجم القيمة التى أضافوها إلى عائد حقيقى، ويمكنهم من إعادة تدويره فى مجالات أخرى، كما يشجع غيرهم على خوض تجارب ماثلة أملًا فى تحقيق ذات النجاح.

كل ما سبق يجعل تشجيع الاستثمار الأجنبى والترحيب به متسقًا مع المنطق الاقتصادى السليم.

مع ذلك فإن ما جرى تداوله إعلاميًا، فى الأيام الماضية، بشأن استحواذ صناديق سيادية عربية على أسهم بعض الشركات المصرية الكبرى لابد أن يستوقف النظر ويستدعى التفكير فيما إذا كان علامة طيبة أم باعثًا على القلق؟

من جهة، فإننا لا نتحدث هنا عن الخصخصة بمفهومها التقليدى- أى بيع أصول الدولة مباشرة لمستثمرى القطاع الخاص- بل عن بيع أسهم شركات قطاع خاص إلى مستثمر أجنبى، وإن كان البائع الرئيسى فى هذه الحالة هو البنوك المملوكة للدولة. والبيع يجرى على أسهم شركات مقيدة فى البورصة المصرية أى بالأسعار المتداولة.

ولكن من جهة أخرى، فإن سبب عدم الارتياح هو عدم إمكان تجاهل أن البيع يتم فى ظروف اقتصادية عالمية ومحلية غير مواتية للبائعين وفى مصلحة المشترى القادر على اقتناص فرص عظيمة بأسعار متدنية، وعلى اختيار ما يحلو له من الشركات المصرية الناجحة، خاصة عقب انخفاض عملتنا بحوالى ١٥% بعد سنوات من الثبات. وهذا وضع لا يُلام عليه المشترى الذى يحق له اقتناص تلك الفرص، ولكن يترك حسرة فى قلوب من يدركون قيمة هذه الشركات فى الظروف العادية.

من جهة ثالثة، فإن التساؤل يثور حول عدم قدرتنا- مؤسسات القطاع الخاص قبل الحكومة- على انتهاز ذات فرصة انخفاض أسعار الشركات المصرية الكبيرة والناجحة من أجل حشد مدخرات المصريين واقتناص ذات الفرص التى جذبت الصناديق الأجنبية. لم لا تكون صناديق الاستثمار المصرية هى الوسيلة الأساسية لجمع مدخرات الناس وشراء أسهم الشركات الرائدة فى مثل هذه الظروف، والحفاظ على ملكيتها لمصريين دون التدخل فى آليات السوق أو فرض قيود على الاستثمار؟

وأخيرًا، فإن الأهم مما سبق أن ندرك أن صفقات البيع الأخيرة لأسهم بعض شركاتنا الرائدة يجب أن يكون حافزًا للدولة وأجهزتها على فتح المجال وتسهيل الإجراءات وإزالة القيود أمام تأسيس شركات جديدة مماثلة والسماح لها بدخول حلبة المنافسة دون قيود أو عوائق لتكون أكبر حجمًا وأكثر نجاحًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيع الأصول إلى الصناديق السيادية الأجنبية مكسب أم خسارة بيع الأصول إلى الصناديق السيادية الأجنبية مكسب أم خسارة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon